الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
جاء في موقع نصوص معاصرة عن الانتخابات في منهج وسيرة الإمام علي عليه السلام للدكتور عصري الباني: الغياب القسريّ للانتخابات في عصر الخلفاء بعد النبيّ صلى الله عليه وآله: بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم تغيرت الأوضاع ولم تحترم إرادة المسلمين في مقدراتهم بل اقتصر الأمر على مجموعة صغيرة تسمى بـ (أهل الحل والعقد) وهي بدعة تخالف روح الإسلام وأساسه الذي بيناه آنفاً، ولذلك وجدنا أن الإمام علي عليه السلام وقف موقفا صلباً أمام هذا الأمر واعتبره الإمام علي عليه السلام ارتداداً عن الإسلام، فقال: “حَتَّى إذا قَبَضَ اللهُ رَسُولَهُ صلى الله عليه وآله وسلم رَجَعَ قَوْمٌ عَلَى الأَعْقَابِ وَغَالَتْهُمُ السُّبُلُ وَاتَّكَلُوا عَلَى الْوَلائِجِ وَوَصَلُوا غَيْرَ الرَّحِمِ وَهَجَرُوا السَّبَبَ الَّذِي أُمِرُوا بِمَوَدَّتِهِ وَنَقَلُوا الْبِنَاءَ عَنْ رَصِّ أَسَاسِهِ فَبَنَوْهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ مَعَادِنُ كُلِّ خَطِيئَةٍ وَأَبْوَابُ كُلِّ ضَارِبٍ فِي غَمْرَةٍ قَدْ مَارُوا فِي الْحَيْرَةِ وَذَهَلُوا فِي السَّكْرَةِ عَلَى سُنَّةٍ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ مِنْ مُنْقَطِعٍ إلى الدُّنْيَا رَاكِنٍ أو مُفَارِقٍ لِلدِّينِ مُبَايِنٍ“. ذكر حال الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأن قوماً منهم غيروا وبدلوا وارتدوا وقد ذكر بعض ما فعلوا في ضمن أمور: 1ـ عادوا إلى جاهليتهم كما قال تعالى: “وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أو قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ ومَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً” (آل عمران 144)، فارتدوا عن روح الإسلام المخالف للكسروية والهرقلية التي تقوم على القهر وسلب الشعوب إرادتها. 2ـ أهلكتهم الآراء التي اعتمدوها وذهبوا إليها لأنها لم تستند إلى كتاب الله أو سنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 3ـ اعتمدوا في أخذ قراراتهم على بطانتهم التي هي أقاربهم وخواصّهم ومن ينتفع بوجودهم وهذه البطانة أفسدت وما أصلحت وضلت وأضلت. 4ـ إنهم أمروا بأن يوصلوا رحم رسول الله وهم أهل بيته فقطعوها ووصلوا غيرها ممن لا تستحق الصلة. 5ـ وهجروا السبب الذي أمروا بمودته وهم آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من المساء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتّى يردا على الحوض”. وقد أمر الله الأمة بمودة أهل البيت عليهم السلام حيث قال تعالى: “قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى” (الشورى 23). خطب الحسن بن علي الناس حين قتل علي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي وأنا ابن النبي وأنا ابن الوصي وأنا ابن البشير وأنا ابن النذير وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه وأنا ابن السراج المنير وأنا من أهل البيت الذي كان جبريل ينزل إلينا ويصعد من عندنا وأنا من أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً وأنا من أهل البيت الذي افترض الله مودتهم على كل مسلم فقال تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: (قل لا أسئلكم عليه أجراً إلاَّ المودة في القربى ومَنْ يقترف حسنة نزد له فيها حسناً)، فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت. قال الحاكم: “هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه”. 6ـ إن الإسلام كلّ لا يتجزأ وكل حكم في موقعه تناول أعظم أمور الأمة من الإمامة والولاية إلى أصغرها وأحقرها لا تجد فيه زيادة ولا نقيصة أكمله الله وأتمه وهؤلاء قد نقضوا هذا البناء المحكم المرصوص المتصل المتكامل وغيّروا أحكام الله في طريقة انتخاب الحاكم وسلبوه فهو بناء في غير موضعه فمن نقله مجرم ومن أخذه أشد إجراماً. 7ـ إن كل خطيئة تستند إليهم وكل ضال يعتمد عليهم، باغتصابهم الخلافة فلولاهم لم يستطع أحد أن يجرأ على سلب الناس إرادتهم والقفز على الحكم، إنهم أسسوا أساس الظلم وشيدوا بناءه ولا يزال أبناؤهم حتى اليوم يحتجون بأفعالهم. 8ـ إن كل ضال ومنحرف يتخرج عن أيديهم ويخرج من أبوابهم لأنهم أساس الضلال وأساتذته. 9ـ انهم حائرون في تردّدهم لا يهتدون إلى الحقّ سبيلاً لأنهم بعد أن تركوا أعلام الهدى وأئمة التقى ضلّوا وتحيروا ولم يهتدوا. 10ـ غابت أفكارهم في سكرة الجهل، وللجهل سكرة منكرة.
تكملة للحلقة السابقة جاء في موقع المسلم عن الانتخاب في الفقه الإسلامي للكاتب أديب فايز الضمور: المبحث الرابع: ضوابط الانتخاب: أولاً: بعض الضوابط المتعلقة بالناخب: الضابط الأول: الإخلاص والموافقة: ولأن الانتخاب عمل ولكل عمل حتى يقبل شرطان، هما: الشرط الأول: الإخلاص لقوله عليه السلام: “إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه”. الشرط الثاني: الموافقة لقوله عليه السلام: “مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه، فهو رد”. لذا سنتكلم عن الشرطين ونقف على أهميتهما في موضوع الانتخاب، وسنبدأ بالإخلاص، ثم الموافقة والفقه في الدين في مسألة الانتخاب، لأن العلم قبل العمل. الشرط الأول: الإخلاص: تعريف الإخلاص: قال أبو محمد سهل بن عبد الله التستري رحمه الله: نَظَرَ الأكياسُ في تفسير الإخلاص فلم يجدوا غير هذا: “أن تكون حركاته وسكونه في سرِّه وعلانيته لله تعالى وحده لا يمازجه شيء لا نَفْس ولا هوى ولا دنيا”، وفي نضرة النعيم: “والخالص هو الذي لا باعث له إلا طلب الحق، والإخلاص لا يكون إلا بعد الدخول في العمل”. وحقيقة الإخلاص: “صدق في النية والقول والعمل، فيما يتعلق بحقوق الله تعالى، وفيما يتعلق بحقوق المخلوقين. والانتخاب عمل يراد من خلاله تحقيق نتيجة تعود على الناخب أو مجموع الناخبين بالخير والصلاح في اختياره أو انتخابه، فلا بد لذلك العمل من الإخلاص، لأن فيه الثمار التالية للناخب أو الأمة اكتفي بذكر ثمرتين مباشرتين هما: 1 – التوفيق والسداد والهداية والنفع في الأقوال والأعمال: قال سفيان بن عيينة: “ما أخلص عبدٌ لله أربعين يوماً إلا أنبت الله الحكمة في قلبه نباتاً، وأنطق لسانه بها، وبصَّره عيوب الدنيا: داءها ودواءها”. وعن علي، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: “قل اللهم اهدني وسددني، واذكر، بالهُدى هدايتك الطريق، والسداد، سداد السهم”، وقال النووي: “ومعنى سدِّدني وفقني واجعلني منتصباً في جميع أمور مستقيماً وأصل السداد الاستقامة والقصد في الأمور وأما الهُدى هنا فهو الرشاد ويُذكِّر ويؤنِّث ومعنى اذكر بالهدى هدايتك الطريق”. وما أحوج الناخب للهداية والسداد وخاصة في انتخابه واختيار مرشحه المناسب، وقد بين العلماء أن أكثر الناس هداية أكثر الناس إخلاصاً وهم المجاهدون، انظر لربط ابن تيمية بين الهداية والإخلاص في الجهاد فقد قال رحمه الله: “ولهذا كان الجهاد موجباً للهداية التي هي محيطة بأبواب العلم. كما دل عليه قوله تعالى: “وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا” (العنكبوت 69) فجعل لمن جاهد فيه هداية جميع سُبُله تعالى، ولهذا قال الإمامان عبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهما: إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ماذا عليه أهل الثغر فإن الحق معهم، لأن الله يقول: “وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا” (العنكبوت 69). وفي الجهاد أيضاً: حقيقة الزهد في الحياة الدنيا وفي الدار الدنيا. وفيه أيضاً: حقيقة الإخلاص وأعظم مراتب الإخلاص: تسليم النفس والمال للمعبود”، وقال ابن القيم: “ولأهل الجهاد في هذا من الهداية والكشف ما ليس لأهل المجاهدة”، وقال عبد الله بن مبارك: “قال: قيل لحمدون بن أحمد: ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا، قال: لأنهم تكلموا لعز الإسلام ونجاة النفوس ورضا الرحمن، ونحن نتكلم لعز النفوس وطلب الدنيا ورضا الخلق”. 2 – النصر والتمكين: روى البخاري فقال: “رأى سعد رضي الله عنه، أن له فضلاً عن مَن دونه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “هل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم”. وقد بين شراح الحديث أن من أهم أسباب النصر بالضعفاء هو إخلاصهم، قال ابن حجر: “إنما نصرَ اللهُ هذه الأمةَ بضَعَفَتهم بدَعَوَاتهم وصلاتهم وإخلاصهم. قال ابن بطال تأويل الحديث أن الضعفاء أشدُّ إخلاصاً في الدعاء وأكثر خشوعاً في العبادة لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا. فإن كان القوي يترجح بفضل شجاعته فإن الضعيف يترجح بفضل دعائه وإخلاصه، وقال ابن تيمية: “النصر والرزق يحصل بأسباب من آكدها دعاء المؤمنين وصِلاتهم وإخلاصهم”. وكم يحتاج أهل الإسلام ودعاته للنصر والتمكين في المعارك الانتخابية لنصرة الشريعة وتحكيمها في دول بعدت عن تحكيم شرع الله.
جاء في موقع عمون عن أيها المرشحون للكاتب محمود العوران: أسابيع قليلة وتبدأ حملات ودعايات المرشحين للانتخابات وتجد شعارات كثيرة وهنا سأقف فقط عند شعار واحد “إنَّ خَيرَ مَنِ اسْتأجَرْتَ القّويُّ الأَمِين” أتعلم أخي المرشح من قال إن خير من استاجرت القوي الامين؟ إنه قول الله سبحانه وتعالى وتعلم بمن قيلت هذه الآيه؟ بسيدنا موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، فشخصية سيدنا موسى عليه السلام لا يقبل الظلم. فموسى عليه السلام لم يصبر على أفعال الخضر في سورة الكهف لأن ظاهرها يوحي بالظلم. وتعلم عزيزي المرشح لماذا قيلت وما مناسبتها. إنها قيلت بسيدنا موسى عليه السلام حينما وجد فتاتين تريدان أن تسقيا الغنم من البئر وكانتا تنتظران حتى ينصرف الرعاة، ومن ثم تسقيان الغنم فتجاوز موسى عليه السلام القوم فلم يصبر واقتحم صفوف الرعاة وسقى لهما قبل الرجال، وعادتا مبكرتين الى ابيهما الشيخ واخبرتاه بالقصه فحب هذا الشيخ ان يتعرف على موسى عليه السلام وطلبت احدى البنتين ان يعمل لديهم بعد ان زكته حيث قالت ياأبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الامين. فموسى عليه السلام صاحب حمية وشهامة ولم يخش القوم مع انه غريب عنهم أو يهاب من القوم من هنا أتت القوة. وأما الامانة فإنه لم يستغل ضعف البنتين وحاجتهما. عزيزي المرشح هل تمتلك تلك الصفتين الأولى القوة في الحق ومقارعة هوى النفس من الاغراءات؟ وهل تمتلك الامانة لتكون حيياً ومؤتمنا على الوطن والمواطن أو أن توافق على تشريعات وقوانين لا تخدم إلا شخصك. فالقوي الخبير في صنعته لا تكفي بل يجب أن تقترن بالامانة، وإلا فإنه يمكن أن يتولى المنصب شخصاً قوياً وخبيراً في صنعته ولكنه ليس أمينا فلا تنفعه قوته فينقلب إلى خائن. فلا تكون أخي المرشح ممن قال عنهم رب العزة سبحانه وتعالى “فويل لهم مما كتبت أيديهم ويل لهم مما يكسبون”.
تكملة للحلقة السابقة جاء في موقع صيد الفوائد عن معايير الانتخاب في الشريعة الإسلامية للدكتور إسماعيل عبد الرحمن: وختاما بعد هذا العرض الموجز لموقف الشريعة الإسلامية من هذا الأمر المتعلق بالانتخاب أو الاختيار يتضح لنا ما يلي: 1- أن الانتخاب أو الاختيار أمانة سيحاسب صاحبها عنها لماذا اخترت فلانا دون فلان؟ إن كان لعصبية أو قرابة أو هوى أو مصلحة شخصية فإن الناخب حينئذ يعد خائنا للأمانة ومضيعا لها وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم في علامات قيام الساعة: إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة. قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة (أخرجه البخاري). 2- أن معيار الانتخاب والاختيار في الإسلام هو الأصلح والأكفأ للمهمة التي يرشح لأجلها وليس معيارا آخر كنسب أو علم أو صلاح ونحو ذلك. 3- أن معيار انتخاب الأصلح والأكفأ يسلم به جميع العقلاء مسلمين وغيرهم ولكن بعض من جهلوا أحكام شريعتنا الغراء اعتقدوا أنها لا دخل لها في أمور الحكم والسياسة. 4- إن وضع مصرنا الحبيبة اليوم في حاجة ماسة إلى تأكيد هذا المعيار الشرعي لانتخاب الأصلح والأكفأ الذي سيسهم – بإذن الله تعالى في أمن البلاد واستقرارها ومواصلة تقدمها ورفعتها فعلا وعملا وليس قولا أو شعارا.