نعيم الخفاجي
هل قادة الإطار يكسبون حاضنتهم الانتخابية، نعيم الخفاجي
تمثل الحاضنة الاجتماعية أو الشعبية، النقطة الأساسية التي يتم من خلالها نجاح الثورات الشعبية، ونجاح القوى السياسية الحاكمة، وخاصة في بلد يعاني من صراعات قومية ومذهبية مغطاة تحت شعارات الوحدة الوطنية والأخوة كما في الوضع العراقي، والذي عشناه بحقبة نظام حكم صدام جرذ العوجة وقومه عديمي الضمير، أو خلال العشرين سنة الماضية من ارهابهم، وإجرامهم، مستغلين التشتت والتناحر بين القوى السياسية الشيعية العراقية، العجيب أن غالبية قادة المكون الشيعي العراقي لايميزون بين الصديق والعدو، بل يعرفون عدوهم، لكن لا يستطيعون محاسبته، وهذا يكشف أن القرون الطويلة من الاضطهاد الذي تعرض له الشيعة العراقيين، انتج لنا ساسة يشعرون بعقدة الدونية والعبودية.
يفترض بقادة الأحزاب والقوى الشيعية العراقية العمل بالدرجة الأولى لكسب حاضنتهم الاجتماعية بالدرجة الأولى، ومصارحتهم بكل صغيرة وكبيرة، السياسي الذي يكسب الحاضنة يستمد شرعيته منهم وليس من القوى المحتلة أو الجيران أو الحضن أو العمق…..إلخ
تكمن أهمية الحاضنة كونها القاعدة الصلبة التي يمكن من خلالها التصدي لمؤآمرات الأعداء بالداخل والخارج، هناك علاقة طردية بين قادة القوى السياسية والحاضنة الاجتماعية إذا أحسنوا بكسب الحاضنة، تكون الجماهير معهم، اذا أساء قادة المكون بتعاملهم مع الحاضنة، تكون العلاقة عكسية، هناك حقيقة، الحاضنة الشعبية الشيعية العراقية تحدت الإرهاب والمفخخات وذهبوا للتصويت على الدستور وإلى الانتخابات، رغم مفخخات وهجمات القطعان المفخخة من ضيوف الهالك حارث الضاري وعدنان الدليمي، لاننسى كيف احتضن جندي من الحرس الوطني اسمه عباس، احتضن انتحاري يرتدي حزام ناسف أراد مهاجمة مركز انتخابي، وقدم نفسه شهيد لأجل حماية أرواح الناخبين، والدتي رحمها الله كان عمرها أكثر من ثمانين سنة، ذهبت للانتخابات مع جميع الأبناء والأحفاد، لكن للأسف قادة المكون الشيعي العراقي، حكموا بعقلية أشخاص معارضة وليسوا حاكمين مستمدين قوتهم من الجماهير المليونية الشعبية المضحية، قطعان الارهاب تفجر، ولم يقوم قادة الشيعة العراقيين بالقليل تنفيذ قرارات القضاء العراقي في إعدام الذباحين بعد كل عملية إرهابية تقع، للضغط على انصارهم الإرهابيين، بالكف عن مواصلة تفجير المفخخات وسط الأحياء ذات الغالبية الشيعية.
القوى المعادية البعثية والوهابية، جربت كل وسائل الارهاب والقتل ولم تنجح في إعادة فلول البعث لسدة الحكم، الان بدء عملهم في العمل على خلق فجوة كبيرة بين الحاضنة الشعبية الشيعية والاحزاب الشيعية، مستغلين سوء إدارة الساسة الشيعة، بحيث أصبح الوزير والمسؤول والموظف الشيعي يتفنن في ظلم أخيه وابن جلدته الشيعي، تجد المسؤول البعثي السني يزور ويسهل الأمور من أجل شمول الإرهابيين القتلى في مؤسسة الشهداء، تجد المسؤولين السنة يزورون قرارات لشمول آلاف المواطنين السنة في مؤسسة السجناء السياسيين العراقيين، بينما تجد رئيس المؤسسة البدري والتابع إلى السيد هادي العامري زعيم منظمة بدر، يضع تعليمات يتقصد في حرمان الكثير من المعتقلين والسجناء العراقيين الشيعة، الذين اعتقلوا داخل وخارج العراق لأسباب سياسية ومذهبية ودينية، انا شخصيا سجنوني السعوديين بسبب معارضتي لنظام صدام، وكنت عضو في فصيل معارض يتزعمه الفريق ركن عبدالامير عبيس الشمري( رحمه الله) وتم وضعي في معتقل رفحاء اربع سنوات، وعندي كَيس في الأمم المتحدة، وحصلت على لجوء سياسي في مملكة الدنمارك، الدكتور البدري صديق السيد هادي العامري حسين السلطاني وضع تعليمات لم تشملني رغم الفقرة الدستورية في دستور العراق الحالي تقول( كل من سجن او اعتقل داخل وخارج العراق لأسباب سياسية أو دينية أو مذهبية أو عرقية من ٨ شباط عام١٩٦٣ إلى يوم التاسع من نيسان عام ٢٠٠٣)، هل توجد في النص شيء لايشملني، كنت ضابط ورفضت حرب صدام العبثية، سبب هروبي من العراق سياسي ضد نظام صدام وحروبة، السعوديين وضعوني في المعتقل الذي يضم خمسين ألف معتقل، طيب انت ياحسين السلطاني شملت الطفل الذي ولد بالمخيم، والكبير والصغير وشملت وكلاء أمن ومخابرات صدام، وشملت الشاذين جنسيا وان كان عددهم قليل قياسا بالغالبية الساحقة من الشرفاء والمناضلين من إخواننا العراقيين المعارضين لنظام صدام القذر، لكن في مؤسسة حسين السلطاني شمل عدد من الشاذين واعرفهم بالاسم، حتى اتذكر موقف للشيخ المجاهد كاظم ال ريسان شيخ مشايخ حجام كنت في مضيفه، وشرطي سعودي احضر شاب ورأيت الشيخ أبو جواد جلده بالخيزرانه وقال له لك ساقط نحن شيعة والوهابية مكفرينا وفوكها لاطوا بك حتى يقولون كل الشيعة ليس شرفاء، الف رحمة على روح شيخ كاظم ال ريسان جلده وكان غضبان بشكل كبير، وقال له بغضب، اللهم صخم وجه صدام.
نائب برلماني ذهب إلى الدكتور حسين السلطاني قال له معالي الوزير الجماعة نعيم عاتي ومعه أشخاص قليلين نريدك تشملهم في قانون مؤسسة السجناء، وهؤلاء عندهم كَيس امم متحدة، و كانوا مسجونين مع أقرانهم الرفحاويين، لديهم اسم في قرص مخيم رفحاء، كان رده إلى النائب شرعوا لهم قانون، قال له عددهم بضع أفراد كيف نشرع لهم قانون؟؟؟؟.
للأسف الطبقة السياسية الشيعية الحاكمة، قبلت بتشريع قوانين تقسيم المجتمع العراقي إلى طبقات مستفيدة، و غالبية عظمى محرومة، كان يفترض الكف عن بدعة توزيع الرواتب التقاعدية، هناك طرق افضل واحسن من توزيع الرواتب، يمكن تقديم هبات للمتضررين من نظام البعث لفتح مشاريع زراعية وصناعية وتجارية، لو حسبنا الرواتب المخصصة لمدة ٢٥ سنة كافية لتمويل فتح مشاريع يستفيد منها المتضرر والشعب، يفترض الراتب يكون إلى الذي لا يستطيع يعمل، العاجز بسبب التعذيب أو الأمراض او تجاوز السن القانوني للتقاعد، المصيبة سمحوا للبعض يأخذون عدة رواتب بينما نجد الكثير يعمل بعقد ٣٠٠ الف دينار عراقي.
المواطن حتى إذا طالب، لم يسمعه احد، انا شخصيا، اردت أن جرب، وقلت لنفسي، هل يسمعني احد، من قادة أحزاب الإطار الشيعي، قمت في طرح قضيتي على قيادات في أحزاب الإطار الشيعي، ذهبت إلى مقر الاخوة بحزب الدعوة وسلمت طلبي إلى السيد نوري المالكي بيد الحاج ابو عبدالغفار، ولم يصلني أي جواب، اكيد تم رمي الطلب في أقرب سلة مهملات، قدمت طلب إلى الشيخ قيس الخزعلي عن طريق مكتبه وتم تسليم الطلب ولم يصلني أي جواب، انا شخصيا أكن كل الاحترام والتقدير للشيخ قيس الخزعلي، لمواقفه الجريئة، واخرها اعتقال عتاة المجرمين الذين نفذوا حكم الاعدام بحق السيد الشهيد الصدر الاول رض وشقيقته بنت الهدى رضوان الله عليها، كذلك قدمت طلب عن طريق كتلة بدر، ونفس الشيء، مقالاتي يقرؤونها معظم كوادر الحكمة والمجلس الأعلى ولم يتصل بي أحد.
جربت بطرح قضايا عامة تخص أمن العراق إلى السيد مقتدى الصدر، استجاب لي عدة مرات، بل كتبت مقال ذكرت قضية حدثت معي، اتصل بي شخصية محترمة من التيار الصدري وقدم لي خدمة مجانية، رغم أن الموضوع ليس عنده، الكثير من الناس ذهبوا إلى السيد مقتدى الصدر وساعدهم، للظاهر كل قادة أحزاب الإطار الشيعي لايهمهم إيجاد حلول لمشاكل أبناء جلدتهم، يعتبرون ذلك شيء ثانوي ولايستحق التدخل لان وقتهم ثمين، هناك حقيقة ان السيد مقتدى الصدر، انفرد عن قادة أحزاب الإطار الشيعي، الكثير من المواطنين ذهبوا إلى السيد مقتدى الصدر وساعدهم بحكم موقعه كرمز وطني، انا جربت كتبت إلى السيد مقتدى الصدر بعام ٢٠٠٤، وعام ٢٠٠٥، واستجاب لي، وهذا دليل انه يتابع، وانا على يقين لو ابعث له طلب بخصوص قضيتي يستجيب لي، لكن اعلم علم اليقين ان حسين السلطاني من جماعة السيد هادي العامري ولو كان من جماعة السيد مقتدى الصدر لذهبت إلى مكتب سماحة السيد مقتدى الصدر ولأمره في انصافي، اقسم بالله ذهابي إلى قادة الإطار كان من باب القاء الحجة، لأنني على يقين بنسبة مليار بالمائة، ماراح ينصفوني، ولايقضون اي حاجة لأي مواطن شيعي عراقي آخر.
بكل الأحوال نحن على أبواب الانتخابات البرلمانية، تجرى الانتخابات في ١٥ آب من هذا العام، حسب قراءتي للوضع في المحافظات الجنوبية، من الان اقولها سوف يحدث عزوف كبير بعدم المشاركة في الانتخابات، السبب قادة الأحزاب الشيعية لحد الان يجهلون كيف التعامل مع حاضنتهم المذهبية الشعبية، والعمل على كسب ودهم واعادة الثقة مرة ثانية.
جماهير الجنوب والفرات الاوسط ومناطق الوسط ذات الغالبية الشيعية، غالبيتهم الساحقة كرماء وشرفاء واهل كرم واصحاب نخوة وجهاد، لكن المشكلة تكمن ان قادة الإطار الشيعي وحواشيهم للظاهر يجهلون كيف يعملون على كسب الحاضنة المجتمعية، أقول إلى قادة الإطار الشيعي قضية شيوخ العشائر دخلت عليها تغيرات كبيرة، كلمة شيخ القبيلة وشيخ العشيرة اليوم تختلف عن كلمة شيخ القبيلة أو العشيرة قبل مائة عام، الآن في البيت الواحد تجد ناس مع عدة أحزاب، وتيارات، ولايمكن لشيخ القبيلة والعشيرة يأمر قبيلته وعشيرته التصويت لفلان قائمة، بل تجد من أفراد أسرة شيخ القبيلة يصوتون إلى أشخاص آخرين.
العمل يحتاج جهود مضنية، واول عمل يقوم به قادة الإطار الشيعي محاسبة مسؤوليهم وموظفيهم، وحثهم على خدمة المواطنين، والكف عن وضع عراقيل ظالمة لحرمان الناس من حقوقهم، على قادة الإطار الشيعي التصالح مع السيد مقتدى الصدر والعمل على تحصين البيئة الشيعية العراقية، وتعزيز جبهتها الداخلية، العمل على تبني قضايا ومظالم الناس، الحديث مع شيوخ وأقارب وأبناء ضحايا الإرهاب، وتبيان موقفهم من قضية قتلة ابنائهم الذباحين، هل يريدون إطلاق سراحهم أو مطالبة الرئاسة في اخذ القصاص العادل، لابد من سماع رأي أهالي الشهداء من ضحايا التفجيرات الارهابية، هل يريدون إطلاق سراح قتلة ابنائهم من خلال التنازل عن دماء ابنائهم، ربما يريدون العفو عنهم أو ربما يريدون تنفيذ قرارات القضاء العراقي، ولاداعي بالدخول في صفقات مشبوهة تغضب أهالي ضحايا التفجيرات الارهابية، العراق يتسع للجميع، لكن من يأمن خبث وتآمر الطائفيين من ضباع فلول البعث وهابي فهو ساذج وغبي، لننظر مايحدث الان في سوريا من اضطهاد وقتل إلى الشيعة السوريين، عندي صديق زوجته شيعية سورية، يتصل في أهل زوجته، والله ينقلون له اخبار مؤلمة، يجلدوهم بالشارع ويعملون على اذلالهم، يقتلون من يريدون قتله، والباقي يجلدوهم بالشوارع، بطرق مذلة، خباز شيعي ياتون لأخذ الخبر منه عندما يسلمهم الخبر يقولون له الحمد لله الذي أعزنا واذلكم ياروافض، مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
2/2/2025
نعيم الهاشمي الخفاجي.. المحترم..
تحية طيبة..
مقالتك.. لم تذكر الفساد المستشري بين قيس الخزعلي والصدر والمالكي .. والاحزاب المحسوبة شيعيا الاسلامية..
لم تذكر بان فسادهم وولاءهم لايران..وراء الفجوة الهائلة بينهم وبين الحاضنة الشيعية العراقية الكبرى..
تدعي بان (رفحا) بالسعودية (سجن) في وقت هي معسكر للاجئين القادمين من العراق بعد انتفاضة اذار 1991.. كنتم ترفعون شعارات موالية لايران..وترفعون صور خميني ايران.. وتعتبرون السعودية (وهابية) رغم انها استقبلتكم واحتضنتكم.. فهل تريد ان تدخلكم لمدن السعودية لتنشرون العداء ضد ال سعود.. توالون ايران ..
انت يا (نعيم الهاشمي الخفاجي).. اجنبي من اصل عراقي (دنماركي الجنسية) وعائلتك تقيم بالدنمارك.. والعراق بالنسبة لكم من قصص جدتي.. وتعتبرونها مغارة علي بابا للاسترباح.. وجني المكاسب..
انتم (اجانب من اصول عراقية) يا مزدوجي الجنسية..