الكاتب : ميلاد عمر المزوغي
سقوط دمشق جاء ثمرة لمؤامرات عدة حيكت خلال الخمسة عقود الماضية ,يكتب للرئيس بشار انه رفض التطبيع والاعتراف بالكيان الصهيوني والخضوع للولايات المتحدة الأمريكية من اجل تنفيذ شروطها…وكذلك لم يرضخ لإملاءات اردوغان الاخيرة بشان اشراك ما يسمى بالمعارضة السورية في الحكم, لأنها ليست معارضة بل قوم همج دمية بأياد الغرب ..نعم ترك السلطة ونعيمها على ان يقتسم السلطة مع التكفيريين ..اما ان تكون او لا تكون لا وجود لأنصاف الحلول ..ربما خدعه الروس والايرانيين الذين وقفوا معه وكانوا السبب في استمرار حكمه لخمس سنوات تقريبا بمعنى ان مساندتهم له اخّر سقوطه.. ولكن ذاك الاسناد لم يكن من فراغ بل لمصالح اقليمية لكلا الدولتين, يبقى حزب الله الخاسر الوحيد من سقوط النظام لأنه اصبح محاصرا من جميع الجهات .قد يكون القاء سلاحه مخرجا له ولكن هل تنتهي الامور عند هذا الحد في سوريا ولبنان؟ .
هناك مخططات لتقسيم المنطقة الى كانتونات أي امارات قزمية عرقية ومذهبية على غرار الامارات التي انشئت بسوريا والعراق عقب ضعف الدولة العباسية, لأجل ان ينعم الصهاينة بالأمن والسلام الذي يفتقدونه منذ انشاء كيانهم المغتصب لفلسطين,الحكام العرب رضخوا لشروط الصهاينة بالعيش بينهم(مؤتمر بيروت/ الارض مقابل السلام) بل والتطبيع معه على اوسع نطاق, ولم يحركوا ساكنا لما يجري في غزة من ابادة جماعية لأناس مدنيين, وتدمير دور العبادة ومقار المؤسسات الخدمية والاستشفائية منها على وجه الخصوص, الضفة تقضم ارضها وغزة يتم جرفها, سوريا اليوم تتم استباحتها من قبل الكيان الصهيوني, فقواته على مشارف دمشق, ربما يسعى الى ضم كامل ارض الجولان والجزء الجنوبي الغربي من سوريا الى كيانه, ولا يزال هناك من الاعراب من يتحدثون عن القانون الدولي وعدم استباحة اراضي الغير بالقوةّ!….ا ليس استباحة الضفة والقطاع بالقوة يعتبر جريمة وفقا لقرا ر التقسيم؟
الاتراك يتحدثون وبوقاحة عن عودة الشمال السوري الى الام تركيا بعد ان نهبوا خيراته وسرقوا مصانعه ونقلوها الى تركيا وضخوا الى الشمال السوري التكفيريين من مختلف اصقاع الارض وامدوهم بمختلف انوع الاسلحة ليدمروا سوريا التي عملت بكل جهدها على الاستقلال عن الاحتلال العثماني من منطلق قومي عروبي ,اما الاكراد فانهم وبلا شك سيخسرون ما كانوا يتمتعون به في ظل نظام علماني ينبذ الاثنية والمذهبية واتخذ من العروبة منهاجا له.
لا نستغرب تصريحات الرؤساء العرب حول الرئيس الأسد وعدم تصالحه مع شعبه واشراك (المعارضة ) في الحكم, لانهم يحكمون بلدانهم بالحديد والنار, ولا وجود لمجالس نيابية منتخبة بل مجالس شورى واعيان معينون من قبل الحكام مجرد ديكورات لإلهاء شعوبهم وتنفيذا لأوامر اسيادهم الغرب ,لعل ترامب افصح رئيس غربي عندما يسمي الاشياء بمسمياتها, عندما يقول عليكم ان تشتري منا الاسلحة لتقليل البطالة لدينا وعليكم ان تدفعوا لنا المليارات لتظلوا في الحكم ولولانا لما تستطيعون البقاء في الحكم لأكثر من اسبوع.بل نستغرب من كتاب ومثقفين كنا نعدهم عروبيون حتى النخاع عندما يقولون انهم ليسوا مع النظام بالمطلق! هل اعلنتم له ذلك صراحة ام انكم كنتم تقتاتون على ما يمنحه لكم؟.
سيكتب التاريخ ان سقوط دمشق في ايدي التكفيريين والصهاينة وصمة عار على جباه كل العرب حكاما ومحكومين, لانهم لم يقفوا متفرجين فحسب, بل ساهموا في اسقاطه عبر تضييق الخناق عليه وامداد ما يسمى بالمعارضة بمختلف انواع الاسلحة والعتاد وجلب المرتزقة .
المؤكد ان الامور لن تنتهي عند هذا الحد(ان لم يتم جمع العرب على كلمة واحدة) بل سيطال الدول التي لم يشملها “الربيع العربي” بعد, لأنها كانت تدفع الاموال عوضا عن الغرب, وتتحقق الخريطة التي استعرضها نتنياهو منذ اشهر على وسائل الاعلام المختلفة وشاهدها قادة دولنا, أي ان حلم الصهاينة سيتحقق لشمل كل الاراضي العربية بغرب اسيا اضافة الى مصر والسودان
ميلاد عمر المزوغي