بين الديمقراطية والهيمنة الحزبية: العراق وألمانيا في مرآة الانتخابات 2025

يحيى هركي

المقدمة:

إنها لحظة حاسمة للمواطن العراقي خاصة في إقليم كردستان حيث الانتخابات البرلمانية على الأبواب الوعود تتوالى ولكن هل سيختلف الحال هذه المرة هل سيجد المواطن العراقي الحرية في اختيار ممثليه الواقع يشير إلى أن التغيير الحقيقي بعيد المنال بسبب هيمنة الأحزاب والفساد المستشري بالمقابل الانتخابات في ألمانيا تظهر كيف يمكن للديمقراطية الحقيقية أن تمنح المواطن حرية الاختيار وشفافية كاملة هذه المقارنة تكشف الفرق بين المواطن المكبل بالوعود الفارغة والمواطن الحر الذي يعرف حقوقه ويطالب بها بلا خوف.

منذ عام 2003 جرت ست دورات انتخابية في العراق وكان للأحزاب الكردية دور بارز فيها لكن المواطن لم يشعر بأي تغيير حقيقي أسعار المحروقات مرتفعة الكهرباء غير مستقرة والرواتب متأخرة وكلها مشاكل لم تُحل المرشحون غالبًا ما كانوا مكبلين بالقرارات الحزبية يقدمون أموالًا وامتيازات لكسب الأصوات في حين المواطن لم يجد أي منفعة حقيقية.

شاركت شخصيًا في الانتخابات التي جرت في ألمانيا في 14 سبتمبر 2025 وكانت تجربة مختلفة تمامًا لا صور ضخمة لا إعلانات مبالغ فيها لا زيارات للبيوت مقابل المال ولا ضغط على المواطنين لاختيار مرشح معين كل شيء يتم بشفافية وفق القانون والتمويل والإعلانات محدودة ومنضبطة المواطن حر في اختيار من يمثل تطلعاته الحقيقية وهذا نموذج يُظهر الفرق الجوهري بين الديمقراطية والهيمنة الحزبية.

في 11 نوفمبر 2025 سيذهب العراقيون إلى صناديق الاقتراع لاختيار 329 نائبًا من بينهم 73 مقعدًا للأحزاب الكردية مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني KDP الاتحاد الوطني الكردستاني PUK وحركة الجيل الجديد رغم تعدد الأحزاب والمرشحين إلا أن القضايا الأساسية مثل أسعار المحروقات والكهرباء والرواتب لم تجد حلولًا ملموسة والمعادلة لم تتغير عن الدورات السابقة.

الأحزاب الكردية توفر للمرشحين كل ما يحتاجونه من أموال وإعلانات عبر التلفزيون والراديو ووسائل الإعلام المختلفة على حساب الدولة والمواطن المرشح يصبح مكبلًا بتنفيذ تعليمات حزبه فقط بينما المواطن عاجز عن المطالبة بحقوقه هذه التجربة تتناقض تمامًا مع ألمانيا حيث الشفافية تمنع أي تلاعب أو هيمنة حزبية.

المواطن الكردي يجب أن يقراء ويتعلم ويتثقف ليعرف ما يجري خلفه ويقول كلمته الصادقة من قلبه بنعم أو لا المواطن الواعي والمثقف يستطيع فرض مطالبه على الحكومة لأن الحكومات تدرك أن هذا المواطن لا يسكت عن الظلم وأنه قادر على الدفاع عن نفسه وعائلته ومجتمعه التعليم هو القوة الحقيقية الإنسان المتعلم لا يخاف ولا يرضى بالظلم ويطالب بحقه دائمًا ويعرف كيف يحمي نفسه ومصالحه الحكومات غالبًا تحاول إبقاء المواطن جاهلًا لتجنب المطالبة بحقوقه ولكن المواطن المثقف الواعي يكسر هذا الحاجز ويصنع التغيير. رغم كل التحديات المشاركة حق وواجب الغياب يعني استمرار هيمنة نفس الأحزاب واستمرار الوضع على ما هو عليه يجب على المواطن أن يختار المرشح الذي يستطيع الدفاع عن مصالحه وليس من يملأ جيوبه وجيوب حزبه على حساب الشعب.

الخلاصة:

انتخابات 2025 ليست مجرد يوم تصويت بل فرصة تاريخية لإرسال رسالة قوية وصاخبة لن نرضى بالوعود الفارغة ولن نسمح للهيمنة الحزبية أن تستمر المواطن الكردي اليوم يقف على مفترق طرق بين الصمت والوعي بين التنازل عن حقوقه والمطالبة بها بلا خوف التغيير ممكن والحياة ممكنة إذا كان صوت المواطن واعيًا ومثقفًا إذا كان يختار من يمثل تطلعاته واحتياجاته الحقيقية إذا رفع صوته ضد الفساد والظلم بلا تراجع المواطن هو البطل الحقيقي للتغيير وعندما يكون واعيًا ومثقفًا تتحرك الحكومات لمحاسبته والاستجابة لمطالبه لأنه أصبح قوة لا يمكن تجاهلها وصوته صار مسموعًا وإرادته لا تُقهر كل خطوة نحو التعليم والوعي هي خطوة نحو حرية المواطن واستقلاله وكرامته وصوته هو السلاح الأقوى في وجه الظلم والفشل.