تكرار الكلمة في آية قرآنية (ح 5) (سوءة أخيه، سوءة أخي)

الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
عن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله تعالى “فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ” قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ” فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ” (المائدة 31) سوءة اسم، غرابا اسم، أَخِيهِ: أَخِي اسم، هِ ضمير.أَخِي: أَخِ اسم، ى ضمير. غُراباً: الطائر الأسود. سَوْءَةَ أخيهِ: جسده الميت. فَبَعَثَ: فَ حرف عطف، بَعَثَ فعل، أَعَجَزْتُ: أَ حرف استفهام، عَجَزْ فعل، تُ ضمير.”فبعث الله غرابا يبحث في الأرض” ينبش التراب بمنقاره وبرجليه ويثيره على غراب ميت حتى واراه، “ليريه كيف يواري” يستر “سوأة ” جيفة “أخيه قال يا ويلتى أعجزت” عن “أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين” على حمله وحفر له وواره.

جاء في موقع اسرار الاعجاز العلمي عن حقيقة الكلمات المكررة بنفس العدد في القرآن للكاتب عبد الدائم الكحيل: (الفجار) تكررت 3 مرات و(الأبرار) تكرر 6 مرات أي الضعف. كلمة (الفجار) تكررت 3 مرات، ومع مشتقاتها 6 مرات، بينما كلمة (الأبرار) فقد تكررت 6 مرات ومع مشتقاتها 20 مرة. لذلك لا أدري كيف يمكن أن نتعامل مع هذه الأعداد هنا. فالمؤلف لهذا البحث تارة يعد الكلمة مع مشتقاتها وتارة من دون مشتقاتها حسب ما ينضبط معه الحساب، وهذا الأسلوب الانتقائي غير صحيح وليس من أساليب البحث العلمي. (النور) ومشتقاتها تكررت 24 مرة و(الظلمة) ومشتقاتها تكررت 24 مرة. غير صحيح، فكلمة (النور) مع مشتقاتها تكررت 49 مرة، بينما (الظلام) مع مشتقاته تكرر 26 مرة. (العسر) تكررت 12 مرة و(اليسر) تكرر36 مرة أي ثلاثة أضعاف غير صحيح، فكلمة (العسر) مع مشتقاتها تكررت 12 مرة، بينما كلمة (اليسر) مع مشتقاتها تكررت 39 مرة، والحقيقة لا أدري لماذا يأتي بعض الباحثين بأعداد غير صحيحة، على ما يبدو أن السبب وراء ذلك هو البحث عن بريق الشهرة وليس عن الإعجاز. (قل) تكررت 332 مرة و(قالوا) تكررت 332 مرة. صحيح، وهذا يدل على أن الإسلام دين الحوار، ولذلك جاءت كلمة (قل) فتكررت 332 مرة وبنفس العدد تكررت كلمة (قالوا) أي 332 مرة. لفظة (الشهر) بلغ 12 مرة والسنة هي 12 شهراً. صحيح، بشرط أن نحصي كلمة (الشهر، شهراً، شهر) بالمفرد دون أن نحصي كلمات (أشهر، شهرين)، لنجد أن (الشهر) و(شهراً) تكررت 12 مرة بعدد أشهر السنة. لفظة (اليوم) بلغ عددها 365 مرة و السنة 365 يوماً. صحيح، بشرط أن نحصي الكلمة في صيغة المفرد فقط، فقد تكررت كلمة (يوم، اليوم، يوماً) 365 مرة في القرآن كله بعدد أيام السنة الشمسية (تقريباً)، ولم يتم هنا إحصاء كلمة (أيام، يومين).

قال الله تعالى عن سوءة ومشتقاتها “فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَىٰ أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ” ﴿المائدة 31﴾، “فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ” ﴿الأعراف 20﴾، “فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ” ﴿الأعراف 22﴾، “يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ” ﴿الأعراف 26﴾، “يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ” ﴿الأعراف 27﴾، “فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ” ﴿طه 121﴾.

جاء في موقع هذا الاسلام للشيخ محمد بن ابراهيم التويجري عن احصائيات القرآن الكريم: يحتوي القرآن الكريم على 15 موضع للسجود: (الأعراف 206). (الرعد 15). (النحل 49). (سورة الإسراء 107). (مريم 58). (الحج 18). (الحج 77). (الفرقان 60). (النمل 25). (السجدة 15). (ص 24). (فصلت 37). (النجم 62). (الانشقاق 21). (العلق 19). ملاحظة: وهناك بعض الإحصائيات المختلف فيها مثل عدد الحروف والكلمات والآيات وذلك بسبب الوقفات التي كان يقف عليها النبي صلّى الله عليه وسلم وكذلك على مذهب من عد البسملة آية من الفاتحة أم لا. سورة المجادلة ترتيبها في المصحف 58 وقد ذُكر اسم الله تعالى فيها صريحاً ومضمراً 58 مرة. أقصر الآيات هي: “يس” في سورة يس، لكن اطول آية هي الآية 282 من سورة البقرة.

جاء في موقع سبق عن إعجاز رقمي مذهل في تكرار الكلمات في القرآن الكريم للكاتب أحمد المبارك: يكشف التأمل في تكرار بعض الكلمات في القرآن الكريم عن علاقات رياضية دقيقة ومتوازنة، وكأنها إشارات رقمية تعكس دقة النظام الإلهي في التنزيل. • توازن في الصفات الإلهية: تكررت كلمة الرحمن 57 مرة، بينما تكررت كلمة الرحيم 114 مرة، أي ضعف العدد. • ميزان العدل والمغفرة: تكررت كلمة الجزاء 117 مرة، وكلمة المغفرة 234 مرة، أي الضعف. • تضاد بين الفجور والبر: تكررت كلمة الفجار 3 مرات، وكلمة الأبرار 6 مرات، أي ضعف العدد. • تكافؤ بين النور والظلام: تكررت كلمة النور ومشتقاتها 24 مرة، وهو العدد ذاته الذي تكررت به كلمة الظلمة ومشتقاتها. • تفاؤل بالأمل واليسر: تكررت كلمة العسر 12 مرة، بينما تكررت كلمة اليسر 36 مرة، أي ثلاثة أضعاف. • توازن الحوار القرآني: تكررت كلمة قل 332 مرة، وهو نفس العدد الذي تكررت به كلمة قالوا. أما فيما يخص الزمن، فقد وردت كلمة الشهر 12 مرة، في إشارة إلى عدد شهور السنة، بينما تكررت كلمة اليوم 365 مرة، بعدد أيام السنة. والمثير للدهشة أيضاً أن نسبة تكرار كلمتي البر والبحر تعكس النسبة الحقيقية بين اليابسة والمسطحات المائية على سطح الأرض، حيث وردت كلمة البر (بما فيها “يبس” بمعنى البر) 12 مرة، وكلمة البحر 32 مرة، أي بنفس النسبة التقريبية 12:32. هذه الأرقام ليست مجرد مصادفات، بل دليل على إعجاز رقمي مذهل في القرآن الكريم، حيث تتجلى الدقة في كل حرف وكلمة، ما يعكس نظاماً إلهياً متكاملاً يتحدى الزمن والعقول.