الكاتب : نزار حيدر
نــــــــــــــــــــــــــــــــزار حيدر لـ [بغداد اليَوم]؛ يجبُ أَن يكونَ الحذَرُ سيِّدَ المَوقفِ في العراق
السُّؤَال؛ ماذا يجب أَن تفعل الحكُومة العراقيَّة خلال المرحَلة المُقبلة؟! هل يجب عليها أَن تُبادر وتذهب إِلى سوريا أَم تنتظر؟!.
الجواب؛
١/ خيراً فعلت الحكُومة العراقيَّة عندما حقَّقت نجاحاً باهراً في حمايةِ حدودِها مع سوريا خلال الأَيَّام القليلة الماضِية التي شهدت التحوُّلات الدراماتيكيَّة التي انتهت بإِسقاطِ النِّظام السِّياسي المُهترئ في دِمشق.
ويجب أَن يستمرَّ ذلكَ بكُلِّ قوَّةٍ وشدَّةٍ.
٢/ صحيحٌ أَنَّ الوُكلاء من زعاماتٍ سياسيَّةٍ وقادة ميليشيات اتَّهمُوا القائد العام للقوَّات المُسلَّحة بأَنَّهُ ساهمَ بقرارِ إِغلاقِ الحدودِ العراقيَّةِ السُّوريَّةِ المُشتركةِ في تحطيمِ نظرَّية [وِحدة السَّاحات] إِلَّا أَنَّ تحمُّل مثلَ هذهِ التُّهَم الباطِلة لصالحِ البلادِ والتي يسوقها [البوَّاقة] للهرُوبِ إِلى الأَمامِ ولتبريرِ الفشلِ والخسارةِ التي مُنيَ بها [المُقاوِلُون] أَقلُّ ضرراً بكثيرٍ ممَّا لو كانَ العراق قد شذَّ فتهوَّرَ فدُفِعَ دفعاً للتورُّطِ في سوريا.
٣/ ولا يخفى على أَحدٍ فإِنَّ بغداد تعرَّضت لضغُوطٍ هائِلةٍ من جارتِها الشَّرقيَّة طهران للإِنخراطِ في الدِّفاعِ عن النِّظامِ الذي سقطَ في دمشق، سواءً بشِكلٍ مُباشرٍ وهو ما تحدَّثَ عنهُ وزير خارجيَّتها خلال زيارتهِ الأَخيرة إِلى بغداد أَو من خلالِ الأَغبياءِ الذين ربطُوا مصيرهُم بمصيرِ الأَسد ومنهُم وعلى رأسهِم المالكي الذي أَثبتَ جهلاً مُستداماً.
٤/ مُقابل هذا الضَّغط جاءَ مَوقف السيِّد مُقتدى الصَّدر ومِن ثمَّ مَوقف رئيس الوُزراء الأَسبق السيِّد العبادي اللَّذانِ حذَّرا من مغبَّةِ توريطِ العراق وزجِّهِ في السَّاحةِ السوريَّةِ عندما دَعيا إِلى تغليبِ العقلِ والحكمةِ والمصالحِ الوطنيَّةِ في التَّعامُلِ مع الأَحداثِ وتركِ العنتريَّاتِ والهمبلاتِ جانباً [فليسَ الوقتُ وقتَ المُزايداتِ] على حدِّ قولهِما.
هذا المَوقفِ ومِثلهُ كُلَّ المَواقفِ التي صدرَت عن العُقلاءِ والوطنيِّينَ الحريصينَ هي التي شدَّت من أَزرِ رئيسِ الحكومةِ السيِّد السُّوداني ما مكَّنهُ من مُواجهةِ كُلِّ الضُّغوطِ.
٥/ على الرَّغمِ من أَنَّ الأُمور في سوريا تسير الآن بشَكلٍ حذرٍ إِلَّا أَنَّ من الخطأ الإِطمئنانِ لها، فبينَ الأَماني والواقِع على الأَرضِ مسافةً شاسعةً، نتمنَّى أَن تسيرَ الأُمور وتستمرَّ كما هيَ الآن من دونِ مشاكلَ خطيرةٍ، لكنَّ القاعدةَ تقول [إِنَّ العاقلَ يأخذَ في الحسبانِ أَسوأ الإِحتمالات ليستعدَّ لها] فإِن لم تأتِ فذلك هوَ المرجُو أَمَّا إِذا حصلَ ما لا يُحمدُ عُقباهُ فسيكونُ مُستعدّاً لها درسَها وتهيَّأَ لها قبلَ أَن تحصل.
٦/ تأسيساً على ذلكَ فإِنَّ على العراق أَن يبقى حذِراً فطِناً يُراقبُ ليَستوعبَ التطوُّرات قبلَ أَن يتَّخذَ أَيَّةَ خُطوةٍ جديَّةٍ ومن دونِ أَن يتدخَّلَ في الشَّأن السُّوري بأَيِّ شكلٍ من الأَشكالِ، وأَنَّ الذينَ يدفعُونهُ للتدخُّل بذريعةِ مُواجهةِ [المُؤَامرة الصهيونيَّة الأَميركيَّة] هُم أَنفُسهُم الذينَ صفَّقُوا وهلَّلُوا للغزُو الأَميركي البريطاني للعراق عام ٢٠٠٣ وتعاونُوا معهُ ومكَّنوهُ ومنهُم مَن ذهبَ بها عريضةً [المالكي] عندما وصفَ عمليَّة غزو بلادهِ بأَنَّها [مُهمَّةً مُقدَّسةً]. ٢٠٢٤/١٢/٩