الكاتب : علي الخالدي
طوفان الاقصى الذي استمر 14 شهراً, دخله حزب الله كجبهة اسناد, بعد يوم واحد من انطلاق العمليات الفلسطينية, ليحمي ظهر المقاومين الغزاويين.
بدأت مهام حزب الله, بضرب الاهداف الاسرائيلية, المتاخمة لحدود لبنان, التي يسميها الاعلام العربي المطبع, والمتحالف مع الصهاينة ب”العواميد” حيث تمثلت بفقع عيون العدو التجسسية, التي تعمل على كشف حركة الجنوب, ثم تصاعدت اهدافه, لتدخل العمق المحتل, بعد تحررها من رادارات القبة الحديدية, لتصل الطول 100كم, حيث شكلت صواريخ ومسيرات الحزب, صداعاً ارهق ليل الكيان, واخرجه بعد 12 شهراً من الطوفان, ليفكر باجتياح الضاحية الجنوبية, ليحد من مسار الصواريخ, بتحريك 5 فرق عسكرية, مرورا بعمليات البيجر الجبانة, واغتيال القائد حسن نصرالله “رضوان الله عليه” مع الهيكلية القيادية للحزب.
حيث اعتمد الجيش الاسرائيلي في الشهرين الاخيرين, تحت مسمى “الاجتياح البري” الاسلحة الفتاكة في تفجير وتدمير البنايات, بعنوان انها مقرات تعود لحزب الله, وزاد القتل المفرط في المدنيين العزل من نساء واطفال, في الضاحية الجنوبية وبيروت, إذ وصل عدد الشهداء, لأكثر من 4000 شهيد, واضعاف ذلك من الجرحى, مع نزوح ما يفوق النصف مليون مواطن, في العراء تحت رحمة سقوف مخيمات الشتاء البارد, مع نقص المؤمنة والوقود, وقطع الكهرباء, إذ اطبق العدو الخناق على المنافذ الحدودية, بضرب قوافل المساعدات الانسانية القادمة, من خارج لبنان.
بعد هذه المقدمة البسيطة, والتي في اغلبها اشارة لساحة المقاومة اللبنانية, نعود لسؤال عنوان المقال؟ ماذا ربح الحزب, بعد فقدانه نصرالله, والهيكلية القيادية العليا للحزب؟
السؤال اعلاه هو سؤال ناقص وغير مكتمل مراده, إن لم نقل انه كان عاطفياً, فهو يحاول تفجير المشاعر المختنقة لفقد القائد العزيز, والتوقف عند بكاءهم, أما اذا اردنا ان نتم صورة الاستفهام, فصيغة السؤال, يفترض ان تكون, ماذا حقق حزب الله, من منجزات في داخل اسرائيل وخارجها؟
نعم, نحن فقدنا قائداً عظيماً قل نظيره, ولكن دماءه هي من دفعتنا, بالانطلاق نحو تحرير القدس من الظلم والجور, حيث مكننا صاحب الجسد المضرج بنور الايمان, بكسر القدرات العسكرية لأعظم جيش في العالم, وهو الجيش الامريكي, الذي اختبئ تحت قناع اسرائيل, إذ تم فك شفرات تكنلوجيته و ذكاءه الصناعي, واعطاب مفعول قببه الحديدية, التي خيل سحرتها للعالم, انه الاله الذي لا يقهر, إذ ابطل مفعول سحرها, الذي هو من عمل الشيطان الاكبر “امريكا” شيعة حيدر, لواء المحور, بقيادة السيد المشرقي الخراساني, علي الخامنائي “دام وجوده”
تجرداً من العاطفة وبعيدا عن الرؤيا المادية, سترى أن جميع الحروب بلغاتها وخاصة في عقيدة الشيعة, لا تجمع ارباحها بنوع الرجال التي فقدت, لا وإلا لا يوجد رجل , أعظم من الامام الحسين “عليه السلام” الذي فقد بكربلاء, ولكن تحسب النتائج بما حققته للعالم الاسلامي, والعالم المحروم من امن وفرص في الحياة.
إن ثقافة وحدة الساحات التي اسسها القائد نصر الله, هي وحدة عسكرية سياسية واعلامية ايضاً, وسيترك ايقاف الحرب في لبنان, بضلاله في غزة, شاء العدو او لم يشاء, فهذه هي اهداف وحدة الساحات, والكيان مجبر على تنفيذ ذلك, حزب الله وضع بداية اتفاق ايقاف الحرب, وعلى اولوياته قضية غزة, وكما ضغط الحزب عسكريا بإسناد فلسطين, سيكمل الدفع بإسرائيل على ايقاف القتال فيها, فالكيان ما عاد يحتمل الحرب الطويلة, ونتنياهو اعترف بهذا, بخطاب الهزيمة, بقوله(نحن بحاجة للذخيرة) و(نريد الجيش يرتاح) وغزة لن تدع جيشهم يعيشون في فسحة, بعودتهم من جنوب لبنان.
إذن: من يريد ان يعرف ماذا ربح الشيعة وما هي منجزات حزب الله, عليه ان يشاهد الصورة كاملة, مجتمعة, في فلسطين المحتلة “اسرائيل” الى البحر الاحمر والمحيط الهندي, ويعود الى العراق ليمر بسوريا, ثم لبنان.