كاظم فنجان الحمامي
للدولة جيوب، وربما في بعض الجيوب ثقوب، وربما فيها فتحات تسقط منها الدنانير والدراهم من كل الفئات والعملات، وقد تختفي الحسابات والأرصدة في مثلث مجهول من مثلثات برمودا. .
فالتريليونات التي فقدناها مؤخراً لم نكن نعلم بها لولا نباهة وزير العمل والشؤون الاجتماعية الذي ظهر بشحمه ولحمه ليخبرنا بفقدانها من حساب شبكة الحماية الاجتماعية. قال انها ضاعت بين وزارة المالية ومصرف الرافدين (لا يدري – أو غير متأكد). فأثارت تصريحاته جدلاً واسعاً في البلاد في ما يُعدّ قضية جديدة من قضايا التبخر المالي في فضاءات مجهولة المالك، لا سيما أن الوزير تحدث عنها في فترة حرجة، عقب الانتخابات التشريعية الأخيرة، وفي مرحلة حساسة تحولت فيها الحكومة الحالية إلى حكومة تصريف أعمال، ما يجعل عملية السحب خارج نطاق الصلاحيات الرسمية. مؤكداً أن وزارته لم تُبلّغ مسبقاً بهذا الإجراء. وبالتالي فان فقدان الترليونات بهذا الكم الفلكي سوف يؤثر على حياة المشمولين بالرعاية، وهم بحدود 7.6 ملايين عراقي، أي أكثر من مليوني أسرة. الأمر الذي اثار استغرابنا ودهشتنا من الطريقة التي سُحبت فيها دون علم الوزير نفسه، ولكن بعلم كل من: وزارة المالية ومصرف الرافدين. .
ثم سمعنا الوزير يعاتب وزيرة المالية مبتسماً في لقطة عابرة:
– قال لها: ليش سحبتوا المليارات ؟
– فقالت له وهي تبادله الابتسامة: بكيفي. .
ومضى كل منهما في طريقه وكأن شيئا لم يكن. .
أدلت بعدها وزارة المالية ببيان قالت فيه ان المبلغ لم يُسحب أصلا إنما جرى تجميد الحساب، مشيرة إلى وجود استخدامات خارج طبيعته المحددة، وان وزارة العمل لم تقم بمتابعة الحساب بالشكل الصحيح عبر التأييد بالمطابقة مع المصرف، ورغم وجود المبالغ التي أودعت بخلاف الحساب، من بينها مبالغ مسترجعة من البطاقات الذكية بين 2015 ولغاية 2025. .
وسمعنا تصريح آخر لخبراء مصرف الرافدين. يقسمون فيه بأغلظ الايمان: ان الرصيد الفعلي لحساب شبكة الحماية الاجتماعية يبلغ 2,495,921,687 تريليون دينار فقط، وجميع هذه الأرصدة متوفرة لدى المصرف بشكل كامل دون أي نقص أو سحب. .
ترى ما الذي يقوله الآن معالي الوزير حفظه الله ورعاه ؟ وما الذي يقوله المشمولون بالرعاية رعاهم الله ؟. . .