الشيخ عز الدين البغدادي
عدوان آثم جديد يقوم به الكيان الغاصب على دولة مسلمة جارة، عدوان استهدف قدراتها لأنه يعرف أنها تمثل خطرا على مشروعه التوسعي القائم على احتلال الأراضي العربية، ضد دولة نختلف مع كثير من سياساتها، لكننا ايضا لا ننكر قوة مواقفها الداعمة لمقاومة الصهيو امريكي ولكل القضايا العربية والاسلامية.
العدوان على ايران عدوان على كل مسلم وعربي، ومن يعتقد أن ما يحصل يمثل انتصارا له فهو عديم العقل او عديم الشرف، او كلاهما. واذا نجح المشروع الصهيو امريكي في التعامل مع ايران، فهذا سيمثل سقوط المنطقة بكاملها تحت نير السيطرة الصهيونية.
هذا الحدث، فيها تفرعات كثيرة ونتائج، ومواقف كثيرة ظهرت او ستظهر لاحقا. هناك دول دعمت العدوان للأسف، فالأردن التي تسمح للطائرات الاسرائيلية بالتحرك بكل حرية في الاجواء الأردنية، إلا أنه يقف كحائط ضد اي هجمة ايرانية يدرك ساسته انه الحلقة الاكثر هشاشة في المنطقة، وانه مرشح بقوة ليلحق بسوريا.
اما العراق فذلك الوجع الذي لا ينتهي، فطائرات الاحتلال تعبث بأجوائه بكل حرية والعدو يدرك بأن من يدعون المقاومة هنا لن يمثلوا خطرا حقيقيا عندما تحتدم المعركة، لأنهم اضعفوا الدولة وتحولوا الى مجرد تجار يبيعون بلدهم، ولم ينجحوا في بناء بلد بأدنى المواصفات رغم ربع قرن، وأبعد ما يفكرون به الآن التخوف من خروج الحكم عن الشيعة –كما يقولون- ويقصدون به أنفسهم طبعا.
عشرات بل مئات المليارات صرفت على المؤسسة العسكرية، دون ان تملك هذه المؤسسة نظام دفاع جوي يحمي اجواءها او سلاحا جويا يوازي على الاقل ما هو موجود في دول المنطقة.
العدوان الآن على ايران، لكن المستهدف به كل الأمة، لذا لا يحل لنا إلا أن نقف موقف الدعم مع الشعب الايراني المسلم الشجاع قلبا وقالبا، لا سيما أسر الشهداء ونحن معه في موقفه وفي تصديه لهذا العدوان… والله المستعان
عز الدين البغدادي
