نوفمبر 2, 2024
461313407_821580583206345_8065079068275848538_n

اسم الكاتب : رياض سعد

قد يخطر ببال القارئ لأول وهلة , عندما يسمع بكلمة ( العصابة ) : مجموعة من الصعاليك واولاد الشوارع والسوقة ( والخوشيه والاشقياء والحرامية والمسلبجية ) والجهلة … الخ ؛ الا ان الامر اختلف في الوقت الراهن اختلافا كبيرا ,  فقد تجد في العصابة شخصيات اجتماعية معروفة , وقد يكون الطبيب والمحاسب والمحامي والشرطي والضابط من عناصر هذه العصابة او تلك …!!

بل وصل الامر بدوائر المخابرات الدولية ان تسلم مقاليد الحكم في هذا البلد او تلك المنطقة  الى العصابات ؛ ولعل تجربة صدام و زبانيته من اوضح الشواهد على ما قلناه انفا , ولكي ينطلي الامر على الناس ؛ تقوم تلك الجهات المشبوهة بإخفاء حقيقة تلك العصابات , كما تقوم العصابات نفسها ببعض المسرحيات وترفع بعض الشعارات ؛ لتذر الرماد في العيون , ولتضحك على الذقون .

وقد اخبرني احد الاصدقاء المحامين , من الذين اعرفهم حق المعرفة , عن جريمة سبقتها عدة جرائم مماثلة , ارتكبه بعض الاكراد , وفي وضح النهار , والقصة كالتالي : هاجر احد المواطنين المسيحيين الى امريكا , تاركا خلفه مجموعة من العقارات والبنايات في بغداد وغيرها والتي تقدر بملايين الدولارات , وقد نصب وكيلا له في بغداد قبل الهجرة , وبعد السفر ومضي عدة سنوات على غيابه وانقطاع اخباره …  , قام احد اصدقاءه القدامى وهو كردي القومية ويعمل في البنك (؟؟؟) والذي يسيطر عليه الاكراد بالكامل , بتزوير ( كمبيالة) من خلال المجيء بأحد الاشخاص المرتزقة وبالاتفاق مع الموظفين الفاسدين , اذ ادعى هذا الشخص بانه المواطن المسيحي المهاجر الى امريكا , و وقع على ( الكمبيالة ) وبصم عليها بإبهامه , والتي تفيد بأن الكردي قد اعطى للمسيحي مبلغ من المال وقدره مليون دولار وبفوائد سنوية , ومقدارها 10% , ومن ثم رفع الكردي المزور دعوى قضائية ضد المسيحي المهاجر , واصدر القاضي امرا بإحضار المسيحي المديون , وبالاتفاق مع المبلغ , كان المبلغ يذهب الى احدى عقارات المسيحي المهجورة ولا يطرق الباب ثم يرجع للقاضي ويدعي انه قد بلغ صاحب الامر , وبعد طلبه من القاضي ثلاث مرات , وعدم حضوره امام القاضي وامتثاله لأوامر المحكمة , اصدر القاضي أمر بالقبض عليه , وبما ان الشرطة لا تعرف مكانه , ولم تعثر عليه , اصدر القاضي فيما بعد حكما بحجز كافة امواله , وعندما ذهبت الشرطة لاخلاء كافة العقارات والبنايات ؛ صدم الوكيل بهذه الاجراءات واتصل على الفور بالمالك المسيحي في امريكا , وابلغه بحقيقة الامر, ثم اتصل الوكيل بصديقي المحامي للدفاع عن صاحب العقارات الشرعي الا وهو المواطن المسيحي المهاجر وابطال دعوى الكردي النصاب  …!!

وبعد التحري اكتشف الوكيل وكذلك المحامي , ان هذه الجريمة قد حدثت مع الكثير من المواطنين العراقيين المسيحيين المهاجرين الى الخارج من اصحاب الاملاك والعقارات والدور , فقد سبقتها جرائم مماثلة وراح ضحيتها العديد من المواطنين المسيحيين , اذ فقدوا ممتلكاتهم وعقاراتهم وبأسم القانون , تخيل ان يحمي القانون السارق النصاب , ويطارد المواطن المسكين والمالك الشرعي , علما ان النصاب الكردي تقف خلفه عصابة كبيرة , تصل يدها الى وزارة العدل والداخلية والمالية والخارجية وغيرها .

اكتسبت هذه العصابات خبرة  طويلة بالايقاع بالضحايا والافلات من قبضة القانون , فهذا الكردي وامثاله من ( الحرامية والعصبجية ) يعلمون علم اليقين ؛ ان العراقي المسيحي المهاجر لا يرجع الى العراق , وقد يموت في الخارج , ومن المحتمل ان لا يكون لديه ورثة او لا يعلم الورثة بأملاكه ؛ عندها يتم الاستيلاء على هذه الممتلكات بكل سهولة , واما الاشخاص امثال صاحبنا صاحب الاملاك والعقارات فهم قد لا يستطيعون العودة الى العراق بسبب ظروفهم او خوفا من الاوضاع الامنية في العراق , ومن ينوي الرجوع الى العراق وتفقد املاكه والدفاع عنها , ويعلم ان القضاء قد اصدر امرا بالقبض عليه وايداعه السجن , يخاف ويتردد ولا يستطيع العودة , فالسجن مرعب في العراق والناس البسطاء تخاف منه , علما ان هذه العصابة قد تضغط على ضباط التحقيق والسجانين لإلحاق افدح الاضرار والاذى بهذا السجين , وهنا يصبح المواطن العراقي المهاجر في حيرة من أمره ؛ اما ان يبقى في المهجر وتصادر املاكه , او يرجع الى العراق ويسجن فورا ويعاني عذابات السجن وظروفه القاسية وقد يموت فيه او يتعرض للخطر وهو يعلم بمقدار الفساد المستشري في وزارة العدل والداخلية وغيرهما …!!

صاحبنا المسيحي ابلغ وكيله والمحامي انه لا يستطيع الرجوع الى العراق الا بعد اخذ الجنسية الامريكية والتنسيق مع السفارة الأمريكية لحمايته من بطش العصابة وسوء معاملة عناصر الداخلية والسجون …!!

الكثير الكثير من الاملاك والعقارات استولت عليها هذه العصابة الكردية وبمساعدة البنك (؟؟؟) بهذه الطرق الشيطانية والحيل والمكائد الجهنمية , وهنالك عصابات اخرى وللعراق في عصاباته شؤون ؛ ولا يتغير الحال ابدا الا بتغيير القوى الخارجية المسيطرة على مقاليد العراق منذ العام 1920 , فكلما جاءت جماعة وتمددت واستقوت بالسلطة والنفوذ فعلت مثل هكذا افاعيل وجرائم , وكلنا يتذكر ما ارتكب التكارتة و زبانية صدام من انتهاكات واعتداءات على ارواح واعراض واملاك المواطنين ايام حكمهم الغاشم  … .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *