الارتباك الأوربي مع عودة ترامب وانعكاساته الاقتصادية

الكاتب : هيثم الخزعلي

 قبل يومين  صرح أعلى مسؤول معين في الاتحاد الأوربي (ارسولا فندرلاين) بأنها تريد استبدال استيراد الغاز من روسيا باستيراد الغاز المسال من الولايات المتحدة، وهو قرار سياسي بامتياز ولايمت للمصالح الأوربية باي صلة.

فمن المعروف ان (ارسلوا فندرلاين) كانت دائما ضد الرئيس ترامب، ويبدو انها تحاول ارضائه، عبر شراء  الغاز الأمريكي الأغلى باربع مرات من الغاز الروسي.

وهذا لايناسب المواطن الأوربي الذي يعيش وسط تراجع اقتصادي، بحيث ان ١٠٪ من المواطنين الاوربيين لم يتمكنوا من تدفئة منازلهم عام ٢٠٢٣، و٢٠٪ من الاسبان تحديداً لم يفعلوا ذلك.

كما أن هذا يعني تخفيض التصنيع وزيادة انهيار الاقتصاد الألماني المتزايد  فعلا بعد دعمه الكيان الصهيوني ب٣٧ مليار دولار.

– والذي سيؤدي لتفكك التحالف الحكومي وعزل( اولاف شولتز)-

وتبعا لانهيار الاقتصاد الألماني  سينهار الاقتصاد الأوربي، وما تقوم به (فندرلاين) ممكن ان يدمر الاقتصاد الأوربي بالكامل “شراء نفس المنتج باربع أضعاف السعر”!!

وأوروبا اكبر مستور للغاز في العالم ففي عام ٢٠٢٣ استورد الاتحاد الأوربي  ما يزيد على ١٢٠ مليار متر مكعب من الغاز.

مبادرة فندرلاين هذه اكبر جائزة تقدمها  لترامب واميركا، واكبر خسارة لاوربا.

ووفقا للمجلس الأوربي للطاقة فإن روسيا تستخدم مواردها كسلاح في المعركة.

وخفض الاتحاد الأوربي استيراده من الغاز الروسي من ٤٠٪عام ٢٠٢١ الى ٨٪ عام ٢٠٢٣.

مثل هكذا قرار لا يمت لامن الطاقة بصلة.

بل هو تهديد لامن الطاقة في أوربا  ويؤدي إلى خفض التصنيع وخفض معدلات النمو الاقتصادي فيها وخفض القدرة الشرائية ومستوى المعيشة.

خصوصا ان صندوق النقد الدولي يتوقع اصلا ان ينمو هذا الاقتصاد اقل بكثير من معدلات النمو في روسيا والصين والهند والأسواق الناشئة.

وكم سيؤثر هذا القرار على دخل المواطن الأوربي اذا ارتفعت تكاليف الطاقة ٤ أضعاف.

واذا علمنا ان ٥٠٪ من الغاز المستورد اوربيا يذهب للاستهلاك السكني، وأن ٣٢٪ يستخدم لإنتاج الطاقة والتدفئة و١٨٪ يستخدم لاستهلاك العوائل.

تداعيات هذا القرار ستؤدي لخفض معدلات التصنيع في ألمانيا وأوروبا تبعا لذلك، وانخفاض معدل النمو الاقتصادي، وانخفاض القدرة الشرائية  وانخفاض مستوى المعيشة  للمواطن الأوربي.

ولكنه يرضي (ترامب) ويشجعه على ابتزاز الاوربيين اكثر واكثر….

هيثم الخزعلي

٢٠٢٤/١٢/٢

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *