فلاح المشعل
خبر موت صديق أو عزيز، يصدمنا، يقطع استغراقنا بالحياة وانشغالنا بتفاصيلها ومتاعبها وصخبها!
لحظة مواجهة الموت، ينفجر التفكير، بل الإحساس باللا جدوى من هذه الحياة التي تنتهي بإغماضة أبدية!
نعم، أتفق على أن ذلك منهج الحياة، ومن يقبل الحياة، ويرتادها لا بد أن ينتظر لحظة الموت لتكتمل دورة الوجود والعدم، لكن الحزن الذي يحرث في الروح أن بعضهم لا يعوض وجوده إن مات، والبعض الآخر يحمل من العلم والفكر والمعارف التي ستموت معه ونحن في حاجة إليها!
إذن كيف نطبعّ أنفسنا على التعايش مع فكرة الموت كسياق يرافق الحياة، لا نستطيع، بل من الصعوبة أن تستمر الحياة في هذه الثنائية، نحن ننتصر عليها بالنسيان، حتى يأتي خبر موت من نحبهم لكي يذكرنا بهذه الأسئلة التي تدور منذ الأزل، وكانت بيئة دافعة لخلق الآلهة وتكريمها، والتعايش معها ومصاحبتها لتكون صديقة للإنسان بعد موته، وكان الوهم العظيم الذي اقتنعنا به آنذاك، أن الآلهة لا تموت!
هل في الموضوع وهم؟
إذا حسبنا الحياة والموت دورة من الوهم، فإن صداقة الآلهة بعد الموت هي الأخرى وهم.
كنا نضحك ونتذاكا على الصديق الموسيقي ماجد الملا عندما يقول؛ الموت فكرة سخيفة!
الموت لحظة زهد ومراجعة وتأمل متكرر بحياتنا، ليلها ونهارها، أسرار وجودها العظيمة، جمالها المنتشر على الوجود في هذا الكون الهيولي الذي صارحنا بحجمنا الحقيقي الذي لا يتعدى الذرة غير المرئية، رغم صخبنا وفوضانا، وتنتهي الحقائق بالسؤال العدمي ثم ماذا، بعد هذا اللهاث والصراع. الموت ينتظر عند الباب ليغلق كل شيء!