الكاتب : جعفر الحسيني
تكرر اكثر من مقال بالعنوان او المضمون اعلاه والذي يريد فيه اصحابه ان يقولوا لنا ان صدام افضل من الذين حكموا بعده ولم يكن طائفيا بل بنى دولة قوية موحدة لها صادراتها الزراعية والصناعية … الى آخره. وللاسف ان ذلك يتردد هنا وهناك باستمرار. وباختصار شديد اقول:
اولا: في عام ١٩٦٨ كانت مساحة العراق ٤٣٨٦٦٦ كم٢ وعندما سقط صدام كانت مساحته ٤٣٥٠٧١ كم٢ اي ان صدام تنازل بارادته لايران والكويت والسعودية والاردن ما مساحته حوالي ٣٠٠٠ كم٢ وهو اكثر من خمس اضعاف مساحة البحرين وهذه هي الجريمة السياسية الوحيدة التي يعاقب عليها القانون الفرنسي رئيس الجمهورية (كانت عقوبتها الاعدام وحاليا السجن المؤبد).
ثانيا: عندما سقط صدام كانت كردستان مستقلة والجنوب اغلب مدنه تخرج عن سلطة الحكومة ليلا اي ان العراق كان بحكم المقسم.
ثالثا: اذا كنا بلد يصدر منتجاته الزراعيه ولديه كل هذا الانتاج الصناعي فلماذا جعنا ايام الحصار الجائر؟
رابعا: ان مغامرات صدام ادت الى مقتل وجرح اكثر من مليون عراقي والمرير انه بعد كل مغامرة يعطي البلد الذي حاربه كل مايريد من ارض العراق وامواله. اضف الى ذلك مجازره التي راح ضحيتها مئات الالاف من الابرياء بتهمة حزب الدعوة او بالانفال او بالمقابر الجماعية وغيرها.
خامسا: لم يكن الشيعة نصف قيادة الحزب والدولة فمجلس الثورة لم يكن فيه اي شيعي حتى عام١٩٧٧ وبعد ذلك صار صدام يعين ما يساوي ٢٠٪ منه او اقل من الشيعة وهم لم يكونوا سوى تتمة عدد. وكلهم كانوا يتنكرون لشيعيتهم حتى ان سعدون حمادي (وهو من اقدم البعثيين بالعراق) كتب بمجلة آفاق عربية بأن التشيع فكر فارسي يقوم على الكذب والنفاق٠يقول وفيق السامرائي: ان الضباط من كربلاء توقفوا بعد عام ١٩٨٠ عن زيارة اهلهم في كربلاء حتى لا يُتهموا بزيارة ضريح الامام الحسين.
سادسا: كان نظام صدام طائفيا – مناطقيا – عشائريا يقف على هرمه صدام وعائلته (اولاده واخوانه وابناء العم وابناء طلفاح ٠٠الخ) ولم يكن الحزب الا اداة حكم بيد العائلة. وقد اوغل النظام في الطائفية فحارب عقيدة مواطنيه الشيعة بكل الوسائل وصدرت داخل العراق عشرات الكتب المضادة لها ومنعت شعائرها. يقول عبد
الجبار محسن سكرتير صدام وكاتب بيانات الحرب العراقية الايرانية: كان الشيعي متهما حتى يجدوا له تهمة وليس حتى تثبت براءته.
سابعا: ان الدولة التي بناها صدام وانتظمت فيها البطاقة التموينية كان وقودها النار والدم فاحد المهندسين والذي لم ينفذ اوامر حسين كامل أمر الاخير حمايته باغتصابه ونحن جميعا نعرف ان من لا يعترف في التحقيق حتى اذا كان بريئا ماذا يفعلون بعائلته وكيف كان النظام يتفنن في الانتقام من ضحاياه. وطبيعي ان الذين يقبلون هذه الجرائم يفتخرون بصدام ويتمنون ايامه.
ثامنا: اين سياستنا الخارجيه العاقلة والحكيمة و٨٥٪ من عهد صدام كان حروبا وحصارا.
تاسعا: يقول هيكل: ليس هناك حاضر بل هناك ماضي يمتد الى المستقبل وبالتالي ان ما يجري في العراق هو نتيجة طبيعية لسقوط نظامٍ فاشٍ فكل الانظمة الفاشية التي سقطت في التاريخ خلفت دمارا وفوضى
عاشرا: ان هذا الرد لا يستبطن اي دفاع عن السلطة التي قامت بعد الاحتلال والتي تتحمل كل المسؤولية لان اغلب القائمين عليها ليسوا رجال دولة او فاسدين فلم يستطيعوا العبور بالعراق الى الضفة الاخرى باقل الخسائر. وعلى اي حال فليس الخيار هم او صدام انما الخيار اقامة دولة مدنية بلا فساد وفوضى وطوائف.