الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
جاء في موقع البصيرة عن إخلاص المعلم: البحث فيما يخص المعلم من الإخلاص: أهمية التعليم: يشكل المعلمون والمعلمات في المؤسسات التعليمية بكافة أشكالها ومستوياتها أكبر الفئات العاملة في المجتمع والدولة، وأن كل العاملين في المجتمع والدولة، قد مروا بالمؤسسات التعليمية ماعدا الأنبياء والأوصياء عليهم السلام ففي المؤسسات التعليمية بدأ العاملون حياتهم وتشكلت توجهاتهم، ومنها تخرجوا ودخلوا ميادين الحياة المختلفة ليؤدوا دورهم فيها كما تعلموا في المؤسسات التعليمية وتربوا فيها، فمهنة التعلم هي أم المهن والوظائف كلها في المجتمع والدولة، وبهذا ندرك أهمية الإخلاص وقيمته في مهنة التعليم. فعلى كافة المعلمين والمعلمات أن يدركوا حجم المسؤولية الدينية والوطنية والاجتماعية والتاريخية الملقاة على عواتقهم، وأن يتحلوا بالإخلاص في العمل، من أجل سعادتهم الحقيقة هم أنفسهم، ومن أجل مصلحة المجتمع والدولة وخيرهما وسعادة جميع المواطنين.
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى عن الالتزام “إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَىٰ وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا” ﴿الفتح 26﴾ “فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى” وهي قول لا إله إلا الله عن ابن عباس وقتادة ومجاهد “وكانوا أحق بها وأهلها” قيل أن فيه تقديما وتأخيرا والتقدير كانوا أهلها وأحق بها أي كان المؤمنون أهل تلك الكلمة وأحق بها من المشركين وقيل معناه وكانوا أحق بنزول السكينة عليهم وأهلها وقيل وكانوا أحق بمكة أن يدخلوها وأهلها وقد يكون حق أحق من غيره أ لا ترى أن الحق الذي هو طاعة يستحق بها المدح أحق من الحق الذي هو مباح لا يستحق به ذلك “وكان الله بكل شيء عليما” لما ذم الكفار بالحمية ومدح المؤمنين بلزوم الكلمة والسكينة بين علمه ببواطن سرائرهم وما ينطوي عليه عقد ضمائرهم.
جاء في موقع جامع الكتب الاسلامية عن حقوق المعلِّم وواجباته: المُعَلِّم الرسالي المنشود: التعليم مشاركةٌ: إن العملية التعليمية جهد مشترك يشترك فيه المعلِّم والمتعلم والكتاب والمنهج الذي يصل بين هذه العناصر، ولكلٍ دورُه الذي لا يخفى، فلا ينبغي أن يطغى دورٌ على حساب دور، ونركز هنا على الاهتمام بدور المتعلم في هذه العملية، وهو الذي ينبغي أن لا يغفل بل يُراعى ويُنمى، وفي ذلك يراعى سن المتعلم ووضعه النفسي والعقلي، وذلك عبر مراحل التعليم كلها، لا بد من زرع الثقة في نفسه، ويعطى نوع مشاركة في التعليم والتقويم تأخذ هذه المشاركة في الاتساع والتعمُّق كلما انتقل من مرحلة إلى أخرى بعدها، وفي هذا فائدة عظيمة تجعل المتعلم تتولد لديه قناعات في نفسه، يكون هو مشاركاً في تأسيسها وتعميقها، وبالتالي تؤثر هذه القناعات في سلوكه وحياته، لإحساسه أنه اشترك في صُنعها، فتجده أشد الناس التزاماً بها، وإذاعةً لها، وذوداً عنها، فيتحول المتعلم إلى عنصر دعوة وإرشاد وإصلاح بين أهله ومعارفه. وهذا كله يحتاج إلى معلِّم فَطِنٍ حَذِق يفهم ويعي دوره في القضية. معلِّمٌ ومتعلِّمٌ في الوقت نفسه المعلم الرساليُّ لا ينقطع عن طلب العلم والسؤال عنه مهما بلغ الغاية فيه، إذ لا غاية في العلم، ولا شبع منه: “. وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا” (طه 114)، “وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً” (الإسراء 85)، وقَالَ نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ: قِيلَ لِابْنِ الْمُبَارَكِ، إِلَى مَتَى تَطْلُبُ الْعِلْمَ ؟ قَالَ: “حَتَّى الْمَمَاتِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ” وَقِيلَ لَهُ مَرَّةً أُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ فَقَالَ: “لَعَلَّ الْكَلِمَةَ الَّتِي تَنْفَعُنِي لَمْ أَكْتُبْهَا بَعْدُ” وقَالَ ابْنُ مَنَاذِرَ: “سَأَلْتُ أَبَا عَمْرِو بْنَ الْعَلَاءِ حَتَّى مَتَى يَحْسُنُ بِالْمَرْءِ أَنْ يَتَعَلَّمَ ؟ فَقَالَ:” مَا دَامَ تَحْسُنُ بِهِ الْحَيَاةُ “وَمِنْ غَيْرِ ذَلِكَ الْكِتَابِ سُئِلَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ” مَنْ أَحْوَجُ النَّاسِ إِلَى طَلَبِ الْعِلْمِ ؟ قَالَ: أَعْلَمُهُمْ، إِنَّ الْخَطَأَ مِنْهُ أَقْبَحُ “وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ الْمَهْدِيِّ لِلْمَأْمُونِ: أَيَحْسُنُ بِالشَّيْخِ أَنْ يَتَعَلَّمَ ؟ فَقَالَ:” إِنْ كَانَ الْجَهْلُ يَعِيبُهُ فَالتَّعَلُّمُ يَحْسُنُ بِهِ ” فالعلم يتطور ويتقدم فيحتاج إلى الرصد والمتابعة، فالعلم بالتعلم، “. وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ” (يوسف 76)، ولا حياء في طلب العلم، كيف وقد ضرب لنا أحد أولي العزم من الرسل، كليم الله موسى، المثل الأعلى في ذلك وهو يطلب علم الخضر ويصحبه فيه وهو الأعلى منه في المنزلة ولا ريب، فعَنْ أَيُّوبَ قَالَ: “إِنَّكَ لَا تَعْرِفُ خَطَأَ مُعَلِّمِكَ حَتَّى تُجَالِسَ غَيْرَهُ” وَقَالَ قَتَادَةُ: “لَوْ كَانَ أَحَدٌ يَكْتَفِي مِنَ الْعِلْمِ بِشَيْءٍ لَاكْتَفَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ وَلَكِنَّهُ قَالَ: هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا”. فالمعلم الرسالي لا يستكبر ولا يستنكف، أي لا يمنعه من الاستزادة في العلم كِبْر ولا كِبَر، ولا حياء ولا صغر، فمن قال: علمتُ فقد جهل، ومن صدّه الحياء عن العلم فقد حَرَم نفسه، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: “لَا يَتَعَلَّمُ الْعِلْمَ مُسْتَحٍ وَلَا مُسْتَكْبِرٌ”. وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا فُلاَنُ هَلُمَّ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – فَإِنَّهُمُ الْيَوْمَ كَثِيرٌ. فَقَالَ: وَاعَجَباً لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَتَرَى النَّاسَ يَحْتَاجُونَ إِلَيْكَ وَفِى النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ – صلى الله عليه وسلم – مَنْ تَرَى ؟ فَتَرَكَ ذَلِكَ وَأَقْبَلْتُ عَلَى الْمَسْأَلَةِ فَإِنْ كَانَ لَيَبْلُغُنِى الْحَدِيثُ عَنِ الرَّجُلِ فَآتِيهِ وَهُوَ قَائِلٌ فَأَتَوَسَّدُ رِدَائِى عَلَى بَابِهِ فَتَسْفِى الرِّيحُ عَلَى وَجْهِى التُّرَابَ فَيَخْرُجُ فَيَرَانِى فَيَقُولُ: يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ مَا جَاءَ بِكَ؟ أَلاَ أَرْسَلْتَ إِلَىَّ فَآتِيَكَ؟ فَأَقُولُ: لاَ أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ. قَالَ: فَبَقِىَ الرَّجُلُ حَتَّى رَآنِى وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَىَّ فَقَالَ: كَانَ هَذَا الْفَتَى أَعْقَلَ مِنِّى. وكان الإمام الشافعي يطلب من تلميذه أحمد بن حنبل أن يوقفه على صحة الأحاديث لما رأى من اهتمامه بها ونبوغه فيها.