الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
قرأ دعاء كميل ثم القيت كلمتين للدكتور وسام ابو كرار والدكتور فاضل حسن شريف.والقى السيد عبد السلام الموسوي محاضرته الأسبوعية عن القراءة الصحيحة لآيات القرآن الكريم، وقرأ كل حاضر صفحة من القرآن الكريم ثم ألقيت كلمة قصيرة للدكتور فاضل حسن شريف وأذن لصلاة المغرب. وتم تناول العشاء ثم جلسة شاي وحلويات واستمر إحياء الليلة مع العشاء أكثر من ثلاث ساعات.
كلمة قصيرة ألقيناها بعنوان (تفاسير قرآنية للإمام الرضا عليه السلام)
قوله عزوجل في يوسف: “ولقد همت به وهم بها” (يوسف 24) قال الإمام الرضا عليه السلام (فإنها همت بالمعصية، وهم يوسف بقتلها ان أجبرته لعظم ما تداخله، فصرف الله عنه قتلها والفاحشة، وهو قوله عزوجل: “كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء” (يوسف 24) يعنى القتل والزنا).
قوله تعالى “أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل، وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا” (الاسراء 78) وفي (عيون الأخبار) عن الفضل بن شاذان، عن الرضا عليه السلام قال: إنما جعلت الصلاة في هذه الأوقات ولم تقدم ولم تؤخر لان الأوقات المشهورة المعلومة التي تعم أهل الأرض فيعرفها الجاهل والعالم أربعة: غروب الشمس مشهور معروف تجب عنده المغرب الشفق مشهور تجب عنده العشاء، وطلوع الفجر معلوم مشهور تجب عنده الغداة، وزوال الشمس مشهور معلوم يجب عنده الظهر، ولم يكن للعصر وقت معلوم مشهور مثل هذه الأوقات الأربعة فجعل وقتها عند الفراغ من الصلاة التي قبلها، وعلة أخرى: أن الله عز وجل أحب أن يبدأ الناس في كل عمل أولا بطاعته وعبادته، فأمرهم أول النهار أن يبدؤا بعبادته، ثم ينتشروا فيما أحبوا من مرمة دنياهم فأوجب صلاة الغداة عليهم، فإذا كان نصف النهار وتركوا ما كانوا فيه من الشغل وهو وقت يضع الناس فيه ثيابهم ويستريحون ويشتغلون بطعامهم وقيلولتهم فأمرهم أن يبدؤا أولا بذكره وعبادته فأوجب عليهم الظهر، ثم يتفرغوا لما أحبوا من ذلك، فإذا قضوا ظهرهم وأرادوا الانتشار في العمل آخر النهار بدأوا أيضا بعبادته، ثم صاروا إلى ما أحبوا من ذلك فأوجب عليهم العصر، ثم ينتشرون فيما شاؤوا من مرمة دنياهم، فإذا جاء الليل ووضعوا زينتهم وعادوا إلى أوطانهم ابتدؤا أولا بعبادة ربهم، ثم يتفرغون لما أحبوا من ذلك، فأوجب عليهم المغرب، فإذا جاء وقت النوم وفرغوا مما كانوا به مشتغلين أحب أن يبدؤا أولا بعبادته وطاعته ثم يصيرون إلى ما شاؤوا أن يصيروا إليه من ذلك فيكون قد بدأوا في كل عمل بطاعته وعبادته، فأوجب عليهم العتمة، فإذا فعلوا ذلك لم ينسوه ولم يغفلوا عنه ولم تقس قلوبهم، ولم تقل رغبتهم، ولما لم يكن للعصر وقت مشهور مثل تلك الأوقات أوجبها بين الظهر والمغرب، ولم يوجبها بين العتمة والغداة وبين الغداة والظهر، لأنه ليس وقت على الناس أخف ولا أيسر ولا أحرى أن يعم فيه الضعيف والقوي بهذه الصلاة من هذا الوقت، وذلك أن الناس عامتهم يشتغلون في أول النهار بالتجارات والمعاملات والذهاب في الحوائج وإقامة الأسواق، فأراد الله أن لا يشغلهم عن طلب معاشهم ومصلحة دنياهم وليس يقدر الخلق كلهم على قيام الليل ولا يشعرون به ولا يتنبهون لوقته لو كان واجبا ولا يمكنهم ذلك، فخفف الله عنهم ولم يكلفهم ولم يجعلها في أشد الأوقات عليهم، ولكن جعلها في أخف الأوقات عليهم كما قال الله عز وجل: “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر” (البقرة 185).
قال المأمون للامام الرضا عليه السلم: لله درك يا أبا الحسن اخبرني عن قول الله عزوجل: “عفا الله عنك لم أذنت لهم” (التوبة 43)؟. فكان جوابه عليه السلام هذا مما نزل، بإياك أعني، واسمعي يا جارة خاطب الله عزوجل بذلك نبيه، وأراد به أمته، وكذلك قوله تعالى: “لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين” (الزمر 65) وقوله عز وجل “لولا أن ثبتناك لقد كنت تركن إليهم شيئا قليلا” (الاسراء 74).