اسم الكاتب : نزار حيدر
نــــــزار حيدر لـ [بغداد اليَوم] عن قُدراتِ العراق الدفاعيَّة
١/ كلُّ الخُبراءِ يؤَكِّدونَ بأَنَّ العراق لا يمتلك وسائِل الدِّفاع الكافية لصدِّ أَيِّ هجومٍ صهيونيٍّ ضدَّهُ، إِذا ما دخلَ، لا سمحَ الله، كجُزءٍ من التَّصعيدِ الأَمني الحالي الذي تشهدهُ المنطقة.
٢/ لذلكَ قال النَّاطق الرَّسمي باسمِ القائِد العام للقوَّات المُسلَّحة قبلَ يومينِ بما يُفيدُ [لقد أَخذنا الإِجراءات الدِّفاعيَّة اللَّازمة (والبقيَّةُ على الله)].
٣/ والدَّليلُ على ذلكَ أَنَّ الصَّواريخ والطَّائرات المُسيَّرة التي أَطلقتها طهران ضدَّ [تل أَبيب] في المرَّتَينِ الماضيتَينِ، لم يستطِع العراق فعلَ شيءٍ لحمايةِ سمائهِ من هذا الخَرق السِّيادي الواضِح، وأَنَّ الذي بادرَ لإِسقاطِ عددٍ منها هيَ الوِلايات المُتَّحدة من خلالِ دفاعاتِها ومنظُوماتِها الجويَّة المُنتشرة على الأَراضي العراقيَّة، كذلكَ من دونِ أَن يفعلَ العراق شيئاً إِذ وقفَ يتفرَّج على هذا الخرقِ السِّيادي الواضِح.
٤/ مازالت مقدَّرات العراق الأَمنيَّة والعسكريَّة والإِستخباراتيَّة [المعلوماتيَّة] تُسيطر عليها واشنُطن، فهيَ التي تتحكَّم بالمعلُومةِ وبالمنظُوماتِ الدفاعيَّة للبلدِ، فكيفَ يتمكَّن العراق من صدِّ عُدوانٍ صهيونيٍّ مُحتملٍ عليهِ؟!.
عسكريّاً وأَمنيّاً، إِذن، هو عاجِزٌ عن ذلكَ، أَمَّا سياسيّاً وديبلُوماسيّاً فيُمكنهُ ذلكَ بعدَ أَن يدفعَ الثَّمَن المطلُوب من سيادةِ البلدِ! إِذا ما ظلَّت الفصائِل المُسلَّحة تتجاهَل الأَمنِ القَومي والمصالحِ العُليا للبلادِ.
لقد نفَّذ العراق وبُمساعدةِ التَّحالفِ الدَّولي [١٣٧] عمليَّة مُشتركة ضدَّ الإِرهاب في عمُومِ مناطقِ البلادِ وذلكَ خلالَ الأَشهُر الستَّة الأُولى من هذا العام فقط [بمُعدَّلِ عمليَّة كُل (٣٦) ساعة] فلو كانَ قادراً لوحدهِ فلماذا يستعينُ بالتَّحالفِ؟! على الأَقل ليُثبتَ للرَّأي العام بأَنَّهُ لم يعُد بحاجةٍ إِليهِ وأَنَّهُ قادرٌ على الإِستغناءِ عن خدماتِ التَّحالُفِ للدِّفاعِ عن نفسهِ!.
٥/ في عهدِ الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين فشلَ العراق في الدِّفاعِ عن سمائهِ بوجهِ الضَّربةِ الصهيونيَّةِ التي نفَّذتها [تل أَبيب] ضدَّ مفاعِل تمُّوز النَّووي، في الوقتِ الذي كانَ يتَّكِئُ على الإِتِّحادِ السُّوفيتي في منظُومتهِ الدفاعيَّةِ عندما بنَت لهُ موسكُو القُبَّة الحديديَّة، فكيفَ بالعراق اليَوم وقد سيطرَت وتحكَّمت واشنطن بكُلِّ تفاصيلِ منظُومتهِ [الدِّفاعيَّةِ]؟!.
٦/ صحيحٌ أَنَّ بينَ بغداد وواشُنطن إِتفاقيَّة إِستراتيجيَّة تلتزِم بمُوجبها واشنطن بحمايةِ العراق! إِلَّا أَنَّ الإِلتزاماتِ مُتَبادَلة كما أَنَّهُ لو تضارَبت المصالِح في حالِ التَّصعيدِ الحالي فممَّا لا شكَّ فيهِ فإِنَّ واشنطن ستنحاز إِلى [تل أَبيب] وليسَ إِلى بغداد، خاصَّةً وأَنَّها حذَّرت بغداد من مغَّبةِ إِستمرارِ الفصائِل في نشاطِها المسلَّح خارج سُلطة الدَّولة.
٧/ ولقد حسمَ مُستشار الأَمن القَومي الجِدال عندما قالَ أَنَّ العراق ليسَ جُزءاً من [مُحور المُقاومة] وأَنَّ خِطاب الفصائِل يعبِّر عن نفسِها ولا علاقةَ لهُ بالدَّولة، كما أَنَّ القائِد العام للقوَّات المُسلَّحة أَكَّد في بيانهِ الأَخير بأَنَّ واشنطُن صديقةُ العراق [الذي تُديرهُ حكومة إِطاريَّة ١٠٠٪] وقديماً قيلَ [صديقُ صدِيقي…صدِيقي] والحُرُّ تكفيهِ الإِشارةُ!.
٨/ لقد دخلَ التَّصعيدُ الآن مرحلةً جديدةً لا تعتمِدُ على نظريَّة [العدديَّة] وإِنَّما على [النوعيَّة] فعددُ الصَّواريخ والطَّائرات المُستخدمة لا تغيِّر المُعادلة فضلاً عن حسمِها، وإِنَّما الذي بدأَ يُؤَثِّرُ في مساراتِ التَّصعيدِ هو حرب التجسُّس والنُّفوذ والإِختراق والحرب السيبرانيَّة والذَّكاء الإِصطناعي، والعراقُ في كُلِّ هذهِ ضعيفٌ إِذا ما قُورنَ بقُدراتِ طهران أَو [حماس] و [حزبُ الله] على مُستوى الدَّولة وعلى مُستوى الفصائِل، فكيفَ يُريدُ أَن يدفعَ عن نفسهِ الخطرُ إِذا ما تمَّ دفعهِ عُنوةً ليدخُلَ التَّصعيد رغماً عن قرارِ الدَّولة؟!.