ديسمبر 7, 2024
download (7)

الكاتب : غيث العبيدي

غيث العبيدي: ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

حللت المحكمة الدولية المخاطر في غزة، بأسسها المتقدمة بالشر، السابقة والحالية، وأسبابها الخفيفة والثقيلة، وتوصلوا إلى قناعة تامة ونتيجة حتمية، وفقا للأدلة الجنائية المقدمة من دولة جنوب افريقيا، المؤكدة والجازمة، وذات الاشياء الواضحة، وغير القابلة للشك، فأصدرت  مذكرتي أعتقال بحق كل من؛ المستوطن برتبة رئيس وزراء الكيان الصهيوني”النتن ياهو“ والمستوطن برتبة وزير حرب الكيان ذاته”يوآف غالانت“ وقالت المحكمة في بيانها الخاص بالأعتقال، بأن هناك أسباب منطقية للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، واستخداما التجويع كسلاح حرب، وأشرفا على القتل والاضطهاد، وأفعال أخرى غير إنسانية في قطاع غزة.

وفي سياق خاص له علاقة بهذا النص، لعبت أمريكا في 11 أيلول 2001 دور ”شرطي العالم“ وزعمت أن لها حق التدخل في أمور وقضايا الدول الأخرى، حتى وأن أستوجب الامر أستخدام ”الذل والاهانة“ لتخضع الدول المتمردة على القواعد العالمية، والراعية للإرهاب، للقوانين والاعراف الدولية، فأعلنت حربها العالمية لدحر الإرهاب، والقضاء على الإرهابيين، بأستخدام كافة الوسائل المتاحة، وتطويع الغير متاح منها لنفس الغرض، حتى يتعطل الارهاب كليا في العالم، حسب السردية الأمريكية.

مذكرة الأعتقال الدولية، للمستوطنين ”النتن ياهو، ويوآف غالانت“ أعتراف رسمي من محكمة الملاذ الأخير ”المحكمة الدولية“ بأعتبارها أعلى سلطة عدلية بالعالم، لمنع الجرائم وتعطيل الإرهاب، بأن النتن ياهو، ويوآف غالانت أرتكابا اعمال إجرامية ضد الإنسانية، ومارسا إرهاب عنيف عرقي طائفي، وإرهاب فوضوي نفسي وفكري وعدواني، في قطاع غزة.

فهل تستجيب أمريكا لتنبيهات المحكمة الدولية، وتمارس دورها الذي عينته لنفسها، ونصبها حلفاءها عليه، بأعتبارها شرطي العالم والمفوض الرسمي بأمر الحرب على الإرهاب، وتلقي القبض على الارهابيين أعلاه، أو على أقل تقدير منعهما من دخول اراضيها؟

أم أنها ستعمل بكل طاقاتها، على أن تروجه إعلاميا بأنه أمر ساذج وغير عادل، ولا يستحق كل هذا الأسلوب الذي يجري عليه؟

الكل يعرف بأن أمريكا وأسرائيل أحدهما يكمل الآخر، وأينما وجد الأول وجد الآخر، وما يفعله الأول حتما يفعله الاخر، لكن هذا المقال ضرورة إعلامية، لنقل القيم الأمريكية وبيان مواقفها غير المرتبطة بالواقع.

وبكيف الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *