غزة .. ماذا بعد اطلاق سراح الدفعة الاخيرة من الاسرى الصهاينة؟

ميلاد عمر المزوغي

مضى 21 شهرا على طوفان الاقصى ,ومنذ الاشهر الاولى للحرب تكفّل بعض العرب بانهم
سيعملون كل جهدهم على تحقيق هدنة طويلة الاجل, تفضي الى وقف دائم لأطلاق النار وتبادل
الاسرى,ولكن هل تحقق ذلك؟ ما تابعناه هو مجرد هدن هشة يتناقص من خلالها اعداد الاسرى
الصهاينة لدى المقاومة, لم يتبقّى الا القليل والصهاينة هم من يخرقون ويمعنون في القتل
والتشريد والتدمير, حتى اصبح كل القطاع شبه مدمّر, العرب المطبعون عندما كنا نلومهم على
التطبيع المجاني مع العدو, كانوا يقولون بانهم سيكونون حلقة وصل بين المقاومة والعدو لئلا
تتصاعد الامور وبالتالي تفضي الى حلول سلمية تجنب الشعب الفلسطيني مزيدا من الدمار.
ترى هل يعقل ان تستمر المفاوضات التي يرعاها المطبعون, الذين يقيمون اوثق العلائق مع
الصهاينة كل هذا الوقت؟ ما نراه وللأسف انهم يعملون لصالح العدو,فهوعلى وشك تحرير كافة
جنوده, بينما العدو يقوم باسر مزيد من المدنيين بالضفة والقطاع,العدوخلال هذه المدة يعمل بكل
طاقته لأجل تدمير القطاع ويقتل سكانه, رعاة المفاوضات لم يعملوا لآجل رفع الحصار على
القطاع وبالأخص مصر التي تراقب بالعين المجردة, ماسي سكان القطاع ولا تحرك ساكنا, بل
تتعذر بان الصهاينة هم السبب في اغلاق معبر رفح الذي هو بالأساس معبر حدودي مصري
غزاوي صرف وفق قرار التقسيم.
يكثر الحديث عن هدنة الستين يوما لإطلاق ما تبقى من اسرى صهاينة, بالتأكيد مهما كان عدد
المفرج عنهم من الفلسطينيين, فهناك الكثير منهم سيظلون بسجون الاحتلال دون تهم محددة بل
امعانا في اذلالهم.لكن الاعمال البطولية قد تجبرالعدوعلى القبول بالهدنة ومحاولة تحرير اسراه
وخشيته من ان يقع اسرى جدد في ايدي المقاومة.
السؤال الذي يطرح نفسه, ماذا بعد اطلاق سراح الدفعة الاخيرة من الاسرى الصهاينة؟ هل
هناك من يوقف العدو عن الاستمرار في القتل والتشريد والتدمير؟ ام انه سيواصل جرائمه بحق
سكان القطاع؟ ام انه سيتقرر نزع سلاح المقاومة بالقوة وجعل القطاع منزوع السلاح؟ خطة
خبيثة تسعى اليها كل من مصر وقطر والسلطة الفلسطينية, بإيجاد بديل عن حركة حماس وقد
ظهر ذلك جليا في ما يسمى بمجموعة ابو شباب, التي أنشأها الاحتلال الإسرائيلي كبديل وهمي
عن حماس، بهدف زعزعة الجبهة الداخلية وبث الفوضى. ظاهرها توزيع المساعدات على
القطاع وباطنها الوشاية بالمقاومين ومواقعهم لآجل استهدافهم, لقد قال ابوشباب بانهم يسعون
الى محاربة حماس وجعل القطاع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية القابعة في رام الله.
أن تلك العصابات تعتمد على قطاع طرق وعناصر خارجة عن القانون، وتشكلت بفعل ظروف
الحرب والضغط الاقتصادي، وتحظى بدعم مباشر من الاحتلال على صعيد التمويل والتسليح،
لكنها ما زالت محدودة العدد، منبوذة اجتماعيا، ومعزولة عن التجمعات السكانية، ولا تتحرك إلا
في ظل الاحتلال وتحت حمايته. وأشار إلى أن هذه المجموعات تطمح لأن تتحول إلى مليشيا
محلية تابعة للاحتلال، على غرار “جيش لحد” في جنوب لبنان، لكنها تفتقر إلى التنظيم
العسكري أو المشروع السياسي ولا تمتلك حاضنة شعبية. الفصائل في غزة تثمن المقاومة دور
العشائر بالقطاع وتهدر دم ابوشباب وجماعته.
ميلاد عمر المزوغي