خال الطبري
الجزيرة تضع الجلاد و الضحية في كف واحد ثم تقف مع الجلاد ، وهذا واضح من خلال الارتباك الحاكم على قناة الجزيرة الإعلامية .
لن تستطيع الجزيرة التستر على الفضائح التي تلحق بها وبنهجها الإعلامي وبالقائمين عليها !
لا نستطيع ان نفهم هذا النهج الإعلامي لقناة الجزيرة ونعطيه تفسيرا سوى القول بان قناة الجزيرة تنفذ أجندتين :
١) اجندة خاصة بها و بارتباطاتها المشبوهة مع الأطراف الطائفية و التنظيمات المتطرفة المدعومة امريكياً و صهيونيا .
٢) اجندة أمريكية خالصة ، تنفذ سياسة واشنطن في المنطقة !
في العدوان الاخير على ايران انحازت قناة الجزيرة بالتدريج إلى السردية الصهيونية و اخذت تطبق ذات السياسة الإعلامية التي اتّبعتها في الحرب الاوكرانية ووقوفها مع أوكرانيا والنيتو ضد روسيا واختارت عنوانا مبرمجا في غرف عمليات الحلف الأطلسي !
الجزيرة تتحفظ من وصف الحرب التي اعلنتها وشنتها على الجمهورية الاسلامية ((بالعدوان)) ، خاصة و ان إيران لم تكن هي المبادرة في الهجوم ، بل باغتتها ” إسرائيل ” بالعدوان في خضم المفاوضات غير المباشرة مع الجانب الأمريكي في مسقط ، و ضربت مناطق مسكونة و إغتالت عسكريين وعلماء و قصفت منشآت مدنية.
في الحرب الأوكرانية اصطفت قناة الجزيرة مع الحلف الاطلسي النيتو في سياسته الإعلامية مع روسيا و كانت تبرز فقط ما يثبت ان أوكرانيا هي الضحية من خلال نشر تصاوير البيوت المهدمة و إبراز عناوين بسقوط مدنيين في القصف الروسي ، وفي العدوان على ايران تمارس الجزيرة ذات النهج والسياسة تجاه ايران .
في الحرب التي شنتها إسرائيل ضد إيران ذهبت الجزيرة إلى ابعد من ذلك من خلال اظهار السردية الصهيونية على شاشتها ونقل الصورة التي يريدها الصهاينة للرأي العام العربي و تحويل ” الجلاد إلى ضحية ،و الضحية إلى جلاد”!
فلا معنى ان تتبنى الجزيرة السردية الصهيونية بخصوص الرد الايراني .
ايران اليوم تدافع ليس فقط عن نفسها بل تدافع عن امة باكملها ، فهي ليست ” مواجهة بين إسرائيل وإيران ” كما تريد الجزيرة تمرير هذه الصورة إلى عقل المشاهد العربي و الإسلامي ، ايران اليوم رأس الحربة في الصراع بين الحق و الباطل وبين الاستعمار بكل اشكاله وبين الشعوب المسلمة الحرة الممانعة.
ما تفعله إيران اليوم في ضرب الكيان الصهيوني المجرم، عجزت كل الأنظمة العربية عن فعله طوال عقود فللمرة الاولى دولة اسلامية تشعل النار في قلاع اليهود داخل الأراضي المحتلة ، الجمهورية الاسلامية تغامر و تضحي بشعبها و اقتصادها و رفاهها من اجل عزة الامة الاسلامية و كرامتها ومن اجل القضية.
الهجمات الصاروخيّة ضد الكيان الصهيوني دفاعية بحتة و تأتي كنوع من الرد على العدوان الغاشم الذي شنته إسرائيل ضد ايران ، فهي تستهدف البنى العسكرية و الاقتصادية و مقرات امنية و مجمعات سكنية لقادة الصهانية ، اما الجزيرة فتسعى لنقل صورة ” أوكرانية ” للضربات الصاروخيّة الايرانية!
الصورة الاوكرانية تعني الاصطفاف مع السردية الصهيونية في اطار الاستراتيجية التي تنفذها امريكا في المنطقة ضمن خطة واضحة لجعل ” إسرائيل ” اليد الضاربة لها و للغرب ولإخضاع الامة الإسلامية وتمثل ارادة حضارة وحشية غربية .
هذه هي الجزيرة التشفي الطائفى و التواطؤ مع العدوان الصهيوني ، علينا أن نفضحها ومن ورائها .
