إيراني -عراقي، اختلاف ثقافات!

فلاح المشعل

المعارض الإيراني لنظام الحكم يرفض أن تتعرض بلاده للعدوان سواء من أمريكا أم إسرائيل، موقف المعارض وهو خارج إيران أم في سجونها.

المعارض العراقي ينتظر أن تتعرض بلاده إلى اعتداء أمريكي أو إسرائيلي من أجل إسقاط النظام، وتحقيق حلم الوصول إلى السلطة، لأن المعارضين قبل 2003 رافقوا قوات الاحتلال في غزو البلاد.

*المعارض الإيراني، وخصوصا المثقفين والأدباء والمفكرين، يتغزلون على طريقة العشاق بإيران وعوالمها وطبيعتها وعادات أهلها، بمعزل عن موقفهم الرافض لنوع النظام السياسي.

*المعارض العراقي وتحديدا المثقفين والإعلاميين والشعراء، يجدون أنفسهم بموقف عتب ومرافعة جنائية مع العراق وعوالمه الجميل، وكأن الطبيعة والمجتمع هما من شاركا بإقصائهم، وليس النظام السياسي!

*المعارض الإيراني يجد أن وجوده يرتبط بوجود دولته وقوتها وقدرتها على تخطي مراحل إحباطها، وأنها الأقوى من النظام السياسي وجرائمه وأخطائه.

*المعارض العراقي يربط وجوده الشخصي وتيار أحلامه بالنظام السياسي، وليس الدولة بعمقها التاريخي وآفاقها المستقبلية، بل لا يضع اعتبارا لمشروع الدولة، في حال أصابها التفكك والتمزق، وتحولت إلى مجموعة دويلات، وكأن الدولة هي الخصم.

قراءة هذا الموضوع بتعمق أكثر يشكل أهمية وجودية ونفسية كبيرة، وعلى مستويات عديدة، لكن غير منظور ثقافيا، وثمة أسباب عديدة تلخص هذه النتيجة أهمها، الثقافة السياسية، وتبلور مفهوم الدولة من عدمه لدى المواطن بنحو عام، والمعارض خصوصا، إضافة إلى اختلاف قوة الترابط المجتمعي، والوعي الذاتي بدور الفرد في المجتمع.