*يا لعار أمةٍ قوامها ملياري مسلم*

الكاتب : الكاتبة عفاف فيصل صالح
—————————————

الوفاة بسبب الجوع في غزة..
تمر الأيام وتتكرر المشاهد المأساوية في غزة، تلك البقعة التي لطالما كانت رمزًا للمقاومة والصمود لكنها اليوم تتجرع مرارة الجوع والحرمان، ويُكتب على جدران التاريخ أن سبب وفاة العديد من أبنائها هو الجوع.. سببٌ مؤلم يختزل معاناة إنسانية لا يمكن أن يراها أحد دون أن يتألم القلب ويشعر بالعجز.

في زمن تتصارع فيه الأمم على مواردها وتفخر بابتكاراتها تجد غزة نفسها محاصرة محرومة من حقوقها الأساسية ولا تجد إلا الألم والجوع يُلاحقان الأطفال والنساء وكبار السن فصارت كلمات الوفاة بسبب الجوع حقيقة موجعة..!
تختصر واقع الشعب الفلسطيني العريق الذي يعاني من حصار شديد وإهمال دولي و تغافل عربي يجعل من حياته بطولة وتضحية وربما موتًا ببطء..!

يااااااا أمةً قوامها *ملياري مسلم* أين نحن من مسؤوليتنا تجاه إخواننا في غزة؟

هل نكتفي بحزنٍ أو تبرعات مؤقتة ثم نعود إلى صمتنا؟
أم أن الوقت قد حان لنُغير من مواقفنا ونقف معهم ونتحد في دعمهم؟

إن الله عز وجل لم يركّز على الصلاة أو الصيام فقط بل دعا للعدل والرحمة ونصرة المظلوم و الدفاع عنه ..وفعل الخير ولا يجوز أن تظل أمتنا مكتوفة الأيدي أمام هذا العار أمام مشهد يدهشه العالم ويجعلنا في خانة الاتهام….

أهل غزة يتساقطون جوعًا والأطفال يودّعون الحياة وهم لا يعلمون كيف كان يمكن أن يكون لهم مستقبل لو توفرت لهم أدنى حقوقهم الإنسانية… ورغم ذلك تتردد أصوات كثيرة وأعين تتطلع ولكن لا تتغير شيئًا بينما تُهدَر مئات الأطنان من المساعدات وتُنهب الثروات وتتوقف جهود الإغاثة بسبب الخذلان وضعف الأداء..و الأحقر من كل هذا هو المسارعة في إعطاء العدو خير الامة الاسلامية..!
بدلاً من أن يكون خير الأمة الاسلامية لأهلها في غزة ..أصبحت الحقيقة هي العكس ..!

إن الوفاة بسبب الجوع ليست مجرد حالة فردية بل وصمة عار على جبين الأمة وتعكس إخفاقات سياساتها، وقلة دعمها، وضعف تلاحمها في مواجهة الأزمة الأكبر. فهل يبقى المجتمع الإسلامي في سبات وهو يرى أبناء الأمة يموتون جوعًا ويشعرون بقهرٍ وظلمٍ لا يطاق؟

يااااا أهل الخير.. يا من تتعتقون في خير الأموال والأعمال أليس من الأجدر أن ترفعوا أصواتكم، وتضغطوا لإنقاذ غزة من خلال تقديم المساعدات و الدفاع و المواجهة و التحرك الجهادي العملي من دافع رحمة لحال اهل غزة و من دافع غضب على عدو الله و عدو الإنسانية .. فحياة الإنسان أهم من أي شيء، وكرامته ومقداره فوق كل اعتبار.

و نقولها صراحة إن عار الأمة لو استمر في ازدياده، فلن يُمحى إلا إذا نهضت وواجهت مسؤوليتها ورفعت لواء الرحمة وحرّكت ضمير العالم وأنقذت غزة من براثن القهر والجوع قبل أن تُكتب النهاية …على أمل أن يغير الله حال الأمة ويكتب لها حياةً جديدة تعكس قيمها الإسلامية الرفيعة وتحقق الحق والحياة لكل من يُعاني في صمت.