عزيز الخزرجي
أيها الناس لا تظلموا ..
إفعلوا ما شئتم ؛ لكن لا تظلموا كائن مَنْ كان:
يحكى أن مُعلم ألمأمون ضربهُ مرّة بالعصا دون سبب، فسأله المأمون : لِمَ ضربتنى ؟!
فقال له المعلم : إسكت. و كلما أعاد عليه السؤال؛ كان يقول له : إسكت!!
بعد عشرين عاماً تولى المأمون الخلافة ، عندها خطر على باله أن يستدعى المعلم ليستفسر منه ، فلما حضر سأله : “لماذا ضربتنى عندما كنت صبيًا ؟!” فسأله المعلم : “أَ لَم تنس؟!”
فقال : “والله لم أنس” ، فرد عليه المعلم وهو يبتسم :
[حتى تعلم أنّ المظلوم لا ينسى], و عاد ينصحه قائلًا :
(لا تظلم أحدًا فالظلم نار لا تنطفئ فى قلب صاحبها ، ولو مرت عليه الأعوام) .
بحثت عن الإحترام للمعلم فوجدته فى هذا المنشور … لا ليس المعلم فقط .. بل إحذر من ظلم أي إنسان قد يفيدك بمعلومة أو بإشارة أو بجملة .. عليك أن تشكره و لا تكفر به, لأن الكفر يزيل منك النعمة و الشكر يزيدها.
المعلم؛ أيا كان حتى لو كان غراباً أو نملة أو حشرة يعلمك شيئا قد لا تعرفه أبداً .. و المعلم يخرج من تحت يديه العالم والضابط والطبيب والمهندس وحتى العامل .
المعلم هو أهم شخص فى الأوطان المحترمة المتقدمة و داينمو الحياة, إلّا في بلادنا لا مكان و لا تقدير له بسبب التربية و الدِّين الفاسد الذي إنتشر بين الناس خصوصا في بلادنا, بحيث إنّ أستاذ معلمي البعض تراه أحياناً يقف بكل قباحة و بلا حياء أمام الأستاذ رافعا رأسه؛
معتقداً بأنه أفضل منك و يتحداك!
مثل هكذا شعب و أمّة غير مؤدبّة و أمينة لأنك لا تأمنها حتى على نقل كلمة عنك بصدق و أمانة؛ مهما بلغت و إستغنت و عَلِمَت و تعاظمت ثرواتها؛ فأنها لا تتطور و لا تحقق رسالتها و سعادتها, و عاقبتها ستكون سيئة للغاية و تبقى مستعمرة, لعدم وجود الأمانة و الأحترام و تقدير النعمة الذي هو أساس الأخلاق كما الأدب سيّدها!
و بلادنا خير نموذج لذلك.
عزيز حميد مجيد