اسم الكاتب : هادي حسن عليوي
ـ مات الوردي.. ومات محفوظ.. والطاهر.. والمخزومي.. والسامرائي.. ومات السامر.. واستشهد الصدر.. وكل علمائنا.. لم يحتفى بهم بشكل يليق لا في حياتهم.. بل حاربتهم السلطة بكل الأساليب النفسية والاجتماعية والاقتصادية والمعاشية
ـ وفي مماتهم أهملوا ولم يحتفى بهم.. أو بشكل محتشم.. حتى لم يُمنحوا عضويّة المجمع العلمي العراقي.. في حين منحتهم المجاميع العلمية العربية والعالمية ليس عضويتها فحسب بل أوسمة وغيرها
ـ لنذكر نماذج في هذا الشأن.. واعتذر عن علمائنا الاخرين.. فذكرهم يتطلب مؤلفات
أولاً : علي الوردي
ـ عالم الاجتماع.. أستاذ ومؤرخ.. عرفً باعتداله وموضوعيته.. أبحاثه ومؤلفاته مازالت حتى الآن تفسير علمي وواقعي لطبيعة المجتمع العراقي
ـ لم يكن باحثاً في علم الاجتماع فحسب.. وهو اختصاصه.. بل تعداه الى التاريخ.. والفلسفة والأدب.. والباراسايكولوجي.. إذ تناول الوردي في كتابه “خوارق اللاشعور”.. وكتبه الأخرى موضوع الباراسايكولوجي.. هذا العلم الجديد الذي يمثل جوهر الإنسان وجوانيته.. وقدراته فوق الحسية.. تناوله بجرأة وشجاعة غير معهودة في ذلك الزمان
ـ كانت معظم أطروحاته.. التي ملأت كتبه يلقيها في محاضراته.. تزعج سلطة صدام
ـ الأمر الذي دعا بها الى التضييق عليه تدريجياً.. ابتداءً من سحب لقب أستاذ متمرس منه. وصولاً الى سحب معظم كتبه من المكتبات.. وحظرها على القراء بداعي ما أسموه “السلامة الفكرية”.. مروراً بمحاولات تهميشه.. وإفقاره مادياً.. وهو ما آل إليه حاله
ـ إهمال الدولة له في محنة إصابته بسرطان البروستات.. وما رافقه من تبوّل دموي هدّ قواه وأنهكه.. المرض
ـ تكلفت المستشفيات الأردنية.. بعلاجه عندها.. وعلى نفقة السلطات الأردنية.. كما أشيع وقتها
ـ مات عالمنا الجليل يوم الثالث عشر من تمّوز من العام 1995
ـ أقيم له في بغداد تشييع محتشم.. غابً عنه المسؤولون.. وجازفً من حضر من المشيعين
ـ عاش علي الوردي غريباً في هذا المجتمع .. ورحل غريباً عنه .. فطوبى للغرباء
ـ من المفارقات المؤلمة أن علي الوردي.. هذا العلامة الجهبذ.. ماتً ولم يُمنح عضوية المجمع العلمي العراقي.. أفٍ على هكذا مسؤولين في هذا المجمع.. الذي يسمونه: المجمع العلمي العراقي
ثانياً : حسين علي محفوظ
ـ أحد أولئك الأفذاذ قليلي العدد.. وهو أحد العباقرة الموهوبين الذين خدموا العراق
ـ كان رمزاً للفكر في العراق والعالم العربي والشرق.. وشيخ العبقرية المخلص.. شيخ العرب.. وشيخ الأدب.. هو إنشتاين العرب.. وهو يستحق هذا اللقب بجدارة متناهية
ـ أبحاثه لا تعد ولا تحصى.. علماً وأدباً.. إنه (مكتبة متنقلة).. و(موسوعة متحركة).. و(انسكلوبيدية تمشي على رجلين).. و(دائرة معارف سيارة).. هكذا لقبه علماء أوروبا وأساتذة جامعاتها الكبرى
