الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
جاء في موقع اثراء اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية للكاتب دانيال كاني: حوار بين الثقافات: يُحتفَل سنويًّا في يوم 21 مايو باليوم العالميّ للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، والذي “لا يحتفَل فيه بغنى ثقافات العالم وحسب، بل بالدور الأساسي للحوار ما بين الثقافات لتحقيق السلام والتنمية المستدامة”. ويعتبر جلب الثقافة والاستدامة أمرًا جديدًا ونسبيًا للأمم المتحدة، والتي أوضحت موقفها تجاه هذا الأمر في ديسمبر 2015م. ولكن لطالما كان الحوار بين الثقافات والتنمية المستدامة جزءًا من قيمنا الأساسية في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، الذي يقع بمدينة الظهران في المملكة العربية السعودية، حيث يعد “إثراء” وجهة ثقافية تقدم حزمة من البرامج التي تصب في مجالات الفنون البصرية والسينما والفنون التمثيلية من حول العالم، إلى جانب تقديمه للثقافة السعودية للعالم، كما أن مركز “إثراء” يتميز عن غيره من المراكز الثقافية بتفانيه في مجال الاستدامة وريادة الأعمال. وقد حاز “إثراء” على الجائزة الذهبية في القيادة في الطاقة والتصميم البيئي LEED (وهي برنامج اعتماد عالمي للأبنية الخضراء)، فيما كانت بيئة البناء هي بداية تركيز إثراء على الاستدامة، فإن كامل سجل البرامج الثقافية والتعليمية مخصص لتغذية اقتصاد إبداعي مستدام، حيث يعد “مختبر الأفكار” أحد مكونات المركز الرئيسية، وهو استوديو ابتكاري يقود أكبر حدث سنوي وموسم إبداعي “تنوين”، كما يجلب مختبر الأفكار المبتكرين من مختلف أنحاء العالم ليخلق حوارًا حول موضوعات تتراوح بين الأفلام إلى صناعة الفضاء، ويتناول موضوعات أشمل تمتد من ظواهر الصناعات المتغيرة إلى الممارسة الأساسية لمساعدة الأفراد في بناء نموذج أولي وطرحه في الأسواق، فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة. وينظم “إثراء” معرض “شطر المسجد”، الذي يعد الأول من نوعه، والذي يدور حول المساجد، والأعمال الفنية الرائدة من الفن الإسلامي إلى العالم، ويتضمن 84 عملًا من متحف الفنون الإسلامية في القاهرة بتوجيه من المجلس الأعلى للآثار المصرية. ومن ضمن البرامج الأخرى الرائدة في “إثراء” والمختصة بالتنوع والحوار الثقافي مهرجانات الأيام الثقافية التي تقام مرتين في السنة، والتي بدأت منذ عام 2020م، بتقديم الثقافة الفيتنامية، وذلك بالتعاون مع السفارة والعديد من الفنانين والممثلين والحرفيين والطهاة، لتتم مشاركة الثقافة الفيتنامية مع عشرات الآلاف من السعوديين. وافتتح إثراء مؤخرًا برنامجًا موجهًا بشكل أكبر نحو الاستدامة؛ ألا وهو معرض “ثرى”، الذي يعرض أعمالًا متنوعة لفنانين عالميين حول موضوع الاستدامة، إذ يتناول معرض “ثرى” موضوعات متنوعة، من أبرزها أهمية غابات المانغروف، وندرة المياه، والاستهلاك الكبير للبلاستيك، وإهدار الطعام، حيث يشجع المعرض الزوّار على اتخاذ إجراءات بسيطة وقوية للمساعدة في الحفاظ على الكوكب.
جاء في معاني القرآن الكريم: ثقف الثقف: الحذق في إدراك الشيء وفعله، ومنه قيل: رجل ثقف، أي: حاذق في إدراك الشيء وفعله، ومنه استعير: المثاقفة هي الملاعبة بالسلاح، ورمح مثقف، أي: مقوم، وما يثقف به: الثقاف، ويقال: ثقفت كذا: إذا أدركته ببصرك لحذق في النظر، ثم يتجوز به فيستعمل في الإدراك وإن لم تكن معه ثقافة. قال الله تعالى: “وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ” (البقرة 191)، وقال عز وجل: “فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ” (الانفال 57)، وقال عز وجل: “مَّلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا” (الأحزاب 61). وردت كلمة ثقف ومشتقاتها في القرآن الكريم: ثَقِفْتُمُوهُمْ، ثُقِفُوا، تَثْقَفَنَّهُمْ، يَثْقَفُوكُمْ. ثقفوا مأخوذة من ثقف على وزن سقف اي الحذق في إدراك الشئ، والظفر به بمهارة.
جاء في موقع اسلام أون لاين عن اليوم العالمي للتنوع الثقافي الحوار والتنمية: الإسلام و فلسفة التنوع الثقافي: في مقال له بعنوان “مدخل حول فلسفة التعددية الثقافية وجذورها التاريخية”، يقول الدكتور لويس رودريغس، أستاذ الفلسفة والقانون في جامعة إيسكس “يوجد التنوع الثقافي في المجتمعات منذ زمن طويل، حيث كانت في اليونان القديمة مناطق صغيرة متنوعة في ازياءها، لهجاتها وهواياتها..” ويضيف “كان يشكل المسلمون في الإمبراطورية العثمانية الغالبية مع وجود أقليات مسيحية، يهودية، وثنية، عرب ومجموعات دينية أخرى”. ويؤكد لويس رودريغس أن المجتمعات ظلت متنوعة ثقافيا في القرن الواحد والعشرين حيث يوجد في معظم البلدان خليط بشري من اعراق وخلفيات لغوية وانتماءات دينية مختلفة الخ. ووصف المنظرون المعاصرون هذه الظاهرة المتمثلة في التعايش بين الثقافات المتنوعة في البقعة الجغرافية نفسها بفضاء التعددية الثقافية. أي أن أحد معاني التعددية الثقافية هو التعايش بين الثقافات المختلفة. وفي هذا الشأن، يجب التأكيد أن الإسلام دين يعترف بالتنوع، ويضع له أهمية باعتباره قانونا عمرانيا، وبالتالي فالشريعة تكرسه في مختلف الاتجاهات التطبيقية، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية .فالإسلام نزل موافقا للفطرة، لأن الله تعالى لن يرتضي لعباده عقيدة لا يقبلها العقل، أو شريعة لا يمكن تطبيقها بسبب تعارضها مع ممكنات الواقع، وقدرات الإنسان وطبيعته. في هذا الإطار، عبر القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، في أكثر من موضع عن اعتراف واضح بأهمية التنوع الثقافي، وبأنه حقيقة واقعة في حياتنا. وعندما نتكلم عن الثقافة، فإننا نتكلم عن الهوية، وبالتالي نعني منظومة من الأشياء والأمور، مثل اللغة، ومثل القومية، التي تعني الشعوب، والأعراق المختلفة الألوان واللغات. ومن القرآن الكريم، نختار فقط آيتَيْن، الأولى في سُورة (الروم 22)، إذ يقول تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ”، والثانية- في سُورة (الحجرات 13)، ويقول فيها سبحانه: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”. ففي الآية الثانية نجد أن التنوع الذي يعترف به الإسلام، يبدأ من مستوى النوع، الذكر والأنثى، وصولاً إلى تنوع الشعوب، بثقافتها وألسنتها وألوانها، كما تقول الآية الأولى، في تكامل رائع يقول بأحادية مصدر القرآن الكريم، واتساقه. أما في السنة، فنقف أمام “خطبة الوداع” التي تلا فيها الرسول الكريم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قول الله تعالى: “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا” (المائدة 3)، وفي ذلك دلالة على أن هذه الخطبة فيها جماع الدين، ومركزيتها في تحديد رؤية وبوصلة الأمة إلى يوم يُبعثون. ففيها قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (كلكم لآدم وآدم من تراب)، وفيها قال مخاطبًا الناس أجمعين، لأنه عليه الصلاة والسلام كان يعلم أن الله تعالى شاء أن تبقى هذه الكلمات حية لتقيم الحُجَّة على بني آدم كلهم أجمعين: (يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى). فهذه العبارات إذًا، تقول بأن الإسلام وضع نقطة التنوع الثقافي والاجتماعي قيد الاعتراف، بل جعله – كما يقول مفكرون عرب غربيون عن المفهوم الغربي للتنوع الثقافي والاجتماعي- قضيةً إنسانيةً وأخلاقية، حيث منع أي تفوق لأي عنصر لمجرد أنه ينتمي إلى هذا الشعب، العرقية، اللون أو اللسان، إلى آخر صور التنوع البشري، ووضع معيار التقوى لفضل الناس على بعضها البعض.
جاء في موقع الجزيرة عن اليوم العالمي للتنوع الثقافي حلم السلام في زمن الحروب: “ثلاثة أرباع الصراعات الكبرى في العالم لها أبعاد ثقافية”. هكذا صدّرت الأمم المتحدة تعريفها لليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية الذي يوافق 21 مايو/أيار من كل عام. واعتبرت اليونيسكو أن اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية ليس فقط احتفالا بالثراء الثقافي العالمي، بل أيضا بالدور الأساسي الذي يلعبه الحوار العابر للثقافات في تحقيق السلام والتنمية المستدامة. وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي هذا في 2002، بعد أن اعتمدت اليونيسكو في 2001 الإعلان العالمي للتنوع الثقافي، وذلك اعترافا “بضرورة تعزيز الإمكانية التي تمثلها الثقافة بوصفها وسيلة لتحقيق الازدهار والتنمية المستدامة والتعايش السلمي على الصعيد العالمي”. ومع اعتماد الأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2015 خطة التنمية المستدامة لعام 2030، باتت رسالة اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية أكثر أهمية من أي وقت مضى، بحسب اليونيسكو. واعتبرت اليونيسكو أنه يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ17 على أفضل وجه من خلال الاعتماد على الإمكانات الإبداعية الكامنة في ثقافات العالم المتنوعة، والانخراط في الحوار من أجل ضمان استفادة جميع أفراد المجتمع من التنمية المستدامة. ويعد اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية مناسبة لتعزيز الثقافة وإبراز أهمية تنوّعها كعامل فاعل لتحقيق ودمج التغيير الإيجابي في المجتمع العالمي. ويمثل اليوم فرصة للاحتفال بأشكال الثقافة المتعددة، بما في ذلك التراث الثقافي المادي وغير المادي والصناعات الإبداعية ومختلف أشكال التعبير الثقافي، إضافة إلى التأمل في كيفية إشراك هذا التنوع الثري في تعزيز أواصر الحوار والتفاهم المتبادلين وسبل نقل التنمية الاجتماعية والبيئية والاقتصادية المستدامة، بحسب موقع اليونيسكو.
الحروب الثقافية: ويشير مصطلح الحرب الثقافية أو الصراع الثقافي إلى معان مختلفة حسب الزمان والمكان اللذين يتم استخدامه فيهما، واستخدم المصطلح للإشارة إلى الصراع بين القيم التقليدية أو الليبرالية الكلاسيكية أو المحافظة والقيم الاجتماعية الديمقراطية أو التقدمية أو الليبرالية الاجتماعية في العالم الغربي، وكذلك البلدان الأخرى. وأثرت الحروب الثقافية على النقاش الدائر حول التاريخ والعلوم والمناهج الأخرى في جميع المجتمعات في جميع أنحاء العالم. وجرى استخدام التعبير من حين لآخر في الصحف الأميركية خلال القرن العشرين، وأصبح من مفردات الولايات المتحدة الرائجة، مع محاولات تعريف أميركا ونقاش قضايا جدلية مثل الإجهاض وقوانين الفدرالية والولايات والاحتباس الحراري والهجرة وفصل الكنيسة عن الولاية والدولة والخصوصية واستخدام المخدرات الترويحية وحقوق المثليين والرقابة. وفي الاستخدام الأميركي يشير مصطلح “الحرب الثقافية” إلى تعارض بين تلك القيم التي تعتبر تقليدية أو محافظة وتلك التي تعتبر تقدمية أو ليبرالية. وفي عشرينيات القرن العشرين دخلت القيم الأميركية الحضرية والريفية في صراع واضح وجرى استخدام مصطلح “الحرب الثقافية” بكثافة. الصوابية السياسية تهدد التنوع: وفي مواجهة التنوع تعلو أمواج “الصوابية السياسية”، التي تحولت لوصاية ثقافية وأخلاقية تصحح الأفكار، وفق مفاهيمها الخاصة، وتمنح اللياقة والقبول لمن تشاء. وتسهم “الوصاية السياسية” في المزيد من خنق المجال العام وبيئة الحوار العربي، وتعد طريقة يكتسب السياسيون بها شعبية في جميع أنحاء العالم، وفي العالم العربي بشكل خاص. ومن الناحية النظرية، تعمل الصوابية السياسية ببساطة كمرجع وصفي محايد لمبدأ تجنب الأقوال والأفعال التي يمكن أن تهمش أو تسيء إلى مجموعات معينة من الناس. ومع ذلك، نظرًا لأنها تشتمل على كلمة “صواب”، فيمكن أيضًا استخدامها كتعبير معياري يمتلئ بالسلطة والوصاية، ويشير بنبرة حتمية إلى أنه ينبغي القيام بشيء ما بطريقة معينة.
عن صفحة الثقافة الاسلامية: مفهوم الثقافة الإسلامية: إن معرفة معنى الثقافة وفهم دلالتها يعد مدخلاً أولياً مهماً لاستيعاب أهمية الثقافة ومعرفة دورها، وقبل ذلك إدراك حقيقتها ومعرفة خصائصها. مصادر الثقافة الإسلامية: المصدر الأول: القرآن الكريم. المصدر الثاني: السنة النبوية. المصدر الثالث: الفقه الإسلامي. المصدر الرابع: التاريخ الإسلامي. صور من ضعف فعالية الثقافة الإسلامية: ونحن نتحدث عن ثقافتنا الإسلامية لا بد من الاعتراف بوجود صور تمثل ضعفاً في حضور الثقافة الإسلامية، وبروز معالمها، وتحقق نموذجها، والمقصود بالضعف هو المتعلق بالفعالية، والأثر الناشئ من دور حملة الثقافة أفراداً ودولاً ومجتمعات، وليس الضعف في ذات الثقافة الإسلامية، فهي قوية بأصالتها وخصائها، ومن صور هذا الضعف ما يلي: 1-الجهل وضعف اليقين: يوجد عند كثير من المسلمين جهل واضطراب في المعرفة بالإسلام، فهناك من لا يعرف الأصول الكبرى والحقائق العظمى للإسلام، ويستتبع ذلك ضعف في اليقين بعظمة الإسلام ومحاسنه وجدراته التاريخية وقدرته الواقعية وصلاحيته المستقبلية، ومن كان هذا شأنه فإنه لا يلتزم العمل بالمنهج الإسلامي ولا يمثل نموذج المسلم العامل بإسلامه، بل ربما نجد بعض هؤلاء يقدمون صورة سيئة في الفكر والخلق تُلصق بالإسلام ما ليس منه، وتصم حضارته وثقافته بما هي منه براء، ومثل هذه الصورة تشوه الثقافة الإسلامية وتقدم عنها صوراً ممسوخة ومشوهة تؤدي إلى فهم خاطئ وتصور سيء لدى الآخرين عن الثقافة الإسلامية. 2-الاختلاف والفرقة: تفرقت الأمة الإسلامية بعد سقوط الخلافة إلى دول كثيرة، وشاعت فيها خلال فترات زمنية مختلفة صيحات القومية على حساب الإسلامية الوحدوية، ووجد بين المسلمين – شعوباً ودولاً – اختلافات ونزاعات كان فيها تبادل الاتهامات وشن الحملات الإعلامية، حتى وصلت إلى الحروب العسكرية وذلك – ولا شك – له أثر كبير في الضعف، سواء من جهة تقديم الإسلام وإظهار صورته وإبراز حضارته، أو من جهة توفير الأسباب والإمكانات لخدمة هذه الثقافة ونشرها والتعريف بها. صور من هيمنة الثقافة الغربية: لا شك ونحن نتحدث عن الواقع المعاصر أن الثقافة الغربية لها حضور فاعل وثقل كبير وانتشار واسع، ويمكن أن نوجز أسباب ذلك فيما يأتي: 1-التقدم العلمي والتقني. 2- القوة في الإعلام والاتصال. 3- القوة الاقتصادية والعسكرية والسياسية.
جاء في موقع اسلام أون لاين عن اليوم العالمي للتنوع الثقافي..الحوار والتنمية: يعد اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، مناسبة لتعزيز الثقافة وإبراز أهمية تنوّعها كعامل فاعل لتحقيق ودمج التغيير الإيجابي في المجتمع العالمي. يمثل هذا اليوم فرصة للاحتفال بأشكال الثقافة المتعددة بما في ذلك التراث الثقافي المادي وغير المادي والصناعات الإبداعية ومختلف أشكال التعبير الثقافي، إضافة إلى التأمل بكيفية إشراك هذا التنوع الثري في تعزيز أواصر الحوار والتفاهم المتبادلين وسبل نقل التنمية الاجتماعية والبيئية والاقتصادية المستدامة. ويحتفل العالم في 21 مايو من كل عام باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية ليس فقط بالثراء الثقافي العالمي، بل أيضا بالدور الأساسي الذي يلعبه الحوار العابر للثقافات في تحقيق السلام والتنمية المستدامة. فقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي هذا في 2002 بعد أن اعتمدت اليونسكو في 2001 الإعلان العالمي للتنوع الثقافي وذلك اعترافا بـ “ضرورة تعزيز الإمكانية التي تمثلها الثقافة بوصفها وسيلة لتحقيق الازدهار والتنمية المستدامة والتعايش السلمي على الصعيد العالمي “. فماهي الثقافة؟ يمكن تعريف الثقافة على أنّها المعارف والخصائص المتعلقة بجماعة معينة تشتمل على العادات الاجتماعية، والفنون، والموسيقى، واللغة، والطبخ، والدين وغيرها من المعارف والأنماط المشتركة من السلوكيات والتفاعلات والتراكيب المعرفية؛ لذا يمكن القول إنّ الثقافة تعبر عن هوية المجموعة، وبالبحث في أصول كلمة ثقافة (باللغة الإنجليزية culture) نجد أن أصولها تعود للكلمة (باللاتينية colere) التي تعني الارتباط بالأرض والميول لها وما يرتبط بها؛ من زراعة، ورعاية، ونشاط. أما مفهوم التنوع الثقافي أو التعددية الثقافية (بالإنجليزية Multiculturalism ) فهو عبارة عن وجود ثقافات مختلفة في العالم أو في مجتمع أو مؤسسة معينة. والتنوع الثقافي كمجموعة من الثقافات المتنوعة أو المختلفة هو نقيض الأحادية الثقافية. عبارة التنوع الثقافي يمكن أن تشير أيضا إلى وجود ثقافات مختلفة تتبادل الاحترام فيما بينها. تستخدم في بعض الأحيان عبارة “التعددية الثقافية” للدلالة على تنوع المجتمعات البشرية أو الثقافات في منطقة معينة نتيجة العولمة، كما من الممكن أيضا أن يكون للعولمة أثر سلبي على التنوع الثقافي في العالم. وينشأ تعدد الثقافات في ظل الوجود أو القبول، أو تعزيز التقاليد الثقافية المتعددة ضمن نطاق واحد، وتعتبر عادة نتاج الثقافة المرتبطة بالجماعات العرقية. كما يمكن أن يحدث هذا التعدد الثقافي عندما يتم إنشاء سلطة قضائية أو توسيعها لتضم المناطق المدمجة بثقافتين أو أكثر مثل ما هو موجود في كندا (كندا الفرنسية وكندا الإنجليزية) أو عن طريق الهجرة من بلدان مختلفة من جميع أنحاء العالم (كما هو الحال في كندا، الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، والعديد من الدول الأخرى). كما يمكن تعريف التعددية الثقافية بأنه الطريقة التي يتعامل بها مجتمع معين مع التنوع الثقافي. واستنادًا إلى الافتراض الأساسي القائل بأن أعضاء ثقافات مختلفة جدًا يمكن أن يتعايشوا بسلام في كثير من الأحيان، فإن التعددية الثقافية تُعبّر عن وجهة نظر مفادها أن المجتمع يُثرى من خلال الحفاظ على التنوع الثقافي واحترامه وحتى تشجيعه. في مجال الفلسفة السياسية، تشير التعددية الثقافية إلى الطرق التي تختار بها المجتمعات صياغة وتنفيذ سياسات رسمية تتبنى المعاملة العادلة للثقافات المختلفة.
الأهداف الأربعة لاتفاقية التنوع الثقافي: يشكّل التنوع الثقافي قوة محركة للتنمية، ليس على مستوى النمو الاقتصادي فحسب بل أيضا كوسيلة لعيش حياة فكرية وعاطفية ومعنوية وروحية أكثر اكتمالاً، وهو ما تنصّ عليه الصكوك الدولية التي تنظم مجال التراث الثقافي، التي تتيح ركيزة صلبة لتعزيز التنوّع الثقافي. من هنا، يُعتبر التنوع الثقافي ميزة ضرورية للحدّ من الفقر وتحقيق التنمية المستدامة. في الوقت عينه، يساهم القبول بالتنوّع الثقافي والاقرار به – عبر الاستعمال الابداعي للإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بشكل خاص – في خلق الحوار بين الحضارات والثقافات وفي بلوغ تبادل الاحترام والتفاهم. ويتيح هذا اليوم فرصة تعميق مفهومنا لقيم التنوع الثقافي دعم الأهداف الأربعة لاتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي التي اعتمدتها يونسكو في 20 أكتوبر 2005: دعم نظم مستدامة لحوكمة الثقافة: تحقيق تبادل متوازن من السلع والخدمات الثقافية وانتقال الفنانين والعاملين الآخرين في مجال الثقافة، دمج الثقافة في برامج وسياسات التنمية المستدامة، تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية. أهمية التنوع الثقافي: يشتمل مفهوم الثقافة على اللغة، المبادئ والقيم، العادات والتقاليد، المعايير والسلوكيات، وجميع الأمور المادية المُشتركة والتي تنتقل عبر الأجيال، وتُعد ثقافة المجتمع الذي ننتمي إليه هي من تُشكلنا وتُحدد هويتنا وسلوكنا وأنماط حياتنا، كما أنَّ التنوع والاختلاف هو أساس الحياة في الكون، فنحن نختلف في الجنس، الدين، العرق، اللون، المبادئ والقيم، الجنسية، اللغة، نمط الحياة، العادات والتقاليد، الثقافة وغيرها الكثير، ولكننا في نهاية المطاف ننتمي جميعا إلى الجنس البشري. وكنتيجة للتغييرات التي حدثت بسبب التطور والتكنولوجيا، أصبحنا نتفاعل ونتشارك يوميًا مع أشخاص من خلفيات وبيئات ثقافية وجغرافية مختلفة، وأصبح التنوع الثقافي معيارًا أساسيًا ومُهمًا للنجاح والإبداع والابتكار، وعنصرا أساسيا في التغلب على التحديات التي تواجه العالم اليوم، ومن أبرز فوائد التنوع الثقافي وأهمية التعرف على الثقافات الأخرى بالنسبة للفرد العائدة على الفرد ما يلي: زيادة المعرفة على نحو مستمر، خلق علاقات اجتماعية متنوعة، بناء شخصية قوية وواثقة، زيادة الإبداع والابتكار، حلّ المشكلات بشكل إيجابي، رسم خطة أفضل للمستقبل.