جيش المرجعية ضرورة عراقية: القوة في القرآن الكريم (ح 46)

ان القلة المختارة من الناس هم الذين تعتمد البلدان والمجتمعات المتقدمة عليهم وهم الذين يأخذون القيادة. ولكن كثير من بلدان العالم الثالث في الوقت الحالي لا يسمح لهم باتخاذ مثل هذه المناصب. والتعجب بالكثرة حالة مفسدة للنصر”وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا” (التوبة 25). والقلة مع الايمان هي المنتصرة على الكثرة المهزومة “كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ” (البقرة 249). قال الله سبحانه “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّه” (البقرة 249) الغلبة بالمفهوم الرباني هي الذكرى الحميدة في الدنيا وحسن ثواب الاخرة. فجيش الامام الحسين عليه السلام 73 مقاتل بينما جيش يزيد 30 ألف والنتيجة ان استشهاد القلة المؤمنة لا يعني غلبة كثرة جيش الطاغية المنافقين. وهذه زيارة الاربعين بزوارها ومشاتها الملايين صوب قبلة الاحراء كربلاء المقدسة دليل على ان صاحب الذكرى هو الغالب واللعنة على الظالمين.

جاء في موقع بي بي سي بتأريخ 14 يونيو/ حزيران 2014 عن سكان الموصل يروون قصص هروب الجيش: الوضع في العراق ما زال في مركز اهتمام الصحف البريطانية الصادرة صباح السبت، وحفلت الصحف بالعديد من التقارير والتحليلات حول الوضع الذي خلقته سيطرة داعش على الموصل. في صحيفة الفاينانشال تايمز تكتب إريكا سولومون من إربيل عن انسحاب الجيش منها، وتسرد روايات المواطنين عن ذلك. يستغرب المواطنون الانسحاب المفاجئ لقوات الجيش بالرغم من أنه كانت هناك إشارات واضحة لتحركات غريبة لقوات داعش خارج مدينة الموصل، فلماذا لم يستعد الجيش للمواجهة؟ ولماذا انسحبت قواته دون قتال؟ هذه أسئلة لا يجد المواطنون جوابا عليها، حسب الصحيفة. ويروي بعض شهود العيان لمراسلة الصحيفة أن بعض سكان الموصل السنة الغاضبين على الحكومة انضموا إلى قوات داعش، وأن القوة التي احتلت المدينة لم تكن تتكون سوى من بضع مئات من المواطنين، ثم التحق بها مواطنون من المدينة. وقال بعض المواطنين إنهم حذروا قيادة الجيش حين كان مسلحو داعش على بعد 500 متر من مقر الحاكمية، ثم حين كانوا على بعد 200 متر، لكنهم لم يحركوا ساكنا. ما الذي حصل بالضبط؟ يتساءل المواطنون. هل كانت هناك خيانة؟ الجواب على هذا السؤال ليس متاحا بعد، وإن كان الانسحاب المريب للجيش دون مواجهته للمسلحين يجعل البعض يعتقد أن هناك خيانة وراء ما حدث، حسب الصحيفة.

وعن النصر يقول الشيخ الآصفي رحمه الله في كتابه: وعَلِمَ أن النصر بيد الله تعالى فقط وأن السلاح والقيادة والعدّة والعدد والتخطيط أسباب سخّرها الله لنا. وإذا شاء الله عطّل هذه الأسباب ونقضها وحال بيننا وبين النصر. فقد نصر الله تعالى المؤمنين ببدر وهم أذلّة ضعفاء “وَ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَ أَنْتُمْ أَذِلَّةٌ” (آل عمران 123). وهُزِموا في حنين، وهم كثرة، أقوياء، سادة الجزيرة، ثمّ فتح الله عليهم ورزقهم النصر، “وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً” (التوبة 25). “كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً” (البقرة 249). ذلك كلّه لنعلم أن النصر من عند الله. فقط. “وَ مَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ” (آل عمران 126) (الأنفال 10).

عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها). قال: قلنا: يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ؟ قال: (أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن). قال: قلنا: وما الوهن؟ قال: (حبّ الحياة وكراهية الموت). إنّ الغثائية هي التي تنشأ من نسل كثير العدد، لكن من غير فائدة ولا جدوى، لذا كانت القلّة المؤمنة خيرا من الكثرة الكافرة، وهذا معلوم من نصوص القرآن، كقوله: “كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ” (البقرة 249)، “وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ” (يوسف 106)، “وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ” (آل عمران 123)، “وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا” (التوبة 25)، وغيرها من النصوص الدالة على أن الكثرة ليست مقصودة لذاتها، بل العبرة يما تحمله من مشروع إيماني، وفكري، وعمراني.

جاء في موقع الحرة بتأريخ 20 نوفمبر 2014 عن بالخرائط كيف سقطت الموصل؟ ومن المسؤول؟ للكاتب هاني فؤاد الفراش: من أمر بالانسحاب؟ لا توجد رواية رسمية عن طريقة الانسحاب أو من أطلق الأوامر. تلقي الحكومة العراقية باللوم على الغراوي وأربعة من ضباط الأمن، ووجهت إليهم اتهامات بالتقصير، قد تصل العقوبات فيها إلى الإعدام. لكن تحقيق رويترز لا يستبعد تحمل مسؤولين عسكريين أرفع من الغراوي جزءاً من المسؤولية على الأقل. وكان غيدان وقنبر أعلى رتبة من الغراوي، وعندما توليا المسؤولية يوم السابع، التقى الغراوي بمستشار محافظ نينوى الذي سأله “لماذا لم تقم بهجوم مضاد؟” فأجاب “لا يوجد ما يكفي من القوات”، وهي الرواية التي أيدها زيباري. وبحسب الغراوي، فإن انسحاب غيدان وقنبر خلق انطباعا بأن القوات تهجر الميدان. هرب الجنود إلى شرق المدينة بعد خلق هذا الانطباع، بحسب محافظ نينوى. في صباح اليوم التالي، اتصل زيباري بالغراوي وحثه على مغادرة مركز قيادة العمليات، خوفا على حياته، فرفض الغراوي وطلب أوامر مباشرة من المالكي. بعد ذلك واصل الغراوي القتال للوصول عبر جسر إلى الشرق. اتصل بغيدان وأبلغه أنه محاصر من كل الاتجاهات، وبالفعل أشعلت النيران في قافلته شرق النهر، واشتبك مع مقاتلي داعش. في آب/أغسطس تلقى الغراوي مكالمة هاتفية تفيد بأنه رهن التحقيق لهروبه من الخدمة في الموصل، وفي الوقت ذاته رقى المالكي قنبر وغيدان لكنهما أجبرا على التقاعد بعد رحيله كرئيس للوزراء. الآن الغراوي يتحمل المسؤولية، حسب تحقيق رويترز. أما بالنسبة لزيباري فيقول “الغراوي كان ضابطا يؤدي عمله لكن حظه تعثر مثل كثيرين غيره من الضباط. كلنا علينا أن نتحمل بعض المسؤولية. كل واحد منا”. وبالنسبة للسامرائي “لم تصدر أوامر واضحة بالانسحاب، فالموقف تدهور بشكل متسارع وإذا كانت الأوامر قد صدرت فالأكثر ترجيحا أنها كانت بين جهات فرعية”. وأضاف في تصريحات لموقع قناة “الحرة” أن “الأمر يتوقف على إجراءات التحقيق والمحاكمة. حتى الآن لا تحقيقات جدية بالموضوع. ربما لا تزال هناك خيوط أو توجهات للقيام بها لكن لم يصل الأمر إلى التحقيق في المفاصل الأساسية”.

جاء في موقع الألوكة الشرعية عن مفهوم العقيدة وتسمياتها للدكتور ربيع أحمد: العقيدة اصطلاحًا: والعقيدة اصطلاحًا، أي: بين أهل هذا العلم – علماء العقيدة – لها معنيان: معنى عام يشمَل كل عقيدة، ومعنى خاص يَشمل العقيدة الإسلامية فقط، فالعقيدة بالمعنى العام هي الإيمان واليقين الجازم الذي لا يتطرَّق إليه شكٌّ لدى معتقده، سواء أكان هذا الاعتقاد حقًّا أم باطلاً. والعقيدة بالمعنى الخاص تَخصُّ العقيدة الإسلامية فقط. والعقيدة الإسلامية هي الإِيمان الجازم بربوبية الله تعالى وأُلوهيته وأَسمائه وصفاته، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخِر، والقدر خيره وشرِّه، وسائر ما ثَبَتَ من أُمور الغيب، وأصول الدِّين، وما أَجمع عليه السلف الصالح، والتسليم التام لله تعالى في الأَمر، والحكم، والطاعة، والاتباع لرسوله صلى الله عليه وسلم. والأمور العملية التي مِن قطعيات الدِّين، كالأمر بالمعروف والنهي عن المُنكَر، والجهاد، والحب في الله والبغض في الله، ونحو ذلك مما يَندرج في الواجبات، وفي العلاقات بين المسلمين، كحبِّ الصحابة رضي الله عنهم وحبِّ السلف الصالح، وحبِّ العلماء، وحبِّ الصالِحين، ونحو ذلك مما هو مُندرِج في أصول الاعتقاد وثوابته. ويُمكن أن نقول: إن العقيدة الإسلامية هي كل خبر جاء عن الله أو رسوله يتضمَّن خبرًا غيبيًّا لا يتعلَّق به حكم شرعي عمَلي، فسائر ما ثبَت مِن أمور الغيب هو مِن العقيدة، والأخبار التي جاءت في كتاب الله وصحَّت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – هي مِن العقيدة، والثوابت العلمية أو العملية داخلة في العقيدة، كالتزام شرع الله عز وجل في الجملة، والتزام أصول الفضائل والأخلاق الحميدة ونفي ما يُضادُّ ذلك. ويُمكن أن نقول: إن العقيدة الإسلامية هي عبارة عن مجموعة الأحكام الشرعية التي يجب على المسلم أن يؤمن بها إيمانًا جازمًا، وتكون عنده يقينًا لا يَشوبه شكٌّ، ولا يُخالِطه ريب، فإن كان فيها ريب أو شكٌّ، كانت ظنًّا لا عقيدة. وقد قال تعالى: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ” (الحجرات 15)، فاشترط في صدْق إيمانهم بالله ورسوله كونَهم لم يَرتابوا، أي: لم يشكُّوا، فأما المرتاب، فهو مِن المنافقين، والعياذ بالله. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يَلقى اللهَ بهما عبدٌ غير شاكٍّ فيهما، إلا دخل الجنة)، بالنسبة للمؤمن يَعتقِد العديد مِن الاعتقادات، فذِهنُه مثلاً يَجزم بأن الله موجود، وأن الله له صفات الكمال، وبأن محمدًا صلى الله عليه وسلم رسول الله، وبأن القرآن كلام الله حق، وأن كلام نبيه صلى الله عليه وسلم صدق.