خفايا دبلوماسية السيسي الاستباقية: مناورة لحفظ ماء وجه الوفد العراقي في قمة شرم الشيخ بعد الانتقاد الحاد من قبل السيد مقتدى الصدر؟

صباح البغدادي

برزت الدبلوماسية المصرية، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في إدارة الأزمة المحيطة بمشاركة الوفد العراقي في قمة “شرم الشيخ للسلام”، التي انعقدت اليوم الاثنين 13 ت1 برعاية مشتركة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. جاءت هذه المناورة الدبلوماسية كرد فعل على الانتقادات الحادة التي واجهتها زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، من إيران وحلفائها في الإطار التنسيقي، وعلى رأسهم زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر، الذي وصف الزيارة بـ”وصمة عار” في تغريدة غاضبة على منصة X، معتبرًا أنها خطوة نحو “التطبيع” مع إسرائيل بسبب مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المُحتملة. وقد علم الرئيس السيسي مسبقًا، وعبر حراك دبلوماسي مكثف قادته تركيا وقطر والسعودية خلال الساعات الـ24 الماضية، بأن نتنياهو لن يحضر القمة، بعد أن أعلن مكتبه الغياب بحجة “الأعياد الدينية اليهودية” (عيد سِمْحَةْ تُورَاهْ). استغل السيسي هذه الفرصة لتوجيه الوفد العراقي بإصدار بيان عاجل، أعلن فيه أن العراق سينسحب من القمة في حال حضور نتنياهو. هذا البيان، الذي صدر حوالي الساعة 7:00 صباحًا بتوقيت بغداد، جاء بعد ساعة من تغريدة الصدر، ونجح في نزع فتيل الأزمة الداخلية العراقية، حيث كان الوفد يواجه هجومًا حادًا من الإطار التنسيقي المدعوم من إيران، الذي اتهمه بالتقارب مع إسرائيل وبداية لمحاولة تطبيع العلاقات ومن باب الديانة الإبراهيمية على اقل تقدير .

ومن خلال متابعتنا عن كثب لسياق هذه الأزمة الحادة وكذلك من خلال ضغوط إيرانية وتغريدة الصدر التي نُشرت عبر حسابه الرسمي (@MuqtadaAlSadr) الساعة 6:00 صباحًا، وصفت فيها هذه التغريدة الغاضبة مشاركة السوداني بـ”المعيبة والمخجلة”، معتبرًا أن القمة “ليست للسلام، بل للتطبيع مع الصهيونية وحل الدولتين”. هذا الهجوم، الذي حصد آلاف التفاعلات، زاد الضغط على السوداني، خاصة مع موقف إيران الرافض للقمة، والذي عبر عنه الإطار التنسيقي عبر بيانات متتالية وصفت الزيارة بـ”الخيانة للقضية الفلسطينية”. في هذا السياق، جاءت مناورة السيسي كـ”ضربة معلم”، حيث استبق الأحداث بتوجيه العراق لإصدار بيان الانسحاب المشروط قبل بدء الجلسة الافتتاحية للقمة. هذا البيان، الذي أكد أن المشاركة جاءت “بدعوة رسمية من واشنطن والقاهرة لمناقشة الوضع الإنساني في غزة”، ساعد في تهدئة الشارع العراقي، وحافظ على مصداقية السوداني أمام منتقديه داخليًا.كشفت مصادر دبلوماسية أن تركيا (رجب طيب أردوغان)، وقطر (تميم بن حمد)، والسعودية (محمد بن سلمان) لعبت دورًا محوريًا في إقناع السيسي بإدارة الأزمة. هذه الدول، التي تُعَدُّ ركائز الوساطة في صفقة غزة، ضغطت لتجنب حضور نتنياهو، الذي كان سيُحوِّل القمة إلى “مسرح تطبيع” غير مقبول شعبيًا وسياسيًا. السيسي، بدوره، أجرى اتصالًا مباشرًا مع ترامب، مقترحًا “مخرجًا دبلوماسيًا” يُجنِّب الإحراج لإسرائيل، ويضمن استمرار القمة دون توترات. هذا الحراك العربي عزز مكانة الدول الأربع كـ”حراس للتوازن الإقليمي”، خاصة في ظل حساسية القضية الفلسطينية فقد تنجح القمة وهذا ما هو متوقع منها مع التداعيات لنجاح دبلوماسي أم هي فقط ستكون توترات مؤجلة وقد ينتج منها أعادة الصدام المسلح ؟ما هو مرجوا منها في حالة نجحت القمة في توقيع المرحلة الأولى من خطة السلام، ومع حضور السوداني وتأكيده على “التزام العراق بالقضية الفلسطينية”. لكن المناورة الدبلوماسية تُثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات العراقية-المصرية، خاصة مع استمرار الضغوط الإيرانية على بغداد. كما أن غياب نتنياهو، رغم أنه خفف من حدة الأزمة، قد يُعزز التوترات بين إسرائيل ومصر، التي تُحافظ على اتفاقيات كامب ديفيد، لكنها تُفضِّل الحياد الشعبي في القضايا الحساسة. السيسي، بهذه الخطوة، أثبت قدرته على إدارة أزمة معقدة، لكن السؤال يبقى: هل ستكون هذه المناورة كافية لتجنب الانتقادات المستقبلية للعراق، أم أنها مجرد تأجيل لتوترات أعمق؟.

حيث لم تمر زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى مصر لحضور قمة شرم الشيخ للسلام مرور الكرام، حيث أثارها زعيم التيار الوطني الشيعي مقتدى الصدر بانتقاد لاذع على منصة اكس (تويتر سابقا)، واصفا إياها بوصمة عار على الأحزاب الشيعية الحاكمة، معتبرا أنها تمثل خطوة نحو التطبيع مع إسرائيل، خاصة مع تواجد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القمة. هذا الانتقاد الحاد، الذي جاء في تغريدة صباح الإثنين قبل ساعات قليلة من وصول السوداني إلى القاهرة، أجبر مكتب رئيس الوزراء على إصدار بيان رسمي مفاجئ يعلن فيه الانسحاب من القمة في حال مشاركة نتنياهو، رغم علم الحكومة المسبق بمشاركته المخطط لها، مما يبرز التخبط الدبلوماسي العراقي في لحظة حرجة للدبلوماسية الإقليمية.الصدر يشعل الجدل: وصمة عار وتحذير من التطبيع مع الصهيونية
في تغريدة نشرها حسابه الرسمي على اكس (@MuqtadaAlSadr) حوالي الساعة 6:00 صباحا بتوقيت بغداد، وصف الصدر مشاركة السوداني في القمة – التي ترأسها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتجمع أكثر من 20 قائدا عالميا لتوقيع المرحلة الأولى من خطة السلام في غزة – بأنها معيبة ومخجلة، ووصمة عار على جبين الأحزاب الشيعية الحاكمة التي تدعمها إيران وتدعمها. أضاف الصدر: “هذه القمة ليست للسلام، بل للتطبيع مع الصهيونية وحل الدولتين، وهذا خيانة للقضية الفلسطينية وللشعب العراقي”، مشددا على أن “أي حضور لها يعني توطيد الحضور الإسرائيلي في المنطقة”. هذه التغريدة، التي حصدت آلاف التفاعلات في دقائق، أعادت إلى الأذهان موقف الصدر التاريخي ضد أي شكل من أشكال التطبيع، كما في معارضته لاتفاقيات أبراهام عام 2020، وتعزز صورته كصوت شيعي مستقل عن الإطار التنسيقي الحاكم.الانتقاد لم يقتصر على الجانب السياسي؛ فقد ربط الصدر الزيارة بالضغوط الأمريكية على بغداد لتحجيم المليشيات الولائية، معتبرا أنها مؤامرة أمريكية-مصرية لتفكيك المقاومة الإسلامية، في إشارة إلى تواجد نتنياهو المؤكد في القمة لإلقاء كلمة حول السلام من خلال القوة، كما أعلن رسميا من قبل الرئاسة الإسرائيلية يوم 12 أكتوبر. هذا التصريح أثار موجة من التعليقات على اكس، حيث هاشتاج #وصمة_عار_شرم_الشيخ أصبح تريندا في العراق، مع دعم من أنصار الصدر ومعارضة من مؤيدي الحكومة الذين يرون في الزيارة فرصة للدبلوماسية العراقية.رد مكتب السوداني: إعلان الانسحاب المشروط، رغم المعرفة المسبقة بمشاركة نتنياهو
لم يتأخر رد مكتب رئيس الوزراء؛ ففي بيان رسمي صدر بعد ساعة واحدة من تغريدة الصدر (حوالي الساعة 7:00 صباحا)، أعلن أن العراق سينسحب من القمة في حال مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدا أن مشاركتنا جاءت بدعوة رسمية من واشنطن والقاهرة لمناقشة الوضع الإنساني في غزة، وليس للتطبيع. ومع ذلك، يثير هذا البيان تساؤلات حول العلم المسبق بمشاركة نتنياهو، حيث أعلنت في 10 أكتوبر من خلال بيان مصري-أمريكي مشترك، وكانت معروفة للخارجية العراقية أثناء الاتصالات الأخيرة مع السيسي وترامب. مصادر حكومية غير رسمية تشير إلى أن البيان كان رد فعل مباشر على تغريدة الصدر لتخفيف الضغط الداخلي، وتأكيد الحيثية المستقلة للحكومة أمام الإطار التنسيقي والمعارضة. وصدرت وزارة الخارجية بيانا موضحا أن المشاركة بناء على دعوة رسمية من واشنطن والقاهرة، مؤكدة أن الهدف إدخال إنساني وسياسي لغزة، وليس تطبيع، لكن البيان لم يتردد على إمكانية الانسحاب، ما يشير إلى تناقض داخلي.التداعيات السياسية: بين الضغط الداخلي والدبلوماسية الإقليمية
يمثل هذا المواجهة ذروة للتوتