الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
جاء في خطبة الجمعة أقيمت في مسجد الامام الحسين عليه السلام عن (حسن الاختيار) بسم الله الرحمن الرحيم “إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا” (الانسان 3) ابتدأ خطيب الجمعة الشيخ حسن العامري بهذه الآية المباركة وقال ان الله سبحانه يهدي الانسان الى الطريق الصحيح فاما أن يشكر نعمة هذه الهداية فقد اختار الصواب واما أن يكفر بهذه النعمة فقد اختار هذا العبد طريقه المنحرف. و الاستمرار بشكر النعمة يعني زيادتها “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ” (ابراهيم 7) وبالعكس الاستمرار بالمعاصي يعني زيادة درجة العذاب.
الله سبحانه لا يظلم أحد من عباده “وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ” (فصلت 46) من عمل بطاعة الله في هذه الدنيا وأتمر بأوامره سبحانه فله الجنة في الآخرة “مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ” (فصلت 46) ومن عمل بمعاصي الله في دنياه فلا يجزى الا النار “وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا” (فصلت 46) لذلك كل فعل ردة فعل تناسبه بالعدل فلا يظلم أحد، فهو باختياره حصد ما عمله. وكما قال عز من قائل “إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” (يونس 44) فالظلم يأتي نتيجة معصية العبد باختياره والا اساسا فهو بفطرته يعلم ان هذا طريق الصواب وهذا طريق يؤدي الى المعصية فعليه اجتنابه.
الدنيا دار اختبار وامتحان فما عليك الا أن تنجح في هذا الامتحان بمعرفة الطريق السليم الذي تختاره. قال الله عز وجل “وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” (البقرة 155) فحسب هذه الآية فان النجاح في امتحان الخوف والجوع ونقص الاموال وازهاق الأنفس وقلة الثمرات يتطلب الصبر ليكون الله معك “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” (البقرة 153). وفي عالمنا اليوم كم نفس بريئة تزهق وكم من الجائعين، فهنا الامتحان فعلى الآخر مساندة المظلوم بردع الظالم من قتله، ومساعدة الجائع بمد يد عون المساعدة من مال ومأكل.
جاء في الحديث الشريف (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) والدعاء هو أحد طرق المساعدة القلبية الذي هو أضعف الايمان.