الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
العراق بلد مرت على شعبه محن وابتلاءات نتيجة بطش حكامه والتمييز العنصري والطائفي والمناطقي والعشائري، قليل من دول العالم مر بها. جاء في تفسير الميسر: قوله تعالى عن البلاد “الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ” ﴿الفجر 11﴾ الْبِلَادِ: الْ اداة تعريف، بِلَادِ اسم. طَغَوْا فِي البِلادِ: ظلموا العباد. هؤلاء الذين استبدُّوا، وظلموا في بلاد الله، فأكثروا فيها بظلمهم الفساد، فصب عليهم ربُّك عذابا شديدا. إنَّ ربك -أيها الرسول- لبالمرصاد لمن يعصيه، يمهله قليلا ثم يأخذه أخْذَ عزيز مقتدر.
جاء في الموسوعة الحرة عن انقلاب 14 تموز أو ثورة 14 تموز: هي الحركة التي أطاحت بالمملكة العراقية الهاشمية التي أسسها الملك فيصل الأول تحت الرعاية البريطانية، وقتل على إثرها جميع أفراد العائلة المالكة العراقية وعلى رأسهم الملك فيصل الثاني وولي العهد عبد الإله ورئيس الوزراء نوري سعيد. قامت الحركة بقيادة عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف ومحمد نجيب وباقي تشكيلة الضباط الأحرار وتأسست على إثرها الجمهورية العراقية التي أنهت الاتحاد العربي الهاشمي بين العراق والأردن الذي تأسس قبل ستة أشهر فقط وأنهت أيضًا فترة الحكم الملكي التي دامت 37 سنة. كانت المملكة العراقية معقلاً للقومية العربية منذ الحرب العالمية الثانية. تصاعدت الاضطرابات وسط ضائقة اقتصادية واستنكار واسع النطاق للنفوذ الغربي، والذي تفاقم بسبب تشكيل حلف بغداد في عام 1955، فضلاً عن دعم الملك فيصل للغزو الذي قادته بريطانيا لمصر خلال أزمة السويس. ولم تكن سياسات رئيس الوزراء نوري السعيد تحظى بشعبية كبيرة، خاصة داخل الجيش. وبدأت جماعات المعارضة في تنظيم نفسها سراً، على غرار حركة الضباط الأحرار المصرية التي أطاحت بالنظام الملكي المصري في عام 1952. وتعززت المشاعر القومية في العراق بعد إنشاء الجمهورية العربية المتحدة في فبراير 1958 تحت قيادة جمال عبد الناصر الذي كان من أشد المؤيدين للقضايا المناهضة للإمبريالية. في يوليو 1958، أرسلت وحدات من الجيش الملكي العراقي إلى الأردن لدعم الملك الحسين. استغلت مجموعة من الضباط الأحرار العراقيين بقيادة العميد عبد الكريم قاسم والعقيد عبد السلام عارف الفرصة وساروا بدلاً من ذلك إلى بغداد. وفي 14 يوليو، سيطرت القوات الثورية على العاصمة وأعلنت قيام جمهورية جديدة يرأسها مجلس ثوري. أعدم الملك فيصل وولي العهد الأمير عبد الإله في القصر الملكي وكان هذا بمثابة نهاية السلالة الهاشمية في العراق. حاول رئيس الوزراء السعيد الفرار، لكن قبض عليه وأعدم في اليوم التالي. بعد الانقلاب، تولى عبد الكريم قاسم منصب رئيس الوزراء ووزير الدفاع، في حين عُيّن عبد السلام عارف نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للداخلية. واعتُمد دستور مؤقت في أواخر يوليو. بحلول مارس 1959، انسحبت الحكومة العراقية الجديدة من حلف بغداد وأقامت تحالفًا مع الاتحاد السوفييتي.
جاء في معاني القرآن الكريم: بلد البلد المكان المحيط المحود المتأثر باجتماع قطانه وإقامتهم فيه، وجمعه: بلاد وبلدان، قال عز وجل: “لا أقسم بهذا البلد” (البلد 1)، قيل: يعني به مكة (وهذا قول ابن عباس فيما أخرجه عنه ابن جرير: 30/193 وابن أبي حاتم). قال تعالى: “بلدة طيبة” (سبأ 15)، “فأنشرنا به بلدة ميتا” (الزخرف 11)، وقال عز وجل: “سقناه إلى بلد ميت” (الأعراف 57)، “رب اجعل هذا بلدا آمنا” (البقرة 126)، يعني: مكة وتخصيص ذلك في أحد الموضعين وتنكيره في الموضع الآخر له موضع غير هذا الكلام (قال الإسكافي: (قوله تعالى في البقرة: “رب اجعل هذا بلدا آمنا”، وفي سورة إبراهيم: “رب اجعل هذا البلد آمنا”. قال: الجواب أن يقال: الدعوة الأولى وقعت ولم يكن المكان قد جعل بلدا، فكأنه قال: اجعل هذا الوادي بلدا آمنا، والدعوة الثانية وقعت وقد جعل بلدا، فكأنه قال: اجعل هذا المكان الذي صيرته كما أردت ومصرته كما سألت ذا أمن على من أوى إليه). انتهى مختصرا. راجع درة التنزيل للإسكافي ص 29؛ وفتح الرحمن للأنصاري ص 39؛ وملاك التأويل 1/90) وسميت المفازة بلدا لكونها موطن الوحشيات، والمقبرة بلدا لكونها موطنا للأموات، والبلدة منزل من منازل القمر، والبلدة: البلجة ما بين الحاجبين تشبيها بالبلد لتمددها، وسميت الكركرة بلدة لذلك، وربما استعير ذلك لصدر الإنسان (يقال: فلان واسع البلدة، أي: واسع الصدر)، ولاعتبار الأثر قيل: بجلده بلد، أي: أثر، وجمعه: أبلاد.
عن موقع الجزيرة ثورة أم انقلاب؟ يوم أطيح بملك العراق فيصل الثاني للكاتب علاء كولي: استذكر العراقيون، الإطاحة بالعهد الملكي في العراق على يد مجموعة من الضباط العراقيين 14 يوليو/تموز عام 1958، وهي واحدة من أكثر الأحداث المثيرة للجدل في تاريخ العراق. ولا تزال تلك الأحداث محط اهتمام الناس في مثل هذا اليوم من كل عام، وتعتبر من أشهر التحولات التي حصلت، حينها انتهى عهد الملكية بإعلان النظام الجمهوري. ومنذ عام 1958، وما جرى في قصر الرحاب ببغداد، ضد العائلة المالكة وحتى اليوم، لا يزال العديد من العراقيين يرونه نهاية لمشروع الدولة المدنية، وظهورا لنظام جديد مهد فيما بعد لأنظمة سياسية غير مستقرة، دفعت بالبلاد لمزيد من الانقلابات والحروب. قصر الرحاب: يعرف العراقيون جيدا، ما يمثله قصر الرحاب في بغداد وارتباطه بالذاكرة بما جرى للعائلة الملكية عام 1958 وإعلان الجمهورية العراقية بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم. يعتبر الرحاب، القصر الملكي الثاني بعد قصر الزهور، تم بناؤه على نفقة العائلة المالكة غربي محافظة بغداد ما بين منطقة الحارثية ومعرض بغداد الدولي، تحت إشراف الوصي على العرش الأمير عبد الإله عام 1937 وجاءت تسميته نسبة إلى قرية الرحاب، مقر سكن العائلة الهاشمية في الحجاز، وصمم هذا القصر وأشرف على بنائه مهندس معماري من مصر. ففي صبيحة يوم 14 يوليو/تموز عام 1958، استيقظ الملك فيصل الثاني والعائلة المالكة على أصوات إطلاقات نارية قبل أن يدخل مجموعة من الضباط إلى القصر ويطلبوا منهم الاستسلام، فاستجابوا للطلب، وتم تجميعهم وإطلاق النار عليهم جميعا وأردوهم قتلى. ماذا حدث؟
جاء في صحيفة العرب عن انقلاب 14 تموز 1958: خطأ محوري في تاريخ العراق الحديث للكاتب أدهم ابراهيم: الإطاحة بالنظام الملكي وضع العراق على طريق الاستبداد والصعوبات الاقتصادية والصراع الطائفي لذا فإن فهم تأثير هذا الانقلاب أمر بالغ الأهمية لفهم صراعات العراق المعاصرة والسعي المستمر لتحقيق الاستقرار. كان انقلاب عام 1958 في العراق، والذي يشار إليه غالبًا باسم ثورة 14 تموز/يوليو، بمثابة نقطة تحول مهمة في تاريخ البلاد، حيث أطاح بالنظام الملكي الهاشمي وأنشأ الجمهورية. وكان حدثا فاصلا ترك بصمة لا تمُحى من تاريخ العراق. ورغم أن الكثيرين احتفلوا به في البداية باعتباره خطوة نحو التحديث والاستقلال عن النفوذ الغربي، إلا أن العواقب طويلة الأمد التي خلفها ألقت بظلالها على العراق، مما أدى إلى عدم الاستقرار السياسي، والتحديات الاقتصادية، والاضطرابات الاجتماعية التي لاتزال البلاد تعاني منها حتى اليوم. تميز العهد الملكي في العراق بالاتجاه نحو تأسيس دولة وفق الأسس المعترف بها في الإدارة العامة، وذلك عن طريق خلق مؤسسات تخصصية تدير مرافق الدولة. وبالرغم من أن التجربة الديمقراطية لم تكن بالمستوى المطلوب حيث اكتنفها الكثير من الممارسات الخاطئة، إلا أن التداول السلمي للسلطة كان سائدا آنذاك. ولم يكن الملك يتدخل كثيرا بشؤون الدولة. إن تجربة الحكم آنذاك كانت حديثة العهد لأن العراق كان قد عانى من التخلف والاستبداد ردحا طويلا من الزمن تحت سلطة الدولة العثمانية. ولذلك شابت هذه التجربة الأخطاء. وإذا كان الشعب قد ضاق ذرعا بالحكم فإن ذلك يعود إلى الطموح الكبير الذي زاد من سقف توقعاته، فاتهم الحكومة بالقصور والعمالة للأجنبي.