نوفمبر 22, 2024
67789336_881396205556209_180574740249837568_n

اسم الكاتب : رستم محمد حسن

ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻹﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺍلاﺛﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻲ ﻣﻦ ﻋﺮﺍﻕ ﺍﻟﺪﻟﺘﺎ ، ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺒﻼﺩ ﺳﻮﻣﺮ , ﺗﻢ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻵﻛﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﺔ ﻭﺍﻵﺷﻮﺭﻳﺔ، ﻛﻤﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻥ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻮﺭﻛﺎﺀ، ﻭﻓﺎﺭﺓ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ، ﻭ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺳﻂ ﺍﻷﻟﻒ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ، ﻭﺗﻢ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻭﺟﻪ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﻴﻦ ﻛﻤﻌﺘﻘﺪﺍﺗﻬﻢ ﻭﺩﻳﺎﻧﺎﺗﻬﻢ ﻭﺃﺳﺎﻃﻴﺮﻫﻢ ﻭﻓﻨﻮﻧﻬﻢ ﻭﺃﺩﺑﻬﻢ ﻭﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺗﻘﻨﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺧﻼﻓﻪ .
ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻼﻓﺖ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ، ﺃﻧﻪ ﻣﻊ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻭﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻥ، ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ من ﺍﻹﺛﺎﺭﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ ﺁﺭﺍﺀ ﻣﻐﺎﻳﺮﺓ اراء كثيرة حول اصل السومريين .
ﻭﻟﻘﺪ ﺑﻨﻮﺍ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺟﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻣﻠﻴﻦ :
ﺍﻷﻭﻝ : ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺔ ﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﻣﻠﺼﻘﺔ ﺃﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﻛﺎﻵﻛﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻵﺷﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﺑﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻨﻌﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﺔ ﻭﺍﻻﺭﺍﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺒﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﻫﻲ ﺍﺷﺒﻪ ﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻤﻼﻳﺎ ﻭ ﺍﺳﻴﺎ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ .
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﻴﻦ ﻟﻤﻌﺎﺑﺪﻫﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺃﺑﺮﺍﺝ ﻣﺪﺭﺟﺔ ﻭﺯﻗﻮﺭﺍﺕ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ .
ﺍﻻﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎﻫﻢ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻭﻓﻖ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﻫﻜﺬﺍ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺟﺒﻠﻴﻴﻦ، ﺃﻭ ﺍﻧﻬﻢ ﺍﻧﺤﺪﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻷﻧﺎﺿﻮﻝ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺒﺖ ، ﺍﻭ ﻭﺍﺩﻱ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﺴﻨﺪ ﺷﻤﺎﻝ ﻏﺮﺏ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ‏( ﺣﻀﺎﺭﺗﻲ ﻣﻮﻫﻨﺠﺎﺩﺍﻭﺭ ﻭ ﺧﺮﺍﻓﺎ ‏) ، ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻟﺘﺎ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ .
ﻭﻣﻊ ﺗﺘﺎﻟﻲ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻻﺛﺎﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺮﺍﻓﺪﻳﻦ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺘﻀﺢ ﺑﻞ ﻭﺗﺘﻐﻴﺮ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻻﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﺩ ﺟﺬﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﻰ ﺧﻤﺴﺔ ﺍﻵﻑ ﻋﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ . ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﻣﺜﻞ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺟﺮﻣﻮ، ﻭﺣﻀﺎﺭﺓ ﺣﺴﻮﻧﺔ، ﻭﺳﺎﻣﺮﺍﺀ ، ﻭﺣﻠﻒ، ﻭﻫﻲ ﺣﻀﺎﺭﺍﺕ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺼﻨﻊ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﻑ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ . ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻭﺍﺳﺎﻃﻴﺮﻫﻢ ﻭﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺗﻬﻢ ‏( ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ” ﺍﻧﻮ ” ﺍﻟﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ , ﻭ ” ﺍﻳﺎ ” ﺍﻟﻪ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭ ” ﺍﻳﻨﻨﺎ ” ﻣﺎﻧﺤﺔ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ‏) .
وﻓﻲ ﺃﻭﺳﻂ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﺗﺸﻜﻞ ﻟﺪى الباحثين ﺗﺮﺍﻛﻢ ﻣﻌﺮﻓﻲ ﻋﻦ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺳﻮﻣﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺤﻔﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺮﺕ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺑﻔﻌﻞ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻻﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻻﺛﺎﺭﻳﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﻛﺎﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻃﻪ ﺑﺎﻗﺮ ﻭﻓﺆﺍﺩ ﺳﻔﺮ وبهنام ابو الصوف ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ، ﺃﻛﺪﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺔ ﻭﺗﻤﻴﺰﻫﺎ ﻭﺃﺻﺎﻟﺘﻬﺎ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﺎ ﻭﻣﻌﺘﻘﺪﺍ ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺍﻧﺠﺎﺯ ميزوبوتامي ﺻﺮﻑ .

آراء الباحثين المختصين بخصوص أصل السومريين :
_ رأي الاستاذ طه باقر :
يقول المرحوم الاستاذ طه باقر: أن السومريين هم أحدى الجماعات المنحدرة من بعض الاقوام المحلية في وادي الرافدين في عصور ما قبل التاريخ البعيدة وأنهم عرفوا بأسمهم الخاص أي السومريين نسبة الى أسم الاقليم الذي أستوطنوه أخيرا في القسم الجنوبي من العراق، أي أن التسمية لاحقة للاستيطان ومشتقة من أسم موضع جغرافي ولا تحمل مدلولا قوميا، يؤيد هذا أن كثيرا من الاقوام التأريخية التي أشتهرت في وادي الرافدين وأسهمت في تكوين حضارته وأحداث تأريخية سميت بأسم المواضع التي حلّت فيها مثل الاكديين نسبة الى (أكد) أو (أكادة) العاصمة التي أسسها سرجون الاكدي والبابليين نسبة الى مدينة بابل والاشوريين نسبة الى مدينة آشور على ما يرجح، ثم يردف قائلا : أن السومريين لم يكونوا أقدم المستوطنين في السهل الرسوبي من جنوبي العراق بل جاوروا أقواما أخرى وفي مقدمتهم الساميون، وبخلاف ما ذهب اليه البعض من نسبة الاصل الجبلي الخارجي الى المهد الذي نزح منه السومريون، لا نجد في المآثر السومرية وعلى رأس ذلك آدابهم وأساطيرهم وشعائرهم الدينية ما يشير الى أصل غريب عن بيئة وادي الرافدين الطبيعية، ولا سيما القسم الرسوبي منه بل طابع حضارتهم المميز مشتق من بيئة نهرية ذات أحراش وقصب ونخيل وأثل وطمى وغرين وفيضانات وسهول، وغيرها ويؤكد الاستاذ طه باقر: ويبدو مما عرضناه من آراء عن أصل السومريين ومهدهم أن ذلك من القضايا التي لم تستطع حلها الدراسات اللغوية والآثارية وأن كل ما قيل ويقال بشأنها مجرد تخمين وأفتراضات لا يمكن البرهنة عليه ولا رفضه بوجه قاطع .

_ رأي الخبير الآثاري هندكوك والمستشرق فرانكفورت :
أما هندكوك فيرجح أن السومريين جاؤوا من المنطقة العيلامية البطائحية، حيث كان السومريون والعيلاميون يتكلمون بلغة غريبة غير سامية وكلاهما ورث عن أجداد العيلاميين ثقافة واحدة مشتركة وكلاهما أستعمل الكتابة المسمارية، ولم يكتف هندكوك بهذا الرأي بل يذهب أبعد من ذلك فيقول: أما ما يتعلق بالكتابة المسمارية فأننا لا نعلم من هو الذي أستعمل الكتابة المسمارية قبل الاخر، أهم السومريون أم العيلاميون.
