ميلاد عمر المزوغي
الدبيبة في حديثه بالأمس, مصرُّ على ادخال العاصمة في حرب شعواء, فجأة خرج علينا رئيس
الحكومة بانه يريد بناء الدولة ولا بد للحكومة من ان تسيطر على مؤسسات الدولة, خلال الاربع
سنوات كان يتعايش مع من يسميهم اليوم بالعصابات المجرمة,وهوالذي كان يغدق عليهم
الاموال, ويجلب لهم السلاح عبر طرق غير شرعية, لأجل الاحتماء بهم, شرعيته بكل اصنافها
انتهت ,مجلس النواب سحب منه الثقة ,مبعوثة الأمم المتحدة الى ليبيا(هانا تيتيه) اقرت بان
الاتفاق السياسي ببيرلين انتهت مفاعيله, ما يعني ان المجلس الرئاسي وحكومته الوطنية عفى
عنهما الزمن واستوجب العمل على استبدالهما في اسرع وقت ممكن, الأحداث الامنية تتسارع,
أعمال الخطف والتنكيل اصبحت السمة السائدة ,واسكات الاصوات المطالبة برحيل الحكومة
اصبحت مستهدفة,والامم المتحدة ترامب مجريات الامور ولا تتحرك ,ماذا تنتظر؟ مزيدا من
اراقة الدماء.
الدبيبة وصف من كانوا معه بالأمس بانهم مجرمون, هكذا فجأة تحوّل اولئك في نظره, والسبب
الحقيقي انه هو من جعلهم يستقوون, ويتقاسمون خيرات البلاد ,وكذلك الوظائف الحكومية,
والسفارات, السبب الرئيس في قتل رئيس جهاز الاستقرار غدرا, أنه قام بخطف رئيس القابضة
للاتصالات ما اعتبره الدبيبة خط احمر, لأنه من شيعته.
نجح الدبيبة في كسب ود بعض التشكيلات المسلحة,وعمل على تحييد بعضها الاخر عن طريق
المال الفاسد المنهوب من خزينة الدولة, أما الذين رفضوا ذلك فقد اعلن عليهم الحرب,الدبيبة
جاء عن طريق المال الفاسد برشو بعض اعضاء لجنة ال75,ومن جاء عن طريق المال بالتأكيد
ليس حبا في خدمة الشعب بل لأجل استثمار (تنمية)ما تم صرفه, ولقد لاحظنا حجم اهدار المال
العام في مشاريع اسماها الدبيبة بعودة الحياة بعقود مُبالغ في قيمتها, في ظل غياب الرقابة
الادارية والمحاسبية, حكومة وجهت الى نسبة كبيرة من اعضائها تهم فساد ورشى, عاد بعضهم
الى (المرضيّ عنهم)ممارسة اعمالهم واخرون (المغضوب عليهم)ظلوا خارج العمل. عندما
يشرعن الفساد ويعم الظلم وتنتهك الأعراض وتستباح الأرض.. لم تعد للحياة معنى.
الدبيبة يسعى الى تأجيج الفتنة بين القبائل استمال بعضها ليستمر في الحكم, الحكومة قذرة لا
جدال في ذلك ..ولكن القبائل التي تتحالف معها ستورّث ابناءها الذل والهوان والعار .الدبيبة
..لأجل البقاء في السلطة فلتذهب العاصمة إلى الجحيم. في زمن الفوضى …يحتمي المواطن
بالقبيلة. بينما يستقوي المسؤول بالقبيلة.
حكومة الدبيبة الفاسدة…قامت بزيادة غير مدروسة للرواتب, ميزانية الدولة أصبحت مرتبات
والنتيجة فرض مزيد من الضرائب على المواطن وإنهاكه او التوجه الى صندوق النقد الدولي
الدبيبة يحاول جاهدا الاستمرار في الحكم لأطول فترة ممكنه واظهار نفسه على انه مصلح,
الصراع في بلدي ليس من أجل وطن يستحق البناء, وإنما من أجل كرسي و غنيمة تنهب من
غير عناء. أيام صعب مرت على الشعب الليبي في ظل حكم فئة فاسدة, الدبيبة ارادها حرب
كسر عظم, حرب وجود, العاصمة تعتبر ليبيا مصغرة تحتضن الجميع ,فهي تمثل رمز الدولة
وكبريائها, اجزم ان بقاءه لم يعد ممكنا, فالتظاهرات الشعبية متواصلة, وسيسقط ,فهو لا يسيطر
الا على اقليم طرابلس, اما بقية الوطن فهو خارج سلطته. ليرحل, ننتظر ليلة سقوط الدبيبات,
العائلة التي اذلت الشعب في عيشه واراقت دمائه .