اسم الكاتب : عبد الجبار الجبوري
ماشهدته لبنان وسوريا مؤخراً، من عمل سيبراني بربري صهيوني،بتفجيرأجهزة ( البيجرز) راح ضحيته الآف الضحايا،قد يمتدُّ الى دول أخرى كالعراق وايران واليمن وغيرها، في حرب سيبرانية – صاروخية مفتوحة لانهاية لها،وأضاف العدو لهذه العملية الجبانة،ضربة جوية أقسى ،أستهدفت إجتماعاً لقادة عسكريين لحزب الله،أثناء إجتماع لهم في قلب الضاحية ،من هذه القشة التي قصمت ظهر البعير،أحرقت إسرائيل وحزب الله ،أي مسعى لوقف الحرب بينهما، وأعلنا توسيع ساحات الحرب الى دول اخرى في المنطقة،والدليل، الضربات الصاروخية القاتلة المتبادلة بين الطرفين،بشكل لم يسبق له مثيل ،والتي تصل الى مئات الطلعات الجوية الاسرائيلية للساعة الواحدة ، يقابله رشقات صاروخية أخرى لآهداف عسكرية في العمق الاسرائيلي،وبهذا يؤكد الطرفان، أن لارجعة عن (توسعة الحرب) ،والذهاب الى النهاية بحرب مظهرها قصف صاروخي، وإستهداف سيبراني ، الى حرب مفتوحة قذرة، تقف خلفها وتدعمها بقوة أمريكا وحلفاؤها في أوروبا والعالم، في المقابل تقف ايران بكل ثقلها وقوتها ،خلف حزب الله وفصائلها المسلحة في المنطقة،إذن المنطقة تنتظر حرب سيبرانية وصاروخية أخرى، لاتشبه الحروب السابقة، بوحشيتها وعنفها وقسوتها،فهي حرب تدميرية بمعنى الكلمة لاتبقي ولاتذر، وبانت علاماتها في الضربة السيبرانية لأجهزة البيجرز ،والقصف الوحشي الصهيوني لجنوب لبنان، والتهيؤ لغزوعسكري لشمال لبنان وإجتياح بيروت كما اعلن قادة اسرائيل ومنهم نتنياهو نفسه، وربما مشهد إحتلال بيروت يتكرر،نعم جميع الإحتمالات واردة، أزاء إصرار العدو الصهيوني على توسعة الحرب،وأزاء الدعم والتشجيع الأمريكي لحرب غزة ، اليوم منطقة الشرق الأوسط ،تقف على لحظة تاريخية حرجة،ستقرر مصيرها حرب غزة، التي باتت خراب ينعق فيه الغربان،وحرب حزب الله الذي هو قاب قوسين وأدنى من الاشتعال،إن التحشيد الامريكي – الغربي ،بإرسال حاملات الطائرات والغواصات النووية ،ومعها فرنسا وبريطانيا والمانيا وايطاليا ،ودعمه لإسرائيل بكل قوة، ضد حزب الله وايران والفصائل المسلحة الولائية ،ودعم الصين وروسيا (لوجستيا) لإيران وحزب الله،هو إعلان حرب عالمية ثالثة دامية، تثبتها وتؤكدها ،مايجري الآن على الارض في جنوب لبنان وداخل الإراضي الإسرائيلية ،من قصف مكثف لايهدأ للحظة،نعم مايجري الآن هو بداية هذه الحرب، ولكن ماهي مواقف دول الخليج والسعودية الصامتة نوعا ما، أزاء القصف الصهيوني،هل هو خوف من إعلان الموقف للطرفين، كي لايزعل طرف عليها، أم هو صمت الرضا لما يجري،أعتقد إن التفرّج الخليجي على مايجري، هو تفرج الشامت،بحزب الله وايران ،لأنهما أدخلا المنطقة بحرب ،هم لاناقة لهم فيها ولاجمل، ولانهم يعتقدون أن المعركة مع إسرائيل وامريكا واوروبا، هي معركة خاسرة وغير متكافئة،لأن أمريكا وإسرائيل تمتلكان، كل أسباب التفوّق العسكري والتكنولوجي والسيبراني والاعلامي والدولي، لهذا تريد دول الخليج وحتى مصر، أن تبقى متفرجة لما يجري، للمحافظة على شعوبها من تبعات وإنعكاسات هذه الحرب الغير متكافئة،مستفيدة من الدرس العراقي الموجع وماحلّ بالعراق، من غزو أكثر من ثلاثين دولة غازية، واسقاط نظامه وتدمير شعبه ،هكذا ينظر الحكام العرب، الى الحرب الجارية بين إسرائيل وحزب الله وايران وفصائلها،فهي تعلن أن إيران تدعم الفلسطينيين، ليس لسواد عيونهم ،أو لتحرير القدس كما ينطلي هذا الشعار المهلهل على الآخرين، وإنما تحقيقاً لمشروعها الكوني، في إقامة إمبراطورية فارس المندرسة،إذن أي معركة أو حرب مفتوحة، سوف لا تشترك فيها مصر ودول الخليج والسعودية والاردن،إلاّ بقدر ماتستطيع تجنب الحرب بحنكة وعقلانية ، بعيداً عن التهور والتبجح الغير محسوب ،برمي اسرائيل في البحر ومحوها من الخارطة،فالحرب لها حساباتها، وتداعياتها ، وأسبابها ونتائجها الكارثية على الشعوب، وليست نزهة في ضوء القمر، كما يراها حزب الله وايران وغيرهما، فضريبة الحرب ،هو الدمار والخراب وقتل ملايين الأبرياء وضياع الدول ، فلايوجد رابح من أية حرب ، الجميع خاسرفيها،ولهذا يسعى العرب لتجنب هذه الحرب وينأون بأنفسهم عنها،وهو عين الحكمة والعقل والمنطق، فلا أحد لايريد تحرير القدس، ولكن عندما تتكافىء القوة العسكرية والعلمية والتكنولوجية،وإن ذهاب حزب الله لمواجهة اسرائيل وأمريكا وحلفائها، بدعم ودفع إيران وفصائلها ،هو إنتحار أكيد لحزب الله ومن يقف خلفه،وما فعلته إسرائيل من إستهداف إجتماع قيادة حزب الله العسكرية، وقتل جميع من فيه،هو حلقة أولى من حلقات قادمة أشد قسوة ،سبقه إستهداف سيبراني وحشي، طال الآلآف من أعضاء حزب الله ،فكيف اذا دخل الجيش الأسرائيلي الاراضي الللبنانية ،واجتاح الجنوب معقل حزب الله،في خطوة لحرب إستباقية ، أكدت أختراق اسرائيل التكنولوجي والمخابراتي والإستخباري، وهذا ظهر في إستهداف مبنى القيادة العسكرية لحزب الله،وإختراق اجهزته الحساسة جداً،أما في العراق فإن الاوضاع السياسية التي يشوبها الصراع والفشل الحكومي، في ضبط ايقاع الشارع المنفلت ، الذي تحكمه وتتحكم فيه الاحزاب المسلحة وإتجاهاتها وتوجهاتها المختفلة في عموم المحافظات، والدعوات لإخراج الامريكان من العراق، فهو يعزز وجود الامريكان، لاسيما وتنمر داعش في الصحراء وتهديداته وعملياته المقلقة للحكومة والمناطق الغربية ،لهذا وبحكم دعم الأحزاب الولائية وفصائلها الداعمة لحزب الله ، سيكون العراق ساحة حرب اقليمية سيبرانية مفتوحة شاء ام أبى ، وسيكون جزء من تحالف (حزب الله – ايران – الفصائل الولائية المسلحة في اليمن والعراق وسوريا ،التي تقصف اسرائيل من اليمن والعراق)،لهذا نرى ان دخول الحرب هو أمر لامفرّ منه ،رغم التحذيرات التي يطلقها بعض القادة العقلاء في حكومة السوداني ،وقسم من الإطار التنسيقي،ولكن ليس لديهم أي سلطة على الفصائل المسلحة الولائية، لأنها لاتخضع لا للاحزاب ولا لحكومة السوداني، هي تدخل في مشروع محورالمقاومة الاسلامية ووحدت الساحات،نعم الحرب قادمة لامحال ،وسط تساقط الصواريخ التي تنهال كل دقيقة ،وبالمئات على مدن وقرى جنوب لبنان ،لايوجد عربي واحد يريد الحرب ، وربما تشمل ايران ومفاعلاتها النووية،ولكن العتب واللوم على يسعى لها ويؤججها لأجندته ، ويقدم الابرياء قرابين لها،للاسف الحرب في المنطقة ،أصبحت حقيقة ماثلة للعيان ، وأدواتها ومؤججوها يدفعون المنطقة الى الفوضى الخلاقة ، التي لن تبقي ولن تذر ، حرب سيبرانية إقليمية أخرى قادمة ،بقوة الى الشرق الاوسط ، وقودها وساحاتها وضحاياها نحن في العراق وسوريا واليمن ولبنان،وربما إيران ،ستغير شكل المنطقة الجيوسياسي بكل تأكيد….!!!