ويؤيد فرانكفورت ما جاء به هندكوك ويقول: (( ولا يزال سكان المستنقعات في أيران الشرقية حتى اليوم يعيشون على شواطيء البحيرة الكبيرة لنهر الكارون، وهم مثل عرب مستنقعات جنوب العراق، يبنون مراكب واكواخ من قصب، ويصطادون السمك ويحتفظون بالجواميس والماشية ولا بد أن مثل هذه الاحوال كانت سائدة في كثير من أنحاء ايران في هذه الفترة والمهاجرون من مثل هذه المناطق يكونون دوما على أستعداد تام لمواجهة الحياة في منطقة كمنطقة دلتا الفرات، ويضيف فرانكفورت الى ذلك قوله: ان الخزف الذي صنعه السكان القدماء في جنوب ما بين النهرين يبين أنهم جاؤوا به من ايران، وقد أحتفظوا بالبداية بالرسوم الهندسية الشديدة التشابك التي كانوا يستعملونها في بلادهم الاصلية.

_ رأي الدكتور صموئيل نوح كريمر :
أما أستاذ السومريات كريمر فيدلي برأيه في هذا الموضوع اذ يقول: من المؤكد الى درجة معقولة ان اوائل المستوطنين في بلاد سومر لم يكونوا من السومريين ولا يأتي الدليل على هذا الرأي من مصادر آثارية أو أنثروبولوجية التي هي في الواقع غامضة وغير حاسمة بالنسبة لهذا الموضوع ولكنه يأتي من الادلة اللغوية، أن أسمي النهرين اللذين يهبان الحياة لبلاد سومر دجلة والفرات، أو ( ايديجلات ـ Idiglat) وبورانون ـ Buranun) كما يقرآن في المسمارية كلمتان غير سومريتين كما أن أسماء أهم مراكز بلاد سومر (أريدو) (أور) (لارسا) (ادب) (كولاب) (لكش) (نيبور) (كيش) كلمات ليس لها أصل لغوي سومري مقنع.
ويخلص كريمر الى القول : ومهما كان الامر فأنه من المحتمل جدا أن السومريين أنفسهم لم يصلوا الى بلاد سومر الا في وقت ما في النصف الثاني من الالف الرابع قبل الميلاد أما أين كان موطنهم الاصلي فأنه أمر ما زال غير مؤكد تماما.

_ رأي الدكتور فاضل عبد الواحد علي (أستاذ السومريات في جامعة بغداد) :
أما د. فاضل عبد الواحد فيعلق على هذا الموضوع قائلا: ان هذه الاراء وغيرها مما قيل بخصوص أصل السومريين بقيت في نطاق التخمين والافتراض ولم يحظ أي منها في يوم من الايام بقبول الاغلبية من علماء الاثار، وفي أعتقادنا أنه ليس هناك ما يبرر الافتراض القائل بهجرة السومريين من بلد آخر الى جنوب وادي الرافدين، صحيح أن هناك خصائص أو عناصر مميزة للحضارة السومرية لكن هذا لا يعني بالضرورة أن تلك العناصر جاء بها السومريون معهم من خارج القطر والشيء المنطقي هو أن نفترض بأن هذه العناصر المميزة للحضارة السومرية التي نشاهدها في عصر الوركاء (3500ـ 3000 ق.م) عبارة عن نتيجة وأمتداد طبيعيين لمدنيات عصور ما قبل التاريخ الاخرى التي سبقت هذا العصر مثل حسونة وسامراء وحلف والعبيد(بضم العين وفتح الباء) في الجنوب، وبتعبير آخر أننا نرى قي السومريين أمتدادا لاقوام عصور ما قبل التاريخ في وادي الرافدين وأنهم أنحدروا من كوردستان العراق الى الجنوب وأستوطنوا في منطقة كانت على الارجح تعرف بأسم (سومر) والتي عرف السومريون بأسمها في العصور التأريخية اللاحقة .

_ رأي د. هاري ساكز(رئيس قسم اللغات السامية ـ الكلية الجامعة ـ كارديف) :
وأما الدكتور هاري ساكز فيؤكد بدوره تضارب الاراء والنظريات حول أصل السومريين، أذ يقول: هناك نظريات عديدة، وليس هناك شيء مؤكد، عن الموطن الاول للسومريين، فصعوبة لغتهم الملصقة وغموضها قد دفعت بعضهم لمقارنتها، وفي غالب الاحيان بأسلوب غير علمي، بعدد كبير من اللغات الاخرى، من اللغة الصينية والتبتية والدرافيدية والهنغارية (كما يحلو لبعض الهواة حاليا) الى بعض اللغات البعيدة في القارة الافريقية، ولغات الهنود الحمر في أمريكا ولغات جزر الباسفيك ولم تترك لغة الباسك في هذه المقارنة أيضا في حين ذهب أحد العلماء اليهود ممن لهم أطلاع واسع، ولكن غير مستثنى من الضعف الانساني في التعصب القومي، فأعتبر اللغة السومرية بمستوى لغة (الفولابك ـ Volopuk)، وقال بأن اللغة السومرية لم تكن أصلا لغة طبيعية حية بل أنها من صنع الكهنة البابليين الساميين ! ، ثم يقول : وليس هناك من بين العلماء من ذوي السمعة من يحاول أن يحل مشكلة أصل السومريين على أسس لغوية فقط، وأن علم الاجناس البشرية يقدم الادلة المستندة الى بقايا الجماجم البشرية الا أن تفسير تلك الادلة ما زال موضع خلاف كبير، أن مناقشة الموطن الاول للسومريين لا بد أن يبدأ، حتى الان، بأفتراض أنه مهما كان المكان الاول الذي جاؤوا منه، فأنه لم يكن بلاد سومر، وأن هناك من تحدى هذا الافتراض غير أنه لم تقدّم أية أدلة مقنعة لاسناده، فلم يكن في بلاد سومر في الواقع، سكان محليون، على الرغم من أن النظرة القديمة التي تقول أن الارض لم تظهر من الخليج العربي حتى الالف الخامس تعتبر الان نظرية خاطئة، غير أن الحقائق الاثارية ثابتة بأن ليس هناك وجود لاثار ثقافة الانسان في جنوبي بلاد بابل قبل فترة أريدو، التي يرجع تأريخها الى حوالي 4500 ق.م أو بعد ذلك بقليل.
وبعد أن يستعرض د. ساكز عدة آراء بشأن أصل السومريين الا أنه يعود ليؤكد على أنها مجرد أفتراضات لا تعتمد على أسس رصينة غير أنه ينهي هذا الموضوع بقوله : وأكثر ما يمكن أن يستنتج بأطمئنان في الوقت الحاضر هو أن السومريين جاؤوا من مكان ما شرقي بلاد بابل .

نظرية بهنام ابو الصوف :
وتقول هذه النظرية ان الحضارة السومرية قد تكونت من ﻋﺮﻗﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﻴﻦ :
ﺍﻻﻭﻝ : ﻫﻮ ‏ ﺍﻟﻔﺮﺍﺗﻴﻴﻦ ‏ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺤﺪﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ “زاغروسيين” ﺍﻟﻰ ﺩﻟﺘﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻃﻠﺒﺎ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻭﺳﻌﻴﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﻓﻀﻞ ‏( ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺴﻮﺍ ﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺣﺴﻮﻧﺔ , ﺣﻠﻒ ﻭﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ‏) .
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻫﻢ ﺳﻜﺎﻥ ﺳﻬﻞ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻏﻤﺮﺕ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﺳﻬﻠﻬﻢ، ﻓﺎﻧﺘﻘﻠﻮﺍ ﺍﻟﻰ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﺍﺡ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ‏( ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺮﺅﻭﺱ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ‏)، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻫﻨﺎ ﻛﻴﻒ ﺗﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ؟
ﻟﻘﺪ ﺑﺎﺕ ﻣﻌﺮﻭﻓﺎ ﺍﺭﻛﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻣﺮّ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﺟﻠﻴﺪﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻴﻮﻧﻲ ﺳﻨﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻘﺒﻬﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺩﻑﺀ ، ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﺗﺘﺠﻤﺪ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺠﻤﺪ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ , ﻓﺘﻨﺤﺴﺮ ﻣﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﻭﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﺑﺤﺪﻭﺩ 100 ﺍﻟﻰ 120 ﻣﺘﺮ، ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﺠﻤﺪ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ، ﺛﻢ ﺗﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﻌﺪ ﺫﻭﺑﺎﻥ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪ ﺧﻼﻝ 200 ﻋﺎﻡ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ، ﻭ ﺁﺧﺮ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺟﻠﻴﺪﻳﺔ ﺇﻧﺘﻬﺖ ﻗﺒﻞ 20 ﺍﻟﻒ ﺳﻨﺔ .
ومع ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺇﻧﺤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﺟﺔ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻜﺘﻞ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ ﺗﺬﻭﺏ ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺗﺘﺪﻓﻖ ﻟﺘﻤﻠﺊ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﻀﺔ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﺣﻴﺚ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺗﺘﺮﺗﻔﻊ ﺑﻪ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺛﺒﺘﺘﻪ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻻﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ‏( ﻣﻴﺘﻴﻮﺭ METEOR ‏) ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻣﺖ ﻓﻲ ﺍﻭﺍﺳﻂ ﺳﺘﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺑﺈﺟﺮﺍﺀ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ، ﻭ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺍﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺃﺭﺗﻔﻌﺖ ﻓﻲ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺛﻼﺙ ﻣﺮﺍﺕ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺮﺍﺣﻞ ‏( ﺑﻤﺘﻮﺳﻂ ﺍﻋﻤﺎﻕ ,62 50 ﻭ 30 ﻣﺘﺮ ﻣﻦ ﺧﻠﻴﺞ ﻋﻤﺎﻥ ﺩﺧﻮﻻ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻔﺎﻭ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ‏)، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺣﺼﻞ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ ﻋﺒﺮ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺮﺍﺣﻞ .
ﻭﻣﻊ ﺗﺪﻓﻖ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻰ ﺳﻬﻞ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺬ ﻳﻐﺮﻕ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎ ، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻻ ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ ﻭﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﺍﻟﻰ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ، وﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﻜﻮﻧﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻤﻨﺤﺪﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ‏( ﺍﻟﻔﺮﺍﺗﻴﻴﻦ ‏)، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺣﻤﻠﻮﺍ ﻣﻌﻬﻢ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﺘﻬﻢ ﺗﻠﻚ ﻣﻌﺎﺭﻓﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺮﻱ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ، ﻛﻤﺎ ﻧﻘﻠﻮﺍ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻭﺍﺳﺎﻃﻴﺮﻫﻢ ﻭﻣﻼﺣﻤﻬﻢ ﻭﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ , ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﻣﺘﺪﺍﻭﻟﺔ ﺷﻔﺎﻫﻴﺎ , ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺪﻟﺘﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺪﻭﻳﻦ، وكان ﺍﻟﻬﺎﺭﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﻗﺪ ﻧﻘﻠﻮﺍ ﻣﻌﻬﻢ ﺃﻳﻀﺎ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠّﺖ ﺩﺍﺧﻞ ﻗﺼﺺ ﻣﻔﻌﻤﺔ ﺑﺎﻟﺨﻴﺎﻝ ﻭﺍﻟﻮﺟﺪﺍﻥ ﻋﻦ ﺟﻨﺘﻬﻢ ﻭ ﻓﺮﺩﻭﺳﻬﻢ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﻄﻮﻓﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻏﺮﻕ ﺃﺭﺿﻬﻢ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺳﺴﻮﺍ ﺍﻟﻤﺪﻥ ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻔﻠﻜﻠﻮﺭﻱ ﺍﻟﻤﻠﺤﻤﻲ ﺍﻻﺳﻄﻮﺭﻱ ﻛﺎﻥ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺪﻣﺞ ﻭﻳﺘﺪﺍﺧﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺪﻟﺘﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺃﻧﺎﻧﺎ ﻭﺗﻤﻮﺯ .. ﺍﻟﺦ .
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺪﺍﺧﻞ ﻭﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺛﻴﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﺞ ﺑﺎﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻣﺎ ﺑﺎﺕ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻱ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ومع ﺗﻘﺎﺩﻡ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺍﻟﺘﺪﺍﺧﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺫﺍﺑﺖ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﻦ ﻣﺘﺤﻮﻟﻴﻦ ﺍﻟﻰ ﺷﻌﺐ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﻭ ﻋﺮﻕ ﻭﺍﺣﺪ ﻫﻢ ﺍﻟﺴﻮﻣﺮﻳﻮﻥ ﺳﻜﺎﻥ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، وهذه النظرية تتفق مع نظرية الهجرة من الخليج بحسب المؤرخ (بروسوس) الذي قال انهم جاءوا عبر الخليج بقيادة زعيم يدعى (اوانس) وجاءوا الى العراق من البحرين في حوالي السنة 2100 ق.م وقد عرفت البحرين باسم (دلمون ) .

_ رأي د. فوزي رشيد:
يقول الدكتور فوزي رشيد : اننا نعتقد بأنهم من سكان الاقسام الشمالية من العراق جاؤوا الى القسم الجنوبي منه على شكل جماعات مهاجرة وذلك بسبب تزايد السكان الذي حدث في الاقسام الشمالية اثناء حضارتي سامراء وحلف والذي أصبح لا يتناسب وكمية المواد الغذائية التي تنتجها المنطقة فأدى هذا التزايد الى هجرة الفائض ، وبعد كل هجرة يبدأ من جديد تزايد عدد السكان حتى يؤدي الى هجرة أخرى ، وكانت كل جماعة مهاجرة تسكن في منطقة معينة من القسم الجنوبي ، والمناطق التي سكنتها هذه الجماعات المهاجرة نمت وتطورت وكوّنت دويلات المدن السومرية المعروفة ، وبسبب كون مجيء السومريين الى القسم الجنوبي من العراق قد حدث في فترة سبقت ظهور الكتابة فأن اثبات ما ذكرناه بشكل قاطع أمر غير ممكن.

_ رأي د. جورج رو:
وهذا الدكتور جورج رو يلج عباب تلك المشكلة بقوله:
يقدم لنا الادب السومري صورة لشعب مجد مثقف ، وجد متديّن ، غير أنه لا يعطينا معلومات عن أصله ، وتدور حوادث القصص والاساطير السومرية في وسط غني بالانهار والبحيرات وبالبردي والنخيل ، وهذه خلفية نموذجية لمنطقة جنوب العراق ، وتعطي أنطباعا قويا بأن السومريين قد عاشوا دائما في ربوع هذه المنطقة ، وليس هناك ما يؤكد وجود أي موطن سالف للسومريين يختلف عن وادي الرافدين ، ثم يستدرك رو قائلا : وهكذا كلما حاولنا دفع حدود مشكلتنا أبعد في بطون التاريخ ، كلما ضاقت وأختفت في مجاهل عصور ما قبل التأريخ لدرجة أننا نصل في النهاية الى حد التشكك أصلا بمواجهتنا لثمة مشكلة جدية حقا ، لقد كان السومريون ، شأنهم شأننا، مزيجا من الاجناس وربما أيضا من الشعوب ، كما كانت حضارتهم، كحضارتنا، مزيجا من العناصر الاجنبية والمحلية الاصلية، أما لغتهم فتعود الى مجموعة لغوية كبيرة غطت كل منطقة غربي آسيا وربما أمتدت أبعد من ذلك، وأعتمادا على هذا، يمكن أن يكون السومريون تفرعا لشعب أستوطن الجزء الاكبر من الشرق الادنى في العصور الحجرية الحديثة والعصور الحجرية ـ المعدنية المبكرة ، أي أنهم، بأختصار، يمكن أن يكونوا قد تواجدوا دائما في أرض العراق منذ تلك العصور السحيقة في القدم، ثم يواصل قائلا : وبهذا الاستنتاج نأتي على نهاية حديثنا حول مشكلة أصل السومريين متذكرين قول واحد من أكثر المستشرقين عبقرية في هذا الصدد (ه فرانكفورت ـ H.Frankfort) :
( بأن المناقشة المسهبة لهذه المشكلة يمكن تماما أن تتحول في النهاية الى ملاحقة وهم لا وجود له مطلقا).

_ رأي الباحث آدام فلكنشتاين :
أما فلكنشتاين فيذكر بصيغة السؤال : ( من أين جاء السومريون ؟ فربما سوف لن نعرف الاجابة على هذا السؤال أبدا ، فكما رأينا سابقا لا بد من أنهم كانوا مهاجرين كبقية سكان السهل البابلي وأنهم دخلوا البلاد في وقت ما قبل العهد الشبيه بالكتابي ، أي في عصور ما قبل التاريخ ولكننا لا نتمكن من أن نسأل سؤالا تأريخيا من آثار في عصور ما قبل التاريخ وأن نتوقع اجابة مقنعة لذلك فأن الدلائل الاثارية وكذلك الدلائل اللغوية ، لا تقدم لنا أي عون بهذا الصدد، ثم يضيف قائلا : ( وبذلك تكون الفجوة واسعة جدا لاعطاء أية أشارة عن أصل السومرية جغرافيا ويبدو ان اللغات التي كانت ذات علاقة بالسومرية كانت قد ماتت دون أن تترك أي أثر ، فالسومرية هي لغة فريدة أستنادا الى ما لدينا من معلومات.

_ نظريات اخرى :
نظرية الدكتور (جون الدرايا) تقول بان افرادهم كانت ملامحهم تشبه الى حد كبير ملامح سكان (افغانستان وبلوشستان)ووادي هندوراس واسسو حضارة لما يزيد عن ثلاثة الالاف عام متتالية.
ويقول (هنري فيلد)ان سكان الاهوار هم النسل المباشر للسومريين الذين عاشوا في العراق قرابة الخمسة الالاف عام خلت.
كما يقول مهدي الحسناوي في كتابه الموسوم (الاهوارحضارة سومر)حيث يقول في معرض حديثه عن عشيرة (الصيامر) ويقول بان هؤلاء من احفاد السومريين وانتقلت تسميتهم من (سيامر)الى (صيامر) وتسمية صيامر نسبة الى نهر من انهار البصرة .
ويذكر جون ساسون في كتابه من سومر الى اورشليم ان الاثار التي اكتشفت تخبرنا بان مدن سومر هدمت حوالي 2000 ق.م , ولم يخرجوا من ارض سومر وحدها بل تركوا وادي الرافدين كله ويقول ساسون ان هذه المجموعة كانت تتكلم اللغة الاكادية ( وهي لغة سامية)
اما المؤرخ (اوبرت) 1869 وبمقارنة النحو والمفردات يتبين الصلة القريبة للغة السومرية بالتركية والفنلدية والهنغارية.
والمؤرخ لينورمانت اثبت ان السومرية هي الاقرب الى الفنلدية (الاوغرية )والتي هي فرع من المجموعة(الطوراني).
والمؤرخ (ساندركيسوين)1887 توصل الى صلة السومرية بالهنغارية.
والمؤرخ (ادماهلر) 1906 توصل الى نتيجة تقول :بان السومريين من الناحية العرقية كانوا الاقرب الى الطورانيين واعتبرهم من احد الفروع القديمة للشعوب التركية.
المصدر الرئيسي :
حوار مع بهنام ابو الصوف في مجلة سومر بالاضافة الى اعداد اخرى من مجلة سومر وقراءات اخرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *