الكاتب : جمال الناصري
—————————————
على بوابة المدينة الغريبة، يقف الروماني الغجري برفقة زوجته منذ عشرون عاما، و انا أراه في ذات المكان، يمسك الواحد منهما جرائد تحمل صورا على صفحاتها تحكي حياة قاسية لفقراء في بلادهم..فيجمع من خلالها بضعة نقود يتبرع بها بعض المتسوقين والذاهبين إلى مركز المدينة ..
يعودا إلى منزلهما في (كرفان) خارج حدود المدينة عندما تقفل أبوابها عند حلول المساء..
منذ عدة شهور كان الرجل يقف وحيدا على البوابة الرئيسة ممسكا بجرائده كالعادة ، ويبدو على وجهه الحزن و الانكسار..
في الأثناء كان يتحدث بألم مع أمرأة عابرة تسأله حول غياب زوجته فيرد بالقول..
– أنها ماتت ودفنت في رومانيا..
تمسح المرأة دموعها فترد :
– لا تحزن، كن قويا..
يصمت، لم ينبس ببنت شفة، يغوص به الانكسار بعمق اكثر، يحجم عن الكلام تماما..
يعلو صوت اغنية حزينة تنطلق من الممر تتحدث عن ألم الفراق الابدي…
منذ أشهر مضت، اصبح مكان الرجل فارغا، المكان الذي لايفارق في عطلة نهاية الأسبوع، يبدو انه قد غادر الحياة !
لا يوجد احد ما نسأله عنه ..فلا أحد يهتم بأمره..حتى رحل وحيدا!
على بوابة الفراق