مجلس السلام خطر على الدوام /2من2

مجلس السلام خطر على الدوام /2من2
القصر الكبير : مصطفى منيغ
… كم مَرَّة صُدِمُوا بحقيقة مُرَّة ، تُمثل عثرة يتساقطون عندها خلال اندفاعهم المألوف لتنفيذ أي جزء مهما تواضع ، ليتدرَّج مع الزمن كي يصبح فاتحاً أي ثغرة ، تمكِّنهم من الانسلال لوسط هدفهم ، المهيَّأ بعناية قصوى تفكيراً وترتيبا ومقارنة لما يحتاج ذاك الانسلال من ماديات ، مهما بلغت تهون ، وسبب صدمتهم أن حكمتهم كيهود حكماء ، تواجهها حكمة حكماء جمهورية مصر العربية ، المتخذين لهم موقعاً لم ولن يستطع هؤلاء اليهود من اقتحامه لما يحظى به من مناعة ، مهمتهم وحيدة مراقبة اليهود حكماء وغير حكماء لاتقاء شرهم جميعا ، بكيفية علمية لطيفة ، متغلبة على الشك ، متخلصة من أي تسرُّب بشري مزوَّداً بوجهين ، لهم قوانينهم الخاصة وميزانيتهم المريحة ، ودرجات وظيفية متسامية وفق شروط ضامنة اعتبار الانصاف والاستحقاق . رئيسهم السيسي بعيداً كل البعد عن الأجهزة المخابراتية المدنية كالعسكرية ، باستشارتهم والتمعن في التقارير الدورية المرفوعة له من طرفهم ، وضَعَ لتحركاته في الميدان وعلى كل المستويات تصاميم مبدئية ، وأخرى لضبط مناورات لا تُرى بل سارية وبقوة ، بين كواليس القادة المهتمين بالموضوع سطحاً وجوهراً ، عرباً كانوا أو غير عرب ، وحتى الساعة استطاع إبعادَ مصر عما قد يصبح تورطاً تفقد به مكانتها وأهمتها كقائدة للعروبة ، المكوِّنة الصرح الغير قابل للتزحزح من مكانه حيال أية حِيَل يتعلم منها الشيطان أحيانا ، ولم يكن مثل الموقف المحمود بالسهل على مصر الدولة والشعب ، بل هي موجات من التضحيات ، نابعة عن قناعة أن ما لمصر التاريخ والكلمة ، إن ضاع الأول تبدَّدت الثانية ، ولتُقرَأَ بعدهما الفاتحة على روح العرب مهما كانوا . لقد كانت لي مع “البهلولية” اليهودية المغربية البلجيكية ، نقاشات مطوّلة ونحن في بروكسيل حيث جمعنا القدر لسنوات ، اختزنَت فيها ذاكرتي الشيء الكثير من أسرار ، تجعل اليهود عندي بمثابة كتاب أقرأ فيه ما يقارب أحداث اليوم ، بتفاصيل تؤكد ، أن مصر كانت وستظل الوجهة الأكثر تعرُّضاً لمؤامرات اليهود بإيعاز من حكماء يعتقدون أن الانتصار على فرعون موسى سيتم بدخولهم لتلك الأرض ، التي لها مع أصحاب هذه الملة ، ثأر محفور بالتوارث في ألْبَابِ يهود العالم ، ولما فشلوا بالحرب وتعذر عليهم فتح أبواب سيناء لأهالي غزة كغطاء ، لتسلل ملحق لمن تفننوا في التقان التنكر ، ليكونوا بمثابة جماعة حصان طروادة يزحفون بالخروج من بطنه نحو القاهرة ، لتأسيس نواة تغذي محتضنيها بالأموال وميزات أخرى ، وهكذا ينطلق اشتعال النار في الهشيم ، ولما علم اليهود بوقوف مصر ضد التهجير المُراد به شيئا آخر ، حكماء مصؤ كانوا على بينة منه جملة وتفصيلا ، عمدوا لفكرة تأسيس مجلس للسلام يرأسه خليلهم ترامت ، كواجهة لما يختفي من أسلوب ماكر جديد ، يتحكم اليهود به تحكماً مباركاً من طرف الغرب ، وجهات ظل تحالفها مع اليهود مُغلق عليه لأجل لاحق ، كمفاجأة غير سارة للمسلمين .

مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا
https://assafir-mm.blogspot.com
aladalamm@yahoo.fr
212770222634