الكاتب : فاضل حسن شريف
عن تفسير الميسر: قوله عز وجل “وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ” ﴿محمد 13﴾ وكثير من أهل قرى كانوا أشد بأسًا من أهل قريتك أيها الرسول، وهي “مكة” التي أخرجتك، دمَّرناهم بأنواع من العذاب، فلم يكن لهم نصير ينصرهم من عذاب الله. وجاء في تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قوله عز وجل “وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ” (محمد 13) “وكأين” وكم “من قرية” أريد بها أهلها “هي أشد قوة من “قريتك” مكة أي أهلها “التي أخرجتك” روعي لفظ قرية “أهلكناهم” روعي معنى قرية الأولى “فلا ناصر لهم” من أهلكنا.
جاء عن دار السيدة رقية للقرآن الكريم: قوله عز وجل “وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ” (محمد 13) تقارن الآية التالية بين مشركي مكّة وعبدة الأوثان الماضين، وبعبارة أوضح، فإنّها تهدّدهم تهديداً شديداً، وتؤكّد ضمنياً على بعض جرائمهم الشنيعة التي تدلّ على جواز قتالهم . فلا يظنّ هؤلاء أنّ الدنيا مستوسقة لهم إلى درجة أنّهم اجترؤوا على إخراج أشرف رسل الله من أقدس المدن، فإنّ الأمر لا يدوم كذلك، فهم بالقياس إلى قوم عاد وثمود والفراعنة وجيش أبرهة موجودات ضعيفة عاجزة، والله قادر على تدميرهم بكلّ سهولة، والقضاء عليهم يسير على الله سبحانه. وجاء في رواية عن ابن عباس: إنّ النّبي صلى الله عليه وآله وسلم لمّا خرج من مكّة إلى غار ثور، توجّه إلى مكّة وقال: (أنت أحبّ البلاد إلى الله، وأنت أحبّ البلاد إليَّ، ولولا المشركون أهلك أخرجوني لما خرجت منك)، فنزلت الآية أعلاه تبشّر النّبي صلى الله عليه وآله وسلم بنصر الله، وتهدّد الأعداء بالعذاب والعقاب. وطبقاً لسبب النّزول هذا تكون الآية مكيّة، لكن يبدو أنّ سبب النّزول هذا يتعلّق بالآية (85) من سورة القصص، وقد ذكره كثير من المفسّرين هناك، فهو ينسجم مع تلك الآية أكثر، إذ تقول: (إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد” (القصص 85). والملفت للنظر أنّ الآية نسبت الإخراج إلى نفس مكّة، في حين أنّ المراد أهلها، وهذه كناية لطيفة عن تسلّط فئة معيّنة، على مقدرات المدينة، وقد ورد نظير ذلك في مواضع أُخرى من القرآن المجيد. ثمّ إنّ التعبير بالقرية وكما قلنا ذلك مراراً يطلق على كلّ مدينة وأرض عامرة مسكونة، ولا يخص المعنى المتعارف للقرية.
جاء في موقع إعجاز القرآن و السنة عن الفرق بين القرية والمدينة للكاتب محمد إسماعيل عتوك: ومن الفروق بين (القرية)، و (المدينة): 1- أن عدد من يسكن (القرية) أقل من عدد من يسكن (المدينة). ومن هنا قيل: إن قلُّوا قيل لها: قرية، وإن كثروا قيل لها: مدينة. وقيل: أقل العدد الذي تسمَّى به قرية ثلاثة فما فوقها. فالمدينة أوسع من القرية، وأكبر. 2- أن لفظ (القرية) يطلق على السكان تارة، وعلى المسكن تارة، وذلك لكثرة استعمالهم لهذا اللفظ ودورانه في كلامهم. قال الراغب: القرية اسم للموضع الذي يجتمع فيه الناس، وللناس جميعًا، ويستعمل في كل واحد منهما. قال تعالى: “وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ” (يوسف 82) قال كثير من المفسرين معناه: أهل القرية. وقال بعضهم: بل القرية ههنا القوم أنفسهم. وعلى هذا قوله: “وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً” وقال: “وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ” (محمد 13). وقوله: “وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ” (هود 117)، فإنها اسم للمدينة. وحُكِي أن بعض القضاة دخل على علي ابن الحسين رضي الله عنهما، فقال: أخبرني عن قول الله تعالى: “وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً” (سبأ 18)، ما يقول فيه علماؤكم ؟ قال: يقولون: إنها مكة، فقال: وهل رأيت؟ فقلت: ما هي؟ قال: إنما عنى الرجال، فقال: فقلت: فأين ذلك في كتاب الله؟ فقال: ألم تسمع قوله تعالى:” وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ..”(الطلاق 8).
جاء في الموسوعة الحرة عن الحشد الشعبي: هي قوات نظامية عراقية، وجزء من القوات المسلحة العراقية، تأتمر بإمرة القائد العام للقوات المسلحة ومؤلفة من حوالي 67 فصيلاً، شُكِّلَتْ بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية في محافظة النجف، وذلك بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمال بغداد، وأقر قانون هيئة الحشد الشعبي بعد تصويت مجلس النواب العراقي بأغلبية الأصوات لصالح القانون في 26 نوفمبر 2016. تكونت نواة الحشد الشعبي من بعض الفصائل المسلحة بعد أن أصدر نوري المالكي، رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة آنذاك، أوامر بتعبئة الجماهير وتشكيل هيئة الحشد الشعبي، كي يقفوا بوجه التهديدات داعش لبغداد وأطرافها، وبدأ الحشد الشعبي يوم 13 مارس 2014 بعد اجتماع بين نوري المالكي وقادة الكتائب المسلحة، ومن ثم ذهاب الكتائب إلى الفلوجة. واتفق على حماية بغداد وسامراء ومناطق غرب العراق، وقد تشكل الحشد في البداية من كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق ومنظمة بدر وقوات الشهيد الصدر. ثم توسع الحشد من المتطوعين الذين استجابوا لفتوى الجهاد الكفائي وهم بغالبهم من الشيعة وانضم إليهم لاحقا العشائر السنية من المناطق التي سيطرت عليها داعش في محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار وكذلك إنخرط في صفوف الحشد آلاف أخرى من مختلف الأديان والقوميات كالمسيحيين، والتركمان والأكراد. تعتبر بعض الميليشيات المكونة للحشد الشعبي جماعات اجرامية من قبل بعض الدول، بينما اتهم بعض المليشيات الأخرى بالعنف الطائفي. وقد بين وزير الدفاع العراقي السابق خالد العبيدي بأن قوات الحشد الشعبي منضبطة وتعمل بإمرة القيادات الأمنية العراقية.
جاء في الموسوعة الحرة عن سرايا السلام: تنظيم شيعي مسلح في العراق تابع إلى التيار الصدري بقيادة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر يمثل الالوية (313 – 314 – 315) في تشكيلات قوات الحشد الشعبي، تم تشكيله بعد سيطرة جماعات مسلحة تتبع لتنظيم داعش على محافظة نينوى وأجزاء واسعة من محافظات صلاح الدين وكركوك والأنبار وديالى كقوة دفاعية عن المساجد والمراقد الشيعية والسنية على حدٍّ سواء والكنائس وسائر المقدسات الدينية في البلاد وانخرطت في القتال ضد تنظيم داعش في عدد من مناطق العراق كسامراء وديالى وآمرلي وجرف الصخر وناحية الإسحاقي وكان لها دور واضح في تلك المناطق حيث تمكنت من تحرير منطقة البحيرات في جرف الصخر وفتح الحصار عن ناحية آمرلي في صلاح الدين وتأمين وتحرير مناطق عديدة في المحافظة أبرزها سامراء والإسحاقي والدجيل والثرثار كما قادت بمعية الجيش العراقي والحشد الشعبي عمليات تحرير جزيرة سامراء، وأغلب عناصر وقيادات التنظيم يتبعون إلى التيار الصدري وهم مقاتلون وقيادات سابقة في جيش المهدي أو لواء اليوم الموعود التنظيمات المسلحة التي تتبع للتيار الصدري وقد تم تجميدها في السنوات الماضية.