الكاتب : د. فاضل حسن شريف
—————————————
أقام مسجد الرسول الأعظم مجلس عزاء للسيد محمد القزويني، فأذان المغرب وصلاتها، ومأدبة عشاء.
بسم الله الرحمن الرحيم “وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ” (الانبياء 73) ابتدأ السيد محمد القزويني خطبته بهذه الآية المباركة التي كانت تتمحور حول (أئمة أهل البيت والامام الصادق عليهم السلام) وقد نعى السيد القزويني في بداية الخطبة ونهايتها. وقال ان الكثير من الناس ينسبون المذهب الى جعفر الصادق ويسمون المذهب بالجعفري وتارة الى أمير المؤمنين ويسمونه العلوي وتارة الى الامام الحسن المجتمى ويسمونه الحسني وهكذا. وفي الحقيقة المذهب تأسس منذ فجر الإسلام وأن علي عليه السلام يحبه الناس بمذاهبهم الاسلامية المختلفة وحتى المنتمين الى الديانات الاخرى. وهل تعلم أن شرح نهج البلاغة عبارة عن كتاب ضخم جدا يتكون من عشرين جزءا يضم بمجمله شرح كتاب نهج البلاغة للإمام علي ابن ابي طالب عليه السلام قام بشرحه ابن أبي الحديد المعتزلي وهو من الأبناء العامة. وهذا عبد الباقي العمري أحد أحفاد عمر بن خطاب يمدح بقصيدته الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام قائلا: انت العلي الذي فوق العُلا رُفِعا * ببطن مكة وسط البيت اذ وُضعا سمـتك امُك بنت الليث حيدرةً * اكرم بلبوة ليثٍ انجبت سبُعا وانت حيدرة الغاب الذي اسد الـ * برج السماويِ عنه خاسئـاً رجعا. ومن أبيات في مدح الامام علي عليه السلام للشاعر المسيحي اللبناني بولس سلامة: لا تَقُـل شيعةٌ هواةُ علــٍّي إنَّ كلَّ منصفٍ شيعـيـًا * هُوَ فخرُ التاريخِ لا فخرَ شعبٍ يَصطَفِيهِ ويَدعِيهِ وَلِـيَّـًا.
أما حفيد الامام علي وهو الامام جعفر الصادق عليهما السلام فقد توفر له الوقت المناسب في زمن العباسيين لنشر علم آل محمد بعد أن جلب المنصور العباسي علماء عصره وأراد حصر الامام الصادق عليه السلام باعتقاده أن هؤلاء الذين جلبهم قادرين الوقوف أمام فقيه وعالم أهل البيت والامام المفترض الطاعة وإذا بهم أصبحوا تلامذته الذين وصل عددهم أكثر من أربعة آلاف من المحدثين ومنهم أئمة المذاهب التي تكونت في عصر الإمام الصادق عليه السلام. وكل واحد من هؤلاء المحدثين روى عشرات بل بعضهم آلاف الاحاديث عن الامام الصادق وقد زاد عدد الأحاديث عن 90 ألف حديث مروي عنه عليه السلام. لذلك يعتبر مدرسة شاملة استمدت المذاهب الاسلامية الاخرى العلم منها.
ان قول احدهم نحن من اتباع اهل البيت أو من محبيهم ولكن لا يعمل بأحاديثهم فهو ليس من أتباعهم أو محبيهم. روي عن الإمام الصادق عليه السلام: (لا تنال شفاعتنا من استخف بصلاته). فالذي يقول أنا من أتباع أهل البيت ولكن عمله لا يعكس ما يطلبون من الاتباع عمله فهذا لا يتوقع أن يستفاد من شفاعتهم في مراحل الحياة الدنيا والبرزخ ويوم الوقوف يوم القيامة التي قد تطول هذه المراحل آلاف السنين. فعليك أيها التابع والمحب ان تتبع أحاديث أهل البيت لتمر عليك هذه المراحل بسهولة وسرعة وتنال الشفاعة. عليكم بطاعة الرسول وآله فهو طريق النجاح “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ” (النساء 59).من تطبيقات طاعة أوامر أهل البيت أن رب الاسرة هو الرجل كما جاء في القرآن الكريم “الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ” (النساء 34) فهو عليه النفقة ولا يحق له أخذ مال المرأة شرعا الا اذا ارتضت هي باعطائها من مالها. وعلى الاب مراقبة افراد اسرته والعناية بهم على مدار اليوم “يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ” (التحريم 6). وكذلك لا يحق للرجل الطلاق الا بشروط اعتبار فترة الحيض والعدة ووجود الشهود وغير ذلك “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا (1) فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2)” (الطلاق 1-2) فاذا لم يلتزم رب الاسرة بالشرع الذي حدده الكتاب واحاديث أهل البيت فلا قيمة لقوله أنا من اتباع أو محبي أهل البيت.
أمر المنصور العباسي واليه على المدينة بالتضييق على الإمام الصادق عليه السلام وحرق بيته للتخلص منه فجاءوا بالحطب على بابه واضرموا النار فيه فتصايحت النساء وهذا شبيه ما حصل على عيال الحسين عليه السلام في كربلاء.