لماذا تستعد إسرائيل لإجتياح سوريا ؟

سمير عبيد

#أولا:إسرائيل قلقة جدا من فقدان تفوقها الأخير على دول المنطقة ومنطقة الشرق الأوسط بعد احداث السابع من اكتوبر .وخصوصا تفوقها على ما يسمى بمحور المقاومة المدعوم من ايران. وبالتالي هي تراقب كل شيء وخصوصا جبهة الجولان ومراقبة النوايا السورية. لانها تتوجس من ولادة محور جديد على غرار المحور الإيراني ضدها ولكن برعاية تركية هذه المرة . لا سيما وان هناك عشرات الآلاف من المقاتلين الغرباء والذين يصفهم العالم بالارهابيين داخل سوريا .والذين ينالون الرعاية من الرئيس السوري احمد الشرع .وهناك توصية تركية قطرية بعدم التقصير معهم وعدم مضايقتهم والسبب لان تركيا ترى فيهم نواة ( الجيش الانگشاري الجديد) وترى فيهم قطر الورقة الثانية من داعش.

#ثانيا: ..:-هؤلاء الغرباء في سوريا اصبحوا ورقة ذهبية بيد تركيا وقطر .وورقة بيد النظام السوري نفسه ليساوم بها دولهم واولهم الإيغور الصينيين والذي استعملها الشرع فعلا مع الصين اخيرا . وهناك القوقازيين والشيشانيين والأوزبك والداغستانيين وغيرهم وهم ورقه ضد روسيا .وبالفعل استفاد منها بترويض روسيا .وكذلك هم ورقة بيد الشرع وتركيا لمساومة اكراد سوريا ” قسد” ومساومة العلويين والمسيحيين وغيرهم في مدن الساحل السوري .

:-وايضا هناك عين مفتوحة من قبل واشنطن عليهم للاستفادة منهم ومثلما استفاد الرئيس الاميركي الأسبق باراك اوباما عندما أسس من امثال هؤلاء تنظيمات اسلامية متطرفة ومنها تنظيم داعش الأرهابي بشهادة الرئيس ترامب. ومثلما استفادت منهم واشنطن بمساعدة السعودية في افغانستان ضد الجيش الأحمر السوفيتي أواخر الثمانينات من القرن المنصرم .وكذلك الاستفادة منهم كأوراق قذرة بيد واشنطن لتنفيذ الاجندات الاميركية في العراق مثلا ،وضد الصين وضد روسيا وهكذا !

#ثالثا: تركيا مستميتة جدا لتؤسس ( الهلال السني ) على انقاض ( الهلال الشيعي) بدعم وتمويل قطري. وكذلك لتؤسس محورها انطلاقا من سوريا وتعتبر نواة هذا المحور هم هؤلاء المقاتلين الغرباء في سوريا . فتركيا تريد خوض التجربة الإيرانية بالقرب من إسرائيل #لتحقيق_مايلي :

:- لتحقيق التفوق التركي على إيران والعرب بهيمنة تركيا على القضية الفلسطينية لتبرز تركيا الدولة الراعية للمسلمين في العالم وصاحبة القرار في القضية الفلسطينية !

:-تطمح تركيا لتجريب منتجاتها من السلاح والصواريخ والمسيرات والعتاد فهي تحتاج جهات ودول لتجريبه بنزاعات داخلية وبينية ومثلما فعلت إيران عندما هيمنت على اربع دول عربية وعندما هيمنت على القضية الفلسطينية فنجحت بنشر منتجاتها من الصواريخ والسيارات والعتاد والطائرات المسيرة والدبابات وأصطنعت الحروب والأزمات فنجحت بتجريب أسلحتها .وكانت اسرائيل الجهة الأكثر استهدافاً من قبل تلك الأسلحة الإيرانية !

: تحاول تركيا ابتزاز إسرائيل من خلال سوريا ومن خلال هضبة الجولان بسلاح عشرات الالاف من المتطرفين والارهابيين الغرباء الذين يسرحون ويمرحون في سوريا الذين هم( في مرحلة التسمين حاليا) بتوصيات تركية وقطرية لحين استعمالهم باكثر من اتجاه. لذا اسرائيل ترفض رفضا قاطعا أن تكون تحت رحمة استفزازات واستنزاف اردوغان !

#رابعا : فكل ما تقدم تراقبه اسرائيل بحذر وخوف لذا هي لا تريد العودة إلى المربع الاول أي إلى ( إسرائيل المحاصرة والمستنزفة ) لا سيما وان التحالف وارد جدا بين ايران وتركيا من جهة وبين إيران وقطر ضد إسرائيل باملاءات تركية ….

#خامسا : من هذا المنطلق استعدت إسرائيل فعلا لإجتياح سوريا بهدف بعثرة الأوراق التركية والقطرية وبعثرة أوراق أحمد الشرع ومحاولة تشتيت شمل الأرهابيين والمتطرفين الذين اشرنا لهم في سياق هذا المقال بهدف منع تكرار السيناريو الإيراني في سوريا خصوصا وان تركيا وبدعم قطري تريد بسط نفوذها على قطاع ( غزة ) وهذا ما يتوجس منه الاسرائيليون . وبالفعل هناك إشارات خطيرة بحيث بدأت اسرائيل تُحذّر الآن من أن ⁧‫#قطر‬⁩_و _تركيا‬⁩، اللتين ساهمتا في التوسط في صفقة إطلاق سراح الرهائن، تعملان الآن على ثني حماس عن فكرة نزع سلاحها ‏. وهناك خلافٌ أيضاً حول الجدول الزمني لنزع سلاح حماس: تقترح قطر وتركيا مهلة عامين تُمكّن حماس خلالها من الاستمرار في امتلاك الأسلحة، وتقبل الولايات المتحدة الاقتراح، لكن إسرائيل، التي تخشى أن تكون هذه مجرد خدعة، تُعارضه بشدة وتُصرّ على بضعة أشهر. رسالة إسرائيل للأمريكيين أنها ستتدخل إذا لم يُنزع سلاح حماس. ‏إسرائيل تُعارض الوجود التركي في قطاع غزة بشدة. ثمة جهات في الإدارة الأمريكية، مثل مبعوث الرئيس ترامب، توم باراك، تُصرّ على أن تكون تركيا جزءًا من الحل في غزة، وأن تكون حاضرة هناك. كما يُصرّ باراك على التدخل التركي في سوريا، خلافًا لرأي إسرائيل.

#الخلاصة :-جميع تلك المؤشرات تؤكد ان اسرائيل ذاهبة للمرحلة الثانية من العمليات العسكرية وبأكثر من اتجاه لتعزيز ما حققته في المرحلة الاولى. وبما أن اسرائيل قالت نحن نحارب على سبع جبهات. وهذا يعني ان اسرائيل عائدة لفتح جبهات من السبعة مرة أخرى ، وفتح جبهات جديدة ومنها سوريا . فالمنطقة لن تهدأ اطلاقاً وذاهبة إلى تداعيات أخرى سوف تضرب العراق ومناطق أخرى هذه المرة !

سمير عبيد

١١ ديسمبر ٢٠٢٥