يوليو 10, 2025
LOGO

الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
بسم الله الرحمن الرحيم “يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ” (المائدة 67) قدم الشيخ حسن العامري التهاني بعيد الغدير الأغر وقرأ آية التبليغ الكريمة في بداية كلمته التي تمحورت حول (شذرات عن آية التبليغ) وقال حقيق على كل مسلم ومسلمة أن يفهم معنى هذه الآية حتى يصل الى رضوان الله بمعرفته حقيقة الآية كونها من المسائل المختلف عليها بين المسلمين والتي يسأل الله سبحانه عباده عن الأيمان بولاية الامام علي عليه السلام يوم القيامة. توجد في الآية ثلاثة أسئلة تتطلب الاجابة عليها أولها ما هو الشيء الذي لم يبلغ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم “يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ” (المائدة 67) حتى يعصمه الله من الناس ثانيا “وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ” (المائدة 67) وثالثا فان الذي لا يؤمن بهذه الرسالة سيكون من القوم الكافرين. مع الأسف أن كثير من مفسرين مثل ابن كثير والقرطبي والآلوسي يفسرون الآية بما لا يتماشى مع لغة الآية مع أن هؤلاء أيضا علماء باللغة العربية. يقول هؤلاء أن الرسالة المقصودة في آية التبليغ تتضمن الصلاة والصوم والحج وغيرها من العبادات في حين أن تبليغها حصل في بداية الرسالة وليس في وقت نزول الآية التي نزلت في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والتي سبق وان عصمه الله أي حماه عند تبليغ هذه الأحكام. والآية فيها “أن” الشرطية أي إذا تبلغ هذا الشيء في وقت نزول الآية فإن الله سيعصمك أي يحميك. والجملة الشرطية عادة تربط بين شيئين أو موضوعين مثل أن الوضوء قبل الصلاة. في حين نجد مفسري الامامية وبعض غير الامامية مثل الطبري والحسكاني قالوا أن آية التبليغ نزلت بأمر أو موضوع خاص وهو تبليغ الناس بولاية وامامة الامام علي عليه السلام لان من غير المنطقي تبليغ أحكام الصوم والصلاة بعد 23 سنة من نزول الرسالة. وستبقى شبهة اختيار الوصي من بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم متلازمة قبل وخلال وبعد حياته صلى الله عليه وآله وسلم. يدعى البعض أن علي عليه السلام يمتلك الحكمة والشجاعة والعلم وغير ذلك من الملكات ولكن لم ينزل فيه أمر الهي بتنصيبه ولي ووصي بعد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وهذا كلام غير صحيح لان اختيار وصي نبي ليس اختيار وترشيح بشري وانما منصب يأمر به الله تعالى نبيه به.

ورد أن أتى جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري فقال: يا محمد أمرتنا من الله أن نشهد أن لاإله إلا الله وأنك رسول الله وبالصلاة والصوم والحج والزكاة، فقبلنا منك ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه فهذا شيء منك أم من الله؟ فقال رسول الله: والله الذي لاإله إلا هو إنَّ هذا من الله. فولى جابر يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقاً فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم، فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله، وأنزل الله تعالى: “سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ اللَّـهِ ذِي الْمَعَارِجِ” (المعارج 1-3).

يقول البعض تأريخ الغدير قديم لماذا تذكروه كل سنة وتكرروه. وهذا كلام شيطاني ساذج والا لماذا آيات قرآنية تذكر شيطان قبل أكثر من 20 ألف سنة زمن آدم عليه السلام لم يسجد له ونلعن الشيطان كل يوم؟ وهكذا نذكر قصص الأنبياء ابراهيم وموسى وغيرهم عليهم السلام، والسبب ان كل زمان ومكان يوجد موسى عليه السلام يقابله الطاغية وفرعون حتى يوم القيامة. ولهذا عليك أيها المسلم أن تعلم ان عليك تكليف بان ترضى ان يكون خليفتك وامامك علي عليه السلام وان تقر وتوقر بان محمد رسول الله وان علي وليه “إِنَّمَا وَلِیُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱلَّذِینَ یُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَیُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَاكعونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ” (المائدة 55-56) عليك ان تكون من حزب الله الذي يتولى الله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ووليه علي عليه السلام. وعليك أن لا توالي من حادد الله ورسوله ووليه لتكون من حزب الله “لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” (المجادلة 22) فعلي عليه السلام ممن كتب في قلوبهم الايمان كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه). نحن مطالبون بتثبيت هذه الشعيرة وهي احياء عيد الغدير كما قال الامام الصادق عليه السلام (أحيوا أمرنا رحم اللهُ مَنْ أحيى أمرنا). وختم الشيخ حسن العامري كلمته بأن أنشد قصائد مديح بالمناسبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *