إله وايتهد الصغير. !!

د. محمد ابو النواعير

اكثر ما يثير استغرابي، هو محاولة الكثير من مفكري وفلاسفة الغرب المعاصرين، ضغط الوجود الالهي، لجعله متناسبا مع فهمنا للوجود المحسوس، واحيانا المعقول، متأثرين بمقولة خرقاء، تجعل من العقل حاكما، وحارسا بوابة لكل فهم او ايمان او حتى وجود. !

الفرد نورث هوايتهد، يعتقد بان التقليد السامي، او (الرؤية المتسامية) – اي الرؤية المتعالية، للوجود الالهي، (كالموجودة في الاديان السماوية ومنها الاسلام)، هي فكرة انحطاط، بحسب وجهة نظره ! ، لانها (وبحسب زعمه)، تضع الله خارج مدارك العقول، ومقطوع الصلة الوجودية بالكون المخلوق. !!

غاب عن وايتهد وامثاله، بان ضغط صورة الاله، وتقزيمها، لتكون ضمن اطار الكون الطبيعي (والذي هو بالنتيجة ايضا، عاجز العقل عن ادراك اسراره)، انما هي فكرة تمثل عجز العقل عن القفز خارج الوجود المحسوس (المحسوس بشكل مادي، او منطقي عقلي)، بل وعجز العقل عن ادراك وجودات هي اكبر من ادوات اشتغاله وادوات استيعابه، لذا نراه يشتغل جاهدا على جعل الاله جزءا من مكونات الكون، لا ان يكون الاله هو الواجد والخالق للكون والوجود، وبالتالي، ستقودنا وجهة نظر وايتهد الى خلق اله متأثر بصيرورات الكون وتفاعلاته، خاضعا لادوات وادبيات التحليل العقلي المحدودة، إلها يمارس دورا وظيفيا ثانويا، كاي جزء من اجزاء الكون الذي خلقه واوجده. !

وهنا، سيكون من حق العقل (كنتيجة لنظرة وايتهد)، ان يحاسب هذا الاله، ويقيّم افعاله، وينتقد حكمته.

تعالى الله عما يصف الظالمون.