ـ منحته جامعة ليننغراد (بطرسبورغ) لقب بروفيسور العام1961.. ولقبته: أستاذ المستشرقين
ـ توفي تلميذ الوردي وشيخ بغداد العلّامة “حسين علي محفوظ” في 20 كانون الثاني / يناير/ العام 2009.. ولم ينل عضوية المجمع العراقي.. يا لمهزلة العلم في عراق الزمن الأغبر
ثالثاً : جواد علي الطاهر
ـ شيخ النقاد.. أحد كبار المؤلفين المبدعين ليس في العراق فحسب.. بل في كل العالم العربي
ـ لا يضاهيه أحد في الجودة والتنوع في التراث والمعاصرة.. في التحقيق والتأليف.. في الترجمة.. في النقد التنظيري والنقد التطبيقي
ـ مربي في الحياة والأدب.. مؤسس وملهم وراع.. ذو يراع صنعته ثقافة موسوعية عالية.. ورأي خلقته دقة المعرفة والاطلاع
ـ ساح في ربوع التراث.. وأنعطف في دروب المعرفة العالمية والعربية والمحلية.. عالم يعترف (الجميع بذلك) وفي أكثر من ميدان.. ونازهت كتبه على الأربعين كتابا
ـ تواضع الأستاذ الطاهر لا يوصف.. فبعد وفاة تلميذه النجيب الناقد الكبير عبد الجبار عباس ألفً الطاهر عنه كتاباً قيماً.. وتلك سابقة لا مثيل لها.. اي تواضع هذا.. الاستاذ يؤلف كتاباً عن أحد طلابه
وفاته
رحل الطاهر يوم الأربعاء (9/10/1996) في بغداد أثر مرض عضال.. ودُفن في مسجد براثا في محلة العطيفية ببغداد.. من غير أن يشيع تشييعاً يليق بمكانته العلمية خوفاً من أزلام صدام.. لأنه رجل لم يبع علمه لدنيا غيره
ـ مات العالم الجليل جواد علي الطاهر.. ولم ينل عضوية المجمع العلمي العراقي!! يا لغبر الزمن.. الذي يسميه بعض الطفيليون ب: الزمن الجميل
رابعاً: فيصل السامر
ـ الإنسان الأنموذج.. والمثقف ذو المعرفة الواسعة.. والمربي الفاضل.. ورب الأسرة الناجح.. والسياسي النقي.. الوطني المخلص الغيور.. الذي تمسك بجنسيته العراقية.. في احلك الظروف.. ولم يقبل اية جنسية أخرى.. على الرغم من ان الدولة التي يعمل بها كان بدرجة وزير.. وهي التي تبرعت له بجنسيتها.. لكنه رفض وظل متمسكا بجنسيته العراقية
ـ السامر.. عالم في مجال اختصاصه.. ومتميز بصفات العلماء وتواضعهم.. مع جرأة في فهم التراث وقدرة عالية على الانفتاح.. والتعامل بوعي مع المرحلة التي عاشها
ـ رفض بشدة إعادة كتابة التاريخ وهو ما دعا إليه صدام.. . فاسقط عنه نظام: الحروب والانتصارات الكاذبة.. جنسيته.. لكنه ظل معتزاً بعراقيته
ـ من الصعب إحصاء ما كتبه وترجمه وحققه السامر من كتب ودراسات وبحوث باللغتين العربية والإنكليزية
ـ كان علمياً وموضوعياً لدرجة أن الدكتور حسين محفوظ قال: “كان الدكتور فيصل السامر احد أعضاء لجنة مناقشة طالب دكتوراه في التاريخ.. وهذا الطالب من أعضاء حزب السلطة.. وقد أبلغت لجنة المناقشة رسمياً.. بمنح هذا الطالب درجة الامتياز.. إلا أن الدكتور السامر رفض منح الطالب تلك الدرجة لعدم استحقاق هذا الطالب لها
ثروته
ـ ربما تكون الثروة الوحيدة التي تركها السامر لأولاده هي المبادئ.. فعندما أصبح سفيراً مثلاً: كان يسد النقص في المصاريف والأثاث من حسابه الخاص.. تاركاً كل شيء للسفارة بعد أن تنتهي مدة سفارته.. وحسابه بالبنك بعد وفاته لم يتعد العشرة دنانير
ـ بعد مسيرة تربوية وسياسية وعلمية ودبلوماسية.. ونضال دؤوب من أجل عراق مستقل ومتقدم.. وبعد صراع مع المرض توفي فيصل السامر في الثاني عشر من كانون الأول / نوفمبر/ العام 1982 في لندن
ـ ما يثير الدهشة والألم إن كل المحافل الثقافية العراقية صمتت.. ولم تقل كلمة واحدة في حق السامر في وفاته.. أو في نتاجه الفكري السخي.. حتى أن جامعة بغداد التي قضى حياته في خدمتها لم تبادر الى إقامة حفل تأبيني له… إنها سخرية القدر في الزمن الأغبر
ـ مات السامر ولم يمنح عضوية المجمع العلمي العراقي
ـ المفارقة أن هؤلاء العلماء لم يمنحوا عضوية المجمع العلمي العراقي.. وقل مثل ذلك عن: الدكتور مهدي المخزومي.. والدكتور إبراهيم السامرائي.. والدكتور شاكر خصباك.. وغيرهم من رموز العراق الفكرية اللامعة
ـ في حين منحوا عضوية مجامع علمية عربية وأجنبية تقديراً لعلمهم ونبوغهم ومنجزاتهم
ـ واهملوا من لدن السلطة التي كانت تقدم الاموال (التكريم) بسخاء حتى للجهلة والقتلة والمجرمون
ـ يكفينا ألَماً أن نذكر مقولة الأستاذ المؤرخ (حسين أمين) التي قالها في الحفل التأبيني الذي أُقيم بعد رحيل العلامة الشيخ (حسين علي محفوظ) ـ رحمه الله
ـ حيث خاطب حسين أمين الحاضرين بقوله: (إن الراحل “حسين علي محفوظ ” كان يشكو من إهمال المجمع العلمي العراقي له.. وأنا أجيبه بأن معظم أعضاء المجمع الحاليين لا يعرفون من العلم شيئاً.. فهل تريد أن تضيع بين هؤلاء ؟
خامساً: عبد الجبار عبد الله
ـ كان الدكتور عبد الجبار عبد الله عالما عبقرياً ووطنياً وأباً مربيا
– نال شهادة البكالوريوس في العلوم من الجامعة الامريكية في بيروت العام 1934
– حصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الطبيعية (الفيزياء) من معهد مساتشوست للتكنولوجي
في الولايات المتحدة الامريكية. ومعهد مساتشوست للتكنولوجيا يعتبر ارقي جامعة علمية في العالم على الاطلاق حيث كان و ما يزال
– عين استاذاً ورئيساً لقسم الفيزياء في دار المعلمين العالية في بغداد من سنة 1949 الى 1958. وفي خلال هذه الفترة رشح استاذا باحثا في جامعة نيويورك الامريكية بين سنتي 1952 و 1955.
العام 1958 عين أميناً عاماً لجامعة بغداد ووكيلاً لرئيس الجامعة.. واستمر في هذين المنصبين حتى العام 1959.. في العام 1959 عين رئيساً لجامعة بغداد
له العديد من البحوث العلمية التي نشرت في ارقى المجلات العلمية الامريكية و الاوروبية
عضو في العديد من الجمعيات العلمية في امريكا واوروبا
استمر بمنصب رئيس جامعة بغداد حتى قيام انقلاب 8 شباط 1963حيث اقيل من منصبة
قصة طريفة
ـ من الطرائف التي تروى عن الدكتور الراحل أنه شوهد يحمل مظلة شمسية أثناء قدومه للدوام الرسمي في أحد أيام الصيف وعند سؤاله عن السبب قال بأن الدنيا ستمطر اليوم.. لم يقتنع أحد بطبيعة الحال بما تنبأ به الدكتور العالم بالأنواء الجوية.. وبالفعل.. أمطرت السماء قبل ظهر ذلك اليوم
اعتقاله
اعتقل وعومل معاملة مهينة عند بعد انقلاب 8 شباط 1963
يقول عالمنا الجليل: “كان في قسم الفيزياء الذي ادرس به طالب فاشل.. حاولت عدة مرات مساعدته لكي يعدل من مستواه ولم يتعدل ومع ذلك عاونته.. في يوم 14 رمضان 1963 اي ٨ شباط ١٩٦٣ جاءت مجموعة من الحرس القومي لاعتقالي من بيتي
ـ ميزتُ منهم طالبي الفاشل بسهولة.. وطلبت منهم امهالي عدة دقائق لكي ابدل ملابسي.. واذهب معهم.. وانا اعرف انه ليس لدي ما احاسب عليه
ـ بدلتُ ملابسي وخرجتُ لهم.. وفجأة ضربني تلميذي (راشدي) قوي افقدني توازني.. وكدتُ اسقط على الأرض.. وقد استخدم عبارة: اطلع دماغ سز
ـ لم يكتف تلميذي.. وانما مد يده بجيب سترتي واخذ مني قلم الحبر الذي اعتز به ولم يفارقني ابداً.. هذا القلم الحبر هو من الياقوت الأحمر.. هدية من العلامة المشهور البرت أينشتاين ليً.. استخدمه لتوقيع شهادات الدكتوراه فقط.. وهذا هو سبب حزني وانهمار دموعي كلما اتذكر هذا الحادث
ـ حشر عالمنا الجليل.. في احدى الزنزانات الصغيرة التي ملئت بالمعتقلين من شتى المستويات
ـ ظل معتقلاً لمدة عام تقريباً.. وأُطلق سراحه.. وسَمح له بالسفر إلى الولايات المتحدة.. هُناك شغل منصب أستاذ في جامعة كولورادو في بولدر.. وجامعة نيويورك
وفاته
ـ توفي الدكتور عبد الجبار عبد الله في 9 تموز / يوليو / العام 1969.. في مستشفى المركز الطبي في الباني نيويورك بمرض السرطان (هوجكنز ليمفوما) عن عمر ناهز 56 عاما
ـ عاش حياته دون ان يحمل اي جنسية سوى جنسيته العراقية.. وتم دفنه حسب رغبته في موطنه في المقبرة المندائية قرب بغداد
ـ له تمثال موجود في معبد الصابئة المندائيـين في منطقة القادسية ببغداد
ـ السويد تضع نصب لعالم الفيزياء العراقي عبدالجبار عبدالله احد طلاب العالم اينشتاين.. وثاني رئيس جامعة بغداد العام 1959
سادساً: محمد باقر الصدر
ـ محمد باقر الصدر (1935 ـ1980).. مرجع ديني.. ومفكر وفيلسوف إسلامي عراقي.. مؤلف لمجموعة كتب.. تعد الأبرز في الفكر السياسي والاقتصادي الإسلامي
ـ شرع بحياته الدراسية في منتدى النشر في الكاظمية.. فبدت عليه أمارات النبوغ والعبقرية مبكرا.. وابتدأ دراسته في السنة الخامسة من عمرهِ.. وأنهي الدراسة الابتدائية في سن الحادية عشرة من عمره
ـ ثم اتجه إلى الدراسات الدينية في الحوزة العلمية.. حيث أكمل دراسة السطوح بفترة قياسية.. واستمر في دراسته
ـ حصل على الاجتهاد في سن الثامنة عشرة.. فأصبح أحد الأعلام الكبار في الحوزة العلمية.. وارتفع اسمه في الأوساط العلمية.. وقيل إنه قد حصل على الاجتهاد قبل البلوغ.. فكان ذلك سبباً في عدم تقليده لأحد من المراجع
ـ بدأ في إلقاء دروسه.. ولم يتجاوز عمره خمس وعشرون عاما
ـ تسلم الصدر ذرى المرجعية الدينية منذ منتصف عقد السبعينيات: أي عند الأربعين من عمره تقريب
ـ صدرت له عدة مؤلفات في الاقتصاد والعلوم الدينية!! تعتبر في طرحها ونهجها
استشهاده
ـ كرمه ُ صدام بإعدامه وبأوامر منه مباشرةً بأبشع صيغة في 9 نيسان / أبريل / العام 1980.. بسبب أفكاره وعبقريته التي سبقت زمانه.. ولم يقف صدام عند اعدامه.. بل اعدام شقيقته (بنت الهدى) معه
سابعاً: احمد الوائلي
ـ ولد الشيخ أحمد الوائلي في النجف العام 1928 وجمع الدراستين الحوزوية والأكاديمية.. فبعد أن أنهى تعليمه النظامي في العام1952.. حصل على البكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية.. التحق بكلية الفقه التي تخرج منها العام 1962.. ثم حصل على شهادة الماجستير في العلوم الإسلامية العام 1969..ثم شهادة الدكتوراه من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة 1972
ـ بعد سيطرة صدام على حكم العراق العام 1979 اضطر الشيخ الوائلي للهجرة خارج العراق وقضى 23 سنة من عمره متنقلاً ما بين سورية وإيران ودول الخليج وأوروبا
ـ عارضاً لقضايا فكرية وسياسية ودينية ضمن ما وصف بأسلوبه الخاص في استثمار العزاء الحسيني للتنوير الفكري والاجتماعي
ـ عاد إلى العراق بعد سقوط نظام صدام.. ليرحل الى جوا ربه في بغداد 13 تموز / يوليو العام 2003
علماؤنا اليوم
ـ هكذا عاش علماؤنا.. بين التهميش.. والاغتيال.. واسقاط الجنسية.. والهجرة القسرية.. في عهد صدام.. الى القتل والرحيل والتهميش والهجرية الجبرية بعد 2003.. حيث تشير الاحصائيات الى هجرة (17) ألف عالم عراقي وبروفيسور.. همشوا وأجبروا علي الرحيل بعد الاحتلال الامريكي للعراق في العام 2003 وحتى الان
ـ فهل أرهبتهم العصا الأمريكية فاستسلموا.. أم طمعوا في جزرتها فضعفوا ؟
ـ هل اضطروا للهجرة لأمريكا.. ودول الغرب.. وبعض الدول العربية
ـ أم أنهم مازالوا علي أرض وطنهم يشاركون شعبهم نفس المصير؟
ـ أم أهم قد قتلوا الكثير منهم.. بعد أن تأكد الاحتلال الأمريكي أنهم أداة هامة فكان لابد من التخلص منهم
ـ البحث عن مصير العلماء يبدو للبعض عبثاً.. فبعد سقوط الجسد وانهياره لا يرى البعض جدوى من البحث عن العقول
ـ فيما يؤكد آخرون أهمية البحث عن العلماء العراقيين ومحاولة التواصل معهم.. وإنقاذ ثروة العراق العلمية والعقلية بقدر ما نستطيع.. هذا إن كانوا مازالوا على قيد الحياة
ـ الأرقام المعلنة عن العلماء والأساتذة الذين تم اغتيالهم وإجبارهم على الرحيل.. بعد الاحتلال والحرب الطائفية.. والاسرائيليين.. وعلى ايدي القاعدة وداعش مفزعة
ـ يكفي هنا المعلومات التي ذكرت في ندوة عقدت بالقاهرة.. التي تشير إلى أن
ـ فرق الاغتيالات الإسرائيلية اغتالت حوالي (310) من علماء وأساتذة العراق
ـ تم الكشف عن أن أكثر من 500 من علماء العراق.. وأساتذته موضوعون على قوائم الاغتيال الإسرائيلية
ـ التصفيات الجماعية لعلماء العراق وأساتذته.. ليست سوى وجه واحد من وجوه محنة قاسية مؤلمة يعيشها علماء وأساتذة العراق اليوم.. وتعيشها جامعاته ومؤسساته الأكاديمية
ـ علماؤنا اليوم.. يجولون في العالم.. لان حكام بلدهم همشوهم.. وهددوهم.. بل قتلوا بعضهم
ـ ومن بقيً في عراق اليوم.. يعيش حد الكفاف.. وإذا مرضً لا يملك أجور دوائه.. وشواهد كثيرة وأسماء لامعة.. نخجل عن ذكرها اليوم
ـ اليوم يتهم المثقفون العلمانيون والإسلاميين الحقيقيون.. يتهمون بالكفر مع سبق الإصرار والترصد
ـ إعصار الإرهاب الفكري بدأ يطغي على العراق دون رحمة أو هوادة.. عاجلاً أم آجلاً.. سوف نصل إلى ما وصلت إليه أوروبا في العصور المظلمة
ـ الفرق بيننا وبين أوروبا هو أن أوروبا استطاعت أن تنجو من هذا الوباء.. لكننا كل يوم نطمس في وحل التخلف.. فهل نستطيع أن ننجو ؟؟؟؟؟
ـ التقدم له أسبابه.. والتخلف لا يأتي من فراغ.. وإذا لم نراجع أنفسنا ونعيد حساباتنا.. سوف نضيع
ـ فقد ضاعت أمم قبلنا كثيرة.. حين اختلط عليها الأمر.. وحجبت الرأي.. وحاربت العقل.. وتحكم فيها رجال فرضوا آراءهم باعتباره حكم الدين.. فلم تعد تفرق بين الخطأ والصواب.. أو الظلم والعدل
ـ أيها العراقيون: واقعة ألطف تعيد إنتاج نفسها عندنا يومياً الآن.. يعاد إنتاجها بصور ليس على أبناء بنت نبينا.. بل على أبناء شعبي ممن لا يفسدون في الأرض.. وبالتأكيد يكون وقعها أخف وطأةً.. أو حتى تمر بلا بضجيج.. وتنسى
ـ الأمثلة كثيرة: القتل على الهوية خلال الحرب الطائفية.. مجزرة سبايكر (حزيران 2014).. قتل الشيعة والسنة والمسيحيين والشبك واليزيديين في الموصل على يد داعش.. وعلى يد سياسيي اليوم من الدواعش
ـ اليوم بعض محتكري الحقيقة.. وسدنة السلطة والصحابة.. وبعض مسؤولينا.. يكفروننا.. ويهددوننا بالويل والثبور.. وغداً يصفوننا بأية طريقة عرفناها خلال ال17 سنة الماضية.. تحت يافطة: نحن كفرة وزناديق
ـ نتساءل: إذا كانت حياة علماؤنا هكذا في الزمن الأغبر !! فكيف يعيش علماؤنا في عراق اليوم.. عراق التجهيل
ـ انه لا في الزمن ألأغبر ولا في الزمن الديمقراطي.. توجد تماثيل وانصبة لعلمائنا.. لا في جامعاتهم.. ولا في مدنهم.. لكن أمانة بغداد.. والمحافظات تقيم تماثيل وأنصبة:: للأسد والباذنجانة والفأس والخروف!! .. يبدو ان المسؤولين في الزمنين.. لا يعرفون سوى الحيوانات والأكل
ـ ففي عراقٌ اليوم لا مكان فيه للعلماء والمفكرين والنخب فيه سوى: التهديد.. أو التهجير.. أو الاغتيال.. أو التهميش.. في أحسن الأحوال
ـ أفٍ على كل الكتبة.. الذين يسمون أنفسهم (مثقفون).. وهم خدمة سلطان اليوم.. يبررون سرقاته وجرائمه
ـ الأنكى من ذلك من يسمون أنفسهم (مثقفون).. ويحاربون الفساد عبر الفضائيات.. وهم أصلاً مطرودون من مناصبهم لأنهم سراق بجرم سرقة المال العام.. المشهود