الكاتب : مازن صاحب
في حين تتواصل رسائل التغيير الإيرانية الإيجابية باتجاه واشنطن وإدارة ترامب الجديدة.. بل وتحية (شالوم) التي وجهها الدكتور ظريف ليهود العالم من حضارة فارس القديمة.. ما زالت بعض الفصائل العراقية ضمن محور المقاومة الإسلامية بقيادة فيلق القدس الإيراني.. تقع في مطب التعارض والتضارب متعدد الأطراف في لعبة الأمم التي يجيدها قادة إيران وامريكا وإسرائيل.. فيما لا تستطيع اي من هذه الفصائل الاختباء وراء اصبع السبابة او وضع الرؤوس في الرمال امام الحقيقة المطلقة انها تمتثل كليا لأوامر الولي الفقيه وفق الدستور الإيراني لمنصب المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية.
ما بين الاستعداد الجهادي لهذه الفصائل في مقارعة الصهيونية وأهمية دعمها ومساندة هذا الجهاد هناك عدة شروط تكوينية وبنيوية لعل أبرزها :
اولا :تمثيل القرار السيادي العراقي بكل متغيراته.. كي يتحمل كل العراق نتائج حرب يتم القرار بخوضها.
ثانيا : استعداد الدولة والشعب لنتائج هذه الحرب.. فلا تكون مثل الحروب التي قام بها النظام الدكتاتوري البائد.. وتحمل الشعب نتائجها من دون أن تكون له أي سلطة في قرارها.
ثالثا : وضوح الشمس في رابعة النهار.. يبدو الموقف الإيراني الذي يزود هذه الفصائل بالسلاح للقيام بعمليات ضد إسرائيل او القوات الأمريكية.. السؤال الأكبر والذي يتكرر يوميا… لماذا كل هذا التراجع الإيراني مقابل تدحرج الاصرار على استمرار عمليات الفصائل العراقية؟؟
ربما تكون هناك إجابات مثل توزيع الأدوار.. او ديمومة الزخم الجهادي حتى على طاولة المفاوضات.. في المقابل.. هل دخول العراق حرب مفتوحة مع إسرائيل بمساندة أمريكية.. يتحمله الواقع المعيشي عراقيا؟؟
من يتحمل المسؤولية الفقهية لهذا القرار.. هل الولي الفقيه في طهران.. يتحمل ذلك في العراق؟؟
واذا كان هناك من يقول نعم.. السؤال وفق اي مبدأ في القانون الدولي؟؟ ام ان توحيد الساحات قد ألغى الحدود السيادية للعراق؟؟
كل هذه التساؤلات مطروحة على من يطلق مسيرات او صواريخ من الفصائل العراقية.. بقرار إيراني… يقول شالوم بلسان الدكتور ظريف.. ويضغط على ازار المسيرات والصواريخ بيد أخرى.
اما الحديث عن ديمومة الجهاد ونصرة فلسطين وغزة.. وجنوب لبنان.. فالجواب نعم ونعم.. هناك موقف داعم من مرجعية السيد السيستاني.. معنويا وماديا من دون زج العراق في ساحة حرب مفتوحة..
من يريد هذه الديمومة وتلك المناصرة.. عليه ان بكون عراقيا بالمنطق والمنطلق السيادة. فقرار الحرب والسلم له اليات وأساليب معروفة.. والاطار التنسيقي يمتلك أغلبية برلمانية واضحة.. لماذا لا يستخدم تلك الآليات للاعلان رسميا دخول الحرب وتحمل تكاليفها المقبلة؟؟
هذا التعامل مع نموذج مفاسد المحاصصة.. بأن يكون للكتل البرلمانية نواب في المعارضة امام عدسات التلفاز .. وورزاء في الحكومة يقسمون كعكة السلطة.. لا يمكن تطبيقه في إدارة الحرب والسلام.. والأغلبية البرلمانية للاطار التنسيقي امام مسؤولية كبيرة.. للخروج من عنق زجاجة هذه الازدواجية عراقيا.
نسأل الله أن يحمي العراق وأهله.. وينصره على اثام مفاسد المحاصصة.. والالتزام بتوصيات المرجعية الدينية العليا لاسيما ما َرد في بيان مكتب السيد السيستاني اخيرا بعد زيارة المبعوث الاممي.
ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!