سمير عبيد
#أولا : فعندما نعود إلى كتاب الله تعالى ” القرآن الكريم “والذي هو قاموس المسلمين في مشارق الارض ومغاربها فسوف نجد الآية الكريمة التي تقول ( وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا” /سورة الإسراء، الآية 4) وتتحدث تلك الآية عن إخبار بني إسرائيل في التوراة بأنهم سيفسدون في الأرض مرتين ،وسيستعلون علواً كبيراً. و كلمة “قضينا” هنا تعني أوحينا أو أعلمنا. و”ولتعلن علواً كبيراً”: تعني أنهم سيتجاوزون في طغيانهم وتكبرهم إلى مديات خطيرة جدا .وتلك المديات الخطيرة دخلنا فيها اي دخل العالم فيها وهاهي اسرائيل لايستطيع العالم من اقصاه إلى اقصاه ايقاف آلتها التدميرية في غزة .وان جميع فروع القضاء في العالم وجميع المحاكم في العالم لا تستطيع ايقاف نتنياهو ولا حتى معاقبته فهو الحاكم بأمره بامتياز .
#ثانياً :-فهم يحتفلون سنويا بذكرى محرقة ( الهولوكست ) النازية ضد اليهود وهم انفسهم اي اليهود نفذوا وينفذون ( هولوكوست القرن ٢١ ) في غزة ضد الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين عموما . فرجل واحد يهودي اسمه بنيامين نتنياهو يقرر اغتيال قادة الصف الاول لحزب الله اللبناني ،ومن ثم يقرر اسقاط النظام السوري وهروب رئيسه بشار الاسد وتسريح الجيش السوري وتدمير جميع معسكرات ومطارات ومنشآت و مخازن اسلحة وطيران وذخائر وصواريخ وقواعد النظام السوري. لا بل وضع الجولان وراء ظهره وقضم القنيطرة واصبح على مشارف دمشق التي لا يبعد عنها إلا بضع كيلومترات .وفجاة ساند الدروز وقصف العصب العسكري لنظام احمد الشرع .لا بل أمر الرئيس احمد الشرع بسحب قواته العسكرية والمدنية والامنية من السويداء فورا وبالفعل نفذ الشرع ذلك .فحتى تركيا اوقفت طيرانها فوق دمشق وسوريا وبلعت لسانها .واعلن نتنياهو مايلي ( يُحرّم على الجيش السوري الانتشار في الجنوب السوري واصبحت المنطقة الممتدة من الجولان مرورا بالقنيطرة والسويداء ودرعا ارض محرمة على الجيش السوري حسب كلام نتنياهو )؟… #ثالثا:-وقبلها فاجئت اسرائيل العالم بحربها ضد إيران بحيث وخلال ساعتين ( قتلت إسرائيل رموز القيادة العسكرية الإيرانية ) وتسيدت تماما على الاجواء الإيرانية ودمرت منشآتها العسكرية والامنية والنووية وساندتها الولايات المتحدة في ذلك ايضا. بل قررت قتل المرشد الإيراني وإسقاط النظام الإيراني لولا ممانعة الرئيس ترامب . ولازالت إسرائيل تمارس حربها السرية من داخل إيران نفسها ضد النظام الإيراني . وايضا مارس السطوة العسكرية ضد اليمن ” الحوثيين ” بحيث حطم موانئهم ومطاراتهم وبنيتهم التحتية والحرب مفتوحة بهذا الاتجاه .
#رابعا :- #والسؤال : من سيوقف إسرائيل ؟ ومن سيوقف نتنياهو إذا قرر الاندفاع نحو ( #الكفل ) في مدينة بابل العراقية بحجة تأمين حماية وتعمير نبيهم ( الكفل ) وخصوصا عندما يصطنع بعض القلاقل وتخريب مرقد الكفل ( لا سيما وان الموساد منتشر في ايران والعراق كأنتشار الفطر المسموم ) .
#خامسا:-أجزم لن يعترضه أحد بتنفيذ مايريد باتجاه ( الكفل)وحينها لن نسمع من الدول العربية والإسلامية إلا بيانات الاستنكار الجوفاء . لا بل أزيدها اكثر وعلى مسؤوليتي ( سوف يرحب بذلك الشيعة قبل السنة ) وسوف نشاهد دعماً سيصدم المنطقة والعالم من ( سنة الغربية ) في العراق. وسوف يتوسلون بنتنياهو ان يزور المنطقة وان يُسفّر الفلسطينيين إلى الأنبار والمناطق الأخرى.بحيث سيخرج عشرات على منوال ( حكمت الهجري ) في المناطق الغربية !
#سادسا :فبعض الافكار قد تكون غريبة وغير قابلة للتنفيذ. وقد من يطرحها يُتهم بالجنون و لكن هي في طورها او في طريقها للتنفيذ . خصوصا بعد وضوح ملامح مخطط وحلم اسرائيل بتنفيذ ( ممر داود ) من سوريا والذي بانت ملامحه من ( الجولان ، القنيطرة ، درعا ، السويداء ، حمص، دير الزور ، ثم المناطق الكردية التي تهيمن عليها حركة “قسد” ثم الوصول إلى كردستان العراق ) . ولمن لا يعرف فالسويداء لا تبعد عن العاصمة دمشق كثيرا في المعنى السوقي .وبالتالي فسوف تكون العاصمة دمشق ساقطة عسكريا وحال مضايقة إسرائيل وصد ممر داود سوف تهيمن إسرائيل على دمشق بكل سهولة !
#سابعا:-ولكن هناك سؤال وهو جوهر هذا المقال وهو:- ( كيف اصبحت إسرائيل في العلو الاخير ) والعلو الاخير هنا يعني الاقوى في العالم وفي المنطقة؟.. #الجواب :-لقد جاءت القوة والعلو لإسرائيل من الولايات المتحدة والقوة التي جاءت إلى نتنياهو هي قوة استلفها من الرئيس الاميركي دونالد ترامب . فالرئيس ترامب امامه حلم عمره وهو الحصول على ( جائزة نوبل للسلام ) ويحاول فرض الاتفاقات في النزاعات واطفاء الحرائق هنا وهناك لكي يصل إلى هذا الهدف. فخول إسرائيل لتأخذ دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وخول نتنياهو بصلاحيات ترامب. ومن هنا جاءت القوة المفرطة إلى إسرائيل والى شخص نتنياهو . ..
#ثامنا :-ولكن هل سيستمر هذا طويلا ؟
الجواب: كلا .
والسبب :
١- حال حصول ترامب على جائزة نوبل سوف يعيد صلاحياته من نتنياهو ومن ثم سوف يعيد إسرائيل لحجمها المعروف وتعود الولايات المتحدة لوضعها السابق بقيادة ترامب .
٢-وهناك وعد في كتاب الله ( القرآن ) ان هذا العلو لن يستمر طويلا . وهذا يرتبط بالنبوءة التوراتية وبنبوءات كبار الحاخامات اليهود ان لا دولة يهودية تعمر اكثر من 80 عاما لان اليهود يبقون متوزعين في اصقاع الارض وهذا قدرهم الرباني !
٣- وهذا سر سرعة اسرائيل بقيادة نتنياهو لتنفيذ السقوف العالية وتنفيذ استراتيجية كسر الأنوف قبل بلوغ ال ٨٠ عاما !
سمير عبيد
١٨ تموز ٢٠٢٥