المجتمع العراقي والنفق المظلم

المجتمع العراقي والنفق المظلم
——————– ضياء محسن الاسدي
(( لقد وصل السيل الزبى وزاد عن حده وأرتفع مستواه إلى ما لا يحمد عقباه وأصبح الوضع في العراق لا يطاق لينسحب على كل مفاصل الحياة اليومية للفرد العراقي وأركان مجتمعه الهش نتيجة معطيات كثيرة في الحياة المجتمعية والتغيرات التي أحدثتها الثورة التقنية والفكرية المنحرفة للعالم وترك المجتمع للقيادات الخاطئة والحلول القاصرة للمشاكل الجمة التي تعانيها المجتمعات البشرية وغياب الخطط والقوانين الرادعة المهيمنة على نسق حياة الفرد والمجتمع وتراجع المستوى الثقافي ليصبح العراق في طريق مظلم ومجهول بجهود الكثير ممن لا يروق له تطور المجتمع العراقي ثقافيا واجتماعيا وفكريا واقتصاديا لتكون الأمراض النفسية والأخلاقية والسلوك المنحرف هو السائد في المجتمع لينخر ويفتك به من الداخل والخارج لعدم وجود الرؤيا الصادقة الواضح في إعادة بوصلة سيره الصحيح لتعاد له عافيته وكيانه القديم الرصين فقد خسر المجتمع العراقي الكثير من أجياله الماضية والمتبقية والمستقبلية فنحن أمام جيل جديد مختلف في كل شيء الكثير منه منحرف في طبعه وسلوكه وطريقة عيشه في مجتمعه وحتى مع سنن الله الكونية فقد أصبح مجتمع غير مبالي ولا حضاري غارق في الفوضى الفكرية والعقائدية والمجتمعية والأسرية ومعارض لفكرة التغيير نحو الأحسن وقليل الصبر وقد تخلى عن الوطنية ومتجاهل للقوانين الوضعية والإلهية ليعيش تحت وطأة وقسوة الأمراض النفسية في الشارع والأسرة والمجتمع وليس بالضرورة الأمراض البدنية ولا في المظهر هذا بحث آخر بل العيش في وسط مختل ثقافيا وسلوكيا من غير ضمير ولا واعز أخلاقي ولا ديني صحيح ولا وطني وهذا لا ينسحب عل الكل بل على الأعم والأغلب وهذه ليست قسوة على الشارع العراقي ومجتمعه لكن الواقع هو الفيصل في القول وهو الشاهد عليه وهو يسير بغير هدى إلى فوضى عارمة لا تُحمد عقباها بعدما فرطنا بهذا المجتمع الذي كان قائدا للأمة العربية والإسلامية والإنسانية حين تركنا الفاعل والمحرك الرئيسي لهذه الفوضى تعبث في مقدراته ونسق حياته وعدم وجود الرغبة في إصلاحه ثانية )) ضياء محسن الاسدي