اتفاق الكتل السنية ينهي تشكيل تحالف متنوع، نعيم الخفاجي
مشاكل العراق قومية طائفية ولدت مع ولادة العراق الحديث عام ١٩٢١، رغم أن هذه الصراعات لها ماضي تليد، حيث سفكت دماء ملايين المواطنين الشيعة في بلاد وادي الرافدين العراق منذ عصر صدر الإسلام وليست هذه الصراعات وليدة اليوم.
الانتخابات الأخيرة أجريت بظل صراعات قومية مذهبية واضحة، رأينا شعارات غالبية الكتل السنية في تهديد وقتل المواطنين الشيعة ضمن دعاياتهم الانتخابية، وسط مقاطعة السيد مقتدى الصدر وتياره، والتي خسر بها الشيعة أكثر من مليون صوت انتخابي يتبعون سماحة السيد مقتدى الصدر، لذلك الأصوات الانتخابية مهمة في بغداد وديالى وصلاح الدين والموصل، وكركوك لكونها محافظات مختلطة، أجريت الانتخابات وحققت القوائم الشيعية فوز كبير بحيث زادت مقاعد الشيعة بعشرين مقعد، رغم مقاطعة أكثر من مليون ناخب من التيار الصدري في محافظة بغداد وحدها.
تحدث الكثير من الكتاب والصحفيين الذين يعطون لأنفسهم اسم عابرين للطائفية والقومية، بتشكيل كتل شيعية سنية كوردية عابرة إلى القومية والمذهب، لكن الواقع على الأرض مختلف تماما، رأينا بوضوح تدخل تركي قطري خليجي في منع المكون السني تأسيس كتلة تنضم إلى كتلة شيعية وكوردية لتشكيل الحكومة العراقية، لذلك بأوامر تركية تم جمع كل الفرقاء السنة ضمن تحالف انتخابي واحد، هناك من يحصي أنفاس الكتاب الشيعة وأن كان عددهم قليل، ليصفهم في الذيول، ويغمض عيونه عن ذيلية الكتل السنية إلى اردوغان وقطر ودول الخليج.
رأينا في محطات التلفزة تشكيل المجلس السياسي السني، حيث تم عقد مؤتمر صحفي لقادة الكتل السنية جميعا، وإعلانهم عن تشكيل مجلس سياسي سني، انا شخصيا مع السنة ومع الأكراد في تنسيق مواقفهم، لكن ضد تدخل أردوغان أو أمير قطر في إصدار اوامره لجمع الكتل السنية، تشكيل هذه الكتل إلى المجلس السني يعني قطع الطريق على تشكيل كتلة شيعية سنية كوردية لتشكيل الحكومة.
نعم هناك قوى خارجية تريد جزء شيعي ينضم للكتل السنية والكوردية، يعني كتل السنة يشاركون جميعا، وكذلك كتل الأكراد جميعا، هنا حلال ينجمع كل السنة والاكراد وحرام اذا تجمعت الكتل الشيعية.
تم عرض مقاطع إلى المؤتمر الصحفي، وجوه القادة وأن كانت بالعلن متفقين لكنهم بالحقيقة متنافرين، السيد محمد الحلبوسي في مؤتمره مع قادة القوى السنية قال اخوان حتى أبا مازن ضمن التحالف، لكن عارضًا صحيًا منعه من الحضور، فأرسل ممثلًا عنه، كلام السيد الحلبوسي موجه ليس إلى الجمهور السني العراقي وإنما لمن أمر الكتل السنية في الاجتماع ضمن هذا التحالف الانتخابي السني، وهو بالتأكيد تركي بشكل واضح، والغاية من كلام السيد الحلبوسي إيصال رسالة إلى راعي الاجتماع أن جميع الأحزاب السنية موجودة وممثَّلة في هذا الاجتماع.
هناك حقيقة الدول العربية ومعهم تركيا يقومون في جمع الأحزاب والقيادات السنية ويأمروهم في الاتفاق على هدف واحد، نسمع كثيرا عن تدخل ايران في دعم الأحزاب الشيعية، لكن الواقع الحقيقي الذي يعيشه أبناء الشيعة وليس أقوال خصومهم من كل القوى الغير شيعية، مختلف تماما، إيران لم تكلف نفسها ولو مرة واحدة في جمع قادة الكتل والاحزاب الشيعية لحضور مأدبة أو مجلس حسيني أو اجتماع تشاوري يجمعون السيد سماحة مقتدى الصدر مع السيد نوري المالكي ومع سماحة السيد عمار الحكيم ومع الشيخ الخزعلي والعامري والفياض والسوداني في اجتماع تشاوري والعمل على جمع الكتل الشيعية العراقية على مشروع واحد، هذا لم يحدث ابدا، نعم نقرأ كتابات فيالق الإعلام العربي البعثي الوهابي الطائفي لشتم الشيعة ووصفهم في ذيول إيران والفرس، بلاء أصبح الحال شكو واحد مصاب بعقد نفسية ولديه احقاد طائفية قذرة يلقي قاذوراته على أبناء الشيعة الشرفاء، نحن ياسادة ياكرام هذا قدرنا ولدنا كعرب ومسلمين، وبلادنا موبوئة في الأمراض القومية والمذهبية الظلامية، نعم نحن من أمة النفاق، يكرهون بشار الاسد لانه دكتاتور، ويحبون صدام الجرذ لانه دكتاتور، يكرهون بشار لانه قتل ٥٠٠ الف سوري وهذا شيء ممتاز عندما تكره المجرم لكن بنفس الوقت يحبون السيء القذر صدام الجرذ لانه قتل ثلاثة ملايين عراقي، غالبيتهم من الشيعة والاكراد، ولهذا السبب يحبون المجرم صدام جرذ العوجة، يكرهون بشار لانه قصف المدن بالبراميل، ويحبون صدام الجرذ لانه قصف مدن عراقية وابادها بالكامل بالكيمياوي، هذا قدرنا نحن من أمة ظالمة مجرمة نتنة فاقدة للضمير والشرف، لذلك الرب العظيم سلط عليهم نتنياهو ليذلهم، وسلط عليهم ترامب ليحلبهم وسلمت يداه، بالمناسبة المستر ترامب يحلب كل الدول العربية ماعدى العراق، السبب لدينا احزاب وصحافة وراي عام شعبي يرفض ذلك، لكن لدينا الساسة ماشاء الله ايضا يحلبون الشعب في كسبهم للمال بطرق جشعة.
اقولها وبصراحة وضع العراق يوجد بلد اسمه العراق لكن بهذا العراق ثلاثة شعوب وثلاث حكومات مختلفة تماما في الأعراف والتقاليد والسياسات الداخلية والخارجية، لذلك الذي يريد عراق موحد هادئ مستقر يعيش في رخاء اقتصادي عليه تغير طبيعة النظام، وجعل العراق يتكون من خمسة أقاليم أو خمسة امارات، وكل إقليم أو إمارة له حكومته ووضعه، ويتم تشكيل مجلس رئاسة أعلى في بغداد، عندها تنتهي كل مظاهر التحريض والقتل الطائفي والمذهبي مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
25/11/2025