![download (2)](https://iraqination.net/wp-content/uploads/2024/11/download-2-5.jpg)
اياد السماوي
في الجزء الأول من هذا المقال كنّا قد تناولنا في ردّنا على مقال ( العودة إلى الدولة والشعب .. القرار الأسلم في الوقت الأصعب ) المنشور في جريدة الشرق الأوسط بأسم رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي ، موضوعي ألدولة واللا دولة و موضوع ضياع الهوية الوطنية للجماعات والأحزاب التي تنضوي تحت لواء العقيدة الشيعية ، وأوضحنا بالدليل القاطع أنّ الخروج على الدولة منهج لا تشترك فيه الأحزاب والجماعات السياسية الشيعية فقط ، بل هو منهج دأبت عليه كافة القوى السياسية العراقية الشيعية منها وغير الشيعية ، وكان المثال الأوضح والأقرب لمبدأ اللا دولة هو إقليم كردستان الذي أصبح دولة مستقلة لا ينقصها سوى إعلان الاستقلال ، وكون الجماعات الشيعية تمتلك مليشيات مسلّحة فهذا لا يعني أنّها خارجة على نظام الدولة ودستورها وقوانينها ، فهذا الأمر فرضته الحرب الطائفية التي شنّتها القاعدة ومن
بعدها داعش على شيعة العراق بعد سقوط النظام الديكتاتوري ، خصوصا عندما تبنّت دول الجوار عمليات إبادة الشيعة بالمفخخات ، فكان رد الفعل هو تكوّن هذه المليشيات المسلّحة للدفاع عن النفس وهذا أمر طبيعي أن يدافع الناس عن أرواحهم ومعتقداتهم وأعراضهم حين تتعرّض إلى الزوال والإبادة ، وعندما احتلّت داعش محافظات الغرب العراقي ووصلت على مشارف العاصمة بغداد وأصبحت تهدد مقدسات الشيعة في سامراء والكاظمية وكربلاء والنجف ، كانت الفتوى الشيعية التي غيرّت مجرى التاريخ والتي حفظت العراق وشعبه ومقدساته من السقوط بيد الإرهاب ، ولكون كاتب المقال الحقيقي غير عراقي ولا يعلم أنّ هذه المليشيات المسلّحة التي يتهمها بضياع الهوية الوطنية ، هي من هبّت للتصدي للإرهاب قبل سقوط الموصل بأربعة أشهر واتخذت مواقع لها على محيط بغداد وسامراء جنبا إلى جنب مع القوات المسلّحة العراقية ، في وقت كانت فيه القوى السياسية الأخرى تنتظر سقوط النظام السياسي على يد داعش ، فليس من الإنصاف والعدل أن تنعت أكثر الجماعات وطنية بفقدان بوصلة الهوية الوطنية .. ولا أدري ما هو الخطأ في نصرة من نشترك معهم في العقيدة والانتماء الفكري ؟ ألم تهبّ الآلاف من المجاميع السوداء من شتّى أصقاع العالم ومن السعودية والأردن وفلسطين وتونس والمغرب والشيشان وباقي بلدان العالم للجهاد في العراق وإنقاذه من الشيعة الروافض بحسب عقيدتهم ؟ فلماذا يعاب على الفصائل الشيعية نصرتها لما يتعرّض له الشيعة خارج العراق ؟ ..
والعودة إلى الدولة هدف لا يتعلّق فقط في المليشيات الشيعية المسلّحة ، بل أنّ الجميع أحزابا وجماعات ومكونات مطالبين بالعودة إلى الدولة ، وهذا لا يمكن أبدا أن يحصل من دون تغيير الدستور الحالي وإعادة بناء البلد وفق نظام سياسي غير قائم على نظام المحاصصات الطائفية والقومية والسياسية .. يتبع في الجزء الثالث
أياد السماوي
في ١٨ / ١٢ / ٢٠٢٤