الكاتب : غيث العبيدي
اللغة المتعلقة بين ”أوربا ضد وروسيا“ و”الخليج ضد وإيران“ هي المصلحة السياسية المشتركة الاهم بين الفريقين الاوربي والخليجي، فأروبا تريد من الدول الخليجية، مواقف أكثر حزما ضد روسيا، والصراع الاوربي القريب منها، والفاعل الخليجي سواء كان دولة أو اكثر، أو بمستوى دولة، أو ذات سمة سياسية ودينية منضوية تحت لواء الدولة، يريد من أوربا نبرة أشد، ومواقف أكثر حزما ضد إيران، وتحشيد المجتمع الدولي الضاغط لمنع المشاريع السياسية والدينية الإيرانية في المنطقة، ووضع حد لممارساتها العسكرية في البيئة العربية، ذوات نفس الصراع مع اسرائيل والقريب منها، في إشارة إلى العراق واليمن وسوريا ولبنان وفلسطين، وتصميم أتفاقيات دبلوماسية قائمة على قابلية الأخذ والعطاء لتحقيق منافع سياسية متبادلة بين الطرفين، للحد من فاعلية روسيا، ودعم أوكرانيا والناتوا، ووقوعها لصالح أوربا، والحد من النشاط العسكري والنووي الإيراني، ووقوعه لصالح الخليج.
▪️ الفريقين والتعويل على السياسة الامريكية
أفضلية ترامب.
التوقعات السياسية العامة في كل من أوربا ودول الخليج الفارسي، فيما يخص السياسة الامريكية ”الترامبية“ واختلافها الكبير عن غيرها، وفق التجارب سابقة، هي ما اوحى للفريقين بأن مسعاهما قد يتحقق، حتى وأن أضطرت الأنظمة الخليجية، لفتح خزائنها المستنفطه والعامرة بالمال، أمام التاجر ترامب، لدفعه حتى يمضي بهذا الاتجاه، معتقدين بأن على أيدي أمريكا وأوروبا والخليج، ممكن جدا أن تصبح القوتين الروسية والإيرانية مدعاة للشفقة، وان حالتيهما العامة ستدعوا للرثاء، وأن السياق العالمي العام قد يمضي بهذا الاتجاه، تحديدا وأن الرغبة الأمريكية تفوق رغبة الاوربيين والخلايجه معا، حتى يظهر أو يهلك الجميع دونه.
▪️ ترامب جاء ليبقى.
النهاية السعيدة للانتخابات الأمريكية، والعودة المظفرة لترامب، أظهرت حالة الفرح الاوربي، والسرور الخليجي، وأنهم استعدوا لشراكه استراتيجية، تفيد الحالتين الأوربية والخليجية بالدرجة الأساس، على حساب روسيا وإيران، لكنهم تناسوا أو لربما اغفلوا أو استغفلوا بأن السياسة الترامبية القادمة، لن تكون مثل الاولى، حتى وان احتفظت ببعض المزايا السابقة، إلا أنها ستهتم بالدرجة الأولى بالمجتمع والاقتصاد الأمريكيين الغارقين لأذنيهما في الديون والبطالة، جراء الاستمرار بتغذية الصراعات في العالم، وأن أوربا لا تدفع نصيب عادل، جراء الالتزامات الأمنية الأمريكية تجاهها، وقد يعالج العجز الحاصل بالميزانية الأمريكية، وعودة قيمة الدولار الأمريكي لسابق عهده، بعد أن اهتز كثيرا في السنوات الأخيرة، وقد يعمل كما كانت امريكا سابقا تعمل، لكن بكلفة أقل، فهو يرى أن توفير الحماية لبعض الدول والكيانات والتحالفات بكلفة أميركية اكبر أمرا غير وارد في السياسة الترامبية،
وقد ينهي الصراع الروسي الأوكراني باتفاق مع بوتين على حساب أوربا والاوگران، وهذا يعني أن على العالم أن يعرف أن ” ترامب جاء ليبقى“ وهذه السياسة تتطلب نوع من الموازنه بين (القوة والردع والمحسنات) في السياسة الخارجية النافعة لأمريكا بالدرجة الأساس.
▪️ ترامب وقيمة الدولار .
عندما سأل ترامب عن العقوبات الاقتصادية لبعض الدول في المنتدى الاقتصادي في نيويورك أجاب..
«انا وضعت العقوبات الاقتصادية، وانا أرفعها في اسرع وقت ممكن، لأنها تقتل في نهاية المطاف الدولار وكل ما يمثله»
وفي وقت سابق صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائلا..
« أن روسيا لا تتبع سياسة التخلى عن الدولار الأمريكي، لكن حظر التعامل بالعملة الأمريكية دفعتنا الي التعامل بعملات اخرى»
وأعتقد أن التصريحين مؤشر واضح، على أن السياسة الترامبية القادمة سترفع العقوبات عن روسيا، وقد تقللها عن إيران، إكراما للدولار الذي كان السبب الأول في وضع امريكا على رأس هرم النظام العالمي الحالي، وستحاول أن تبقى كذلك اطول فترة ممكنة.
وهذا الأمر يتطلب زيادة في غلة الاصدقاء على غير شاكلة الخلايجة.
وبكيف الله.