*من حقهم ندافع عنهم و من واجبنا نُصرتهم*

الكاتب : ✍🏻/عفاف فيصل صالح
—————————————
في قلب غزة، يشتعل الألم وتتصاعد الأنات، لكن صوت العالم يختنق بصمت لا يُجارى، وكأنّ الدنيا غابت عنها أبصارها، ووقف العرب والمسلمون عاجزين أمام نيران معاناة الأطفال والنساء، يتساقطون كأوراق الخريف، وهؤلاء الأطفال يصرخون بصمت أمام جدار القهر، يناديهم الزمن ولا أذن تُسمع، أو يُسمع.

والله سنُحاكم يوماً على هذا الصمت، وسنسأل جميعاً عن تقاعسنا وتقصيرنا، عما قدمنا من واجب إنساني، عن دماءِ براءة تُسفك ومآسٍ تُنسى بصمت مشين.

لا تتغافل عن صوت طفلة قد عانقت السماء بعد أن غارت نيران الأعداء من رحمتها، ولا تبرح مكانك، حتى وإن بقي على جبل الرماة رمقٌ أخير، فحتى لو تخلى الجميع، أنت مكلف بأن تقف شامخاً، أن تكتب وتبكي وتستنجد، كأنك الوحيد الذي عليه واجب توثيق دموع الأمهات وآهات الأطفال.

رُبّك السميع المجيب، فاعذرنا إن قصّرنا، فإنّ كل إنسان لا يبذل ما في وسعه فهو خائن لأمانته، وتذكّر أن البذل هو لغة التضحية، وأن الصمت جريمة في زمنِ يستصرخ فيه الضمير، فليبكِ القلب قبل العيون، وليكتب الإنسان عن غزة، عن دمائها، عن أملٍ يقتله القتل، وعن ألم لا يُحتمل، لعلّ الله يُنصف، وعلّ البطولة تكون بكلمة ترجفها الأحقاد، وتُخفف عن الأمهات صبرهن المقطوع، فكما رحم اللهُ الأطفال، فإنّ من واجبنا أن نخلص لهم بمداد قلوبنا، قبل أن تُنكر التاريخ عليهم خنوعنا وصمتنا.