الكاتب : سليم الحسني
الإطار التنسيقي تشكيل مفكك من الداخل، فقادته يتوزعون على طموحات عريضة، يحاول كل واحد منهم أن يضرب الضربة الكبيرة فيحصل على ما يريد.
لا يجمع قادة الإطار عقد أخلاقي أو معنوي، إنما هي المصالح الشخصية الصرفة. وتلك كارثة الشيعة وحظهم البائس الذي جعل مصيرهم واستحقاقهم الأكبر في الحكومة بأيدي نفوس لا تشبع من المكاسب، ولا تستطيع أن تخرج من زاوية الذات المغلقة.
خيارات قادة الإطار في ترشيح رئيس الوزراء، عرفها الجميع. لقد وضعوا قائمة من الأسماء الضعيفة وحصروا المرشح بها، بعد أن اطمأنوا بأن أي واحد منهم له الاستعداد الكامل على منحهم ما يريدون.
لكنهم بعد اتفاقهم، ظل معظمهم يبحث عن دروب خفية على أمل أن تتبعثر المكعبات، فيعود هو الى الواجهة ويفوز بالمنصب وكل واحد منهم يتصرف على طريقته الخاصة محاولاً تغطية مساعيه بما يجيده من تغطية. والحسابات تكون عميقة على طريقة محترفي الشطرنج.
ليس مستبعداً أن يتحالف أحدهم مع أسوأ السياسيين وأكثرهم كرهاً للشيعة من أجل المكسب. ليس غريباً أن يلتفّ أحدهم على الآخر لينصر عدواً للشيعة على أخيه مقابل الفوز بالمنصب الحلم. يفعلون ذلك وأكثر إذا تأكدوا بأن مصلحتهم الشخصية ستجد نفعها.
في اتفاقهم المبهم في تحالف (إدارة الدولة) جعلوا من أنفسهم منصة واطئة يطالب من فوقها قادة السنة والكرد بامتيازات اضافية، وكانت رقابهم محنية يحركونها بالموافقة الصامتة.
محمد الحلبوسي الذي قدم استقالته الشكلية، رفض التوقيع إلا بعد أن يضمن تصويت الإطار على بقائه في رئاسة البرلمان. لقد شخّص فيهم الهمّة الصغيرة فأراد إذلالهم أكثر.
خميس الخنجر قدّم شروطه التي يجعل بموجبها الحكومة القادمة سلطة تنفيذية لما يريد هو وجوقته الإرهابية وصحبه الفاسدون. وقد ذكرها بالإشارة والتلميح ولم يعترض السادة قادة الإطار.
القادة الكرد يريدون المزيد من الخرق للقوانين والدستور، والإكثار من الاستحواذ على حقوق الشيعة، وقد قالوها ملتوية وصريحة، ولم يعترض قادة الإطار.
ما أضيق أفق هذه القيادة عندما تترك المحور الأساس في الأزمة وهو تشكيل الحكومة بالكتلة الأكبر، وتجلس مائلة الرأس تتلقى الصفعات من الآخرين عن طيب خاطر.
مسكين هذا الشيعي الذي يخذله هؤلاء.
٢٧ أيلول ٢٠٢٢