لو كان خليفة ولو كان الدين لما نكحوكم

نعيم الخفاجي

بعد وصولي للغرب قبل ٣١ سنة، وجدت تجمعات كبيرة للجاليات الفلسطينية والعربية، ووجدت دول الخليج فاتحة لهم مئات المراكز الثقافية، وهذه المراكز بعيدة كل البعد عن نشر الثقافة العامة، وإنما متخصصة بنشر الفكر الوهابي، تحت مظلة الإخوان المسلمين وحزب التحرير، المال السعودي والقطري والاماراتي واموال صدام جرذ العوجة واموال معمر القذافي، كان  لها تأثير كبير بين صفوف أبناء الجاليات العربية وبالذات الفلسطينية بشكل خاص.

كنت بذلك الوقت شاب، وكنت اهاجم نظام صدام جرذ العوجة والنظام السعودي، حتى عندي صديق من الكويت، يعرفون في البدون مات قبل سنة وحرق لعدم وجود ولد او زوجة لديه، وعلاقته محدوده بين أبناء الجالية العراقية، توفى بالمستشفى ولم يعلم به احد، وتم حرقه رحمه الله،  قال لي باللهجة الجنوبية والكويتية ياريال لايشتروك بباخرة نفط، قلت له يشترون بباخرة نفط في بلدان الشرق الأوسط وأفريقيا وليس في الدنمارك.

زرت مساجد الأتراك ومن خلالهم تعرفت على أشخاص فلسطينيين تبين أنهم قيادات في حركة الإخوان وحزب التحرير، طبيعتي مطلع بشكل كبير على كتب التاريخ والعقيدة، بعد انتقالي للعاصمة كوبنهاكن، أصبحت عندي علاقات كبيرة مع الجاليات الفلسطينية واللبنانية والمغاربية والافغانية والباكستانية، تعرفت على مجموعة من الفلسطينيين تبين يشغلون مناصب كبيرة في قيادة حزب التحرير على مستوى العالم، كنت احظر مجالسهم، شر البلية مايضحك،  أحدهم قال لي نحن ندعوا للخلافة وانت معنا اترك المذهب الشيعي حتى تتوحد الامة، قلت له إذا كنتم ترغبون في توحيد الامة، يفترض تعطون الحرية إلى كل أصحاب المذاهب في البقاء على مذاهبهم ويكون العمل ضمن حزب واحد، دارت حوارات بيني وبينهم، النتيجة تشيع احد أبرز قياداتهم، شخصية مثقفة من الوزن الثقيل، عندما كنت اجلس في مجالسهم، كل موبقة وكل انبطاح وخيانة العرب لقضيتهم فلسطين يلقوها على يافطة بائسة ب( عدم وجود خليفة للمسلمين حاكم) حتى انا قلت لهم ألم يكن لدى العرب خلفاء انتم تسموهم راشدين وبعدهم خلفاء بني أمية وبعدهم خلفاء بني العباس وبعدهم خلفاء بني عثمان الاتراك، فماذا الذي فعله خلفائكم، دعوا عنكم الخلفاء الراشدين وخلفاء بني أمية وبني عباس، ألم تسقط الدولة الإسلامية على يد خلفاء بني عثمان الأتراك بسبب فسادهم واجرامهم، بقوا يدافعون بطرق بائسة لاتصمد مع وجود دليل بفساد خلفاء بني عثمان الأتراك.

عندما نتحاور مع الجاليات العربية الإسلامية أو عندما نسمع احاديثهم في منصات التواصل، يلقون سبب خنوعهم ونكاح الأمم الاخرى لملوكهم ورؤسائهم بالقول بسبب غياب الدين وعدم وجود خليفة، حتى مشاكل الزنا والمشاكل الشخصية والتشرذم يكون جوابهم بسبب عدم وجود خليفة يحكم المسلمين، دائما  ادعائهم أن سبب المشاكل والجبن وتخلف العرب بسبب عدم وجود خليفة، كل الأحاديث في مجالسهم عدم وجود خليفة اوصل العرب إلى هذا المستوى، والعجيب نفس هؤلاء تراهم عندما يتبوؤن مناصب في مصر وسائر الدول الإسلامية يكونون مرتشين وفاسدين، وإذا سألته عن سبب تفشي الرشوة والفساد،  يكون جوابهم عدم وجود خليفة.

تدين الناس غير مرتبط بوجود خليفة، بل وجود خليفة ظالم يكون خطر على أصحاب الدين الشرفاء، التمسك بالدين لايعلم ذلك سوى الله، لأن علاقة العبد مع ربه هي علاقة بنفس الإنسان، القوى الوهابية الاخوانية اباحت قتل وذبح الناس في اسم إقامة خلافة، وللاسف مارسوا الخيانة والتآمر وقبلوا ان يكونوا مطايا للمشاريع الاستعمارية، وهم متخفون   بقناع الدين، والتقوى والتواضع، بل يقتلون ضحاياهم في اسم الحُب والبغض لله.

انا شخصيا قرأت كل كتب مؤسسي حزب التحرير وعلى رأسهم كتب عبد القديم زلوم مؤلف  كتاب كيف هدمت الخلافة، تحدث بشكل عام دون أن يذكر الأسباب الحقيقة لكل ماحدث في رفض جزء من الصحابة وصية رسول الله ص في تولية الإمام علي بن أبي طالب ع في خلافة المسلمين، نعم الله أنزل نص قرآني في غدير خم في تنصيب علي بن أبي طالب ع خليفة للمسلمين لكن الامة رفضت ما اراده الله عز وجل ورسوله، وفعلا حدث ماحدث من قتل وذبح ورغم أن المسلمين فتحوا بلدان لكن فتوحات كانت لاجل الغزو والسبي، لذلك فقد المسلمون قوتهم واصبحوا أمة ضعيفة نكحتهم الأمم الأخرى، جائهم ترامب مؤيد من الرب وابنه هههه استغفر الله حسب الديانه المسيحية وحلبهم في خمسة ترليونات دولار خلال ثلاثة أيام، بارك الرب في ترامب حَلب ابقار الخليح، هذه الأموال بالتأكيد يحصل على جزء منها أبناء الشعب العراقي، لدينا مليون أمريكي من أصل عراقي فهؤلاء اكيد يحصلون على الغنائم التي جناها ترامب لدى حلبه ابقار الخليج، نفسه الرسول محمد ص حذر الامة أن الأمم تدعى عليكم كآكلة القصعة لقصاعها، هههه وفعلا أكلهم ترامب وسلمت يداه،  رأينا ذلك بالصورة والصوت.

كل مانراه من مظاهر التدين لدى دول الوهابية وحركاتهم الاخوانية، هو تدين شكلي قشري  ليس له عمق، بل هو  عادة وطقوس يمارسونها، ويقفون موقف معادي ضد الإمام علي بن أبي طالب ع وبنيه، ربما هناك من يقول هذا الكلام مبالغ به وافتراء، الإمام جعفر الصادق ع قالها بشكل صريح، { لاتجدون من يقول أني أبغض محمد واله، بل يبغضونكم  بسببنا}، وهذا هو الذي يحدث يكفرون ويقتلون الشيعة ويفترون عليهم بسبب واحد، بسبب مولاة الشيعة إلى علي بن أبي طالب ع وبنيه، لو كان الشيعة يقفون مع معاوية ضد علي بن أبي طالب ع لاصبحوا من أهل السنة والجماعة.

اخي الشيعي اعلم ان غالبية فقهاء الشيعة مع إقامة دولة مدنية وليست دينية، ماعدى السيد الإمام الخميني رض عمل دولة دينية يكون الفقيه حاكم ديني وسياسي في آن واحد، ورغم ذلك حتى في إيران  لم يتم تطبيق كل الحدود من قبل الولي الفقيه  وإنما طبق جزء بسيط منها، لم يتم إجبار غير المسلمين على دخول الإسلام أو إجبار السنة في إيران يكونوا شيعة، مثل مافعلت عصابات طالبان والقاعدة وداعش في سوريا بالعلن يجبرون الشيعي والمسيحي والدورزي على دخول اسلامهم الوهابي التكفيري، بل الشيعي يقتلوه حرقا بالنار لكن يعطوه أن يشهد الشهادتين قبل حرقه بالنار وقتله، بشهادة الناجية الآيزيدية السيدة مراد قالت تم اغتصاب فتيات شيعيات تركمانيات وتم حرقهن بالنار وطلبوا منهم تلفظ الشهادتيتن، وتم قتلهن بالحرق، نعم هذا هو فكرهم الاجرامي الف لعنة عليهم وعلى خليتفتهم ابو بقر البغدادي والزرقاوي والجولاني السفياني، رأي مراجع الشيعة بالعراق والدول العربية مع إقامة دول مدنية يحكمها قانون مدني، نعم رأي غالبية مراجع الشيعة انه لاتقام دولة دينية قبل دولة الأمام المهدي وذلك بسبب عدم وجود العدالة وهذا رأي محترم فعلا لايوجد شخص يكون في درجة التقى والعلم مثل الإمام محمد بن الحسن المهدي، على أبناء السنة الذين يبحثون عن خليفة عادل فهو بلا شك الإمام محمد بن الحسن المهدي، مع خالص التحية والتقدير.

نعيم عاتي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

24/5/2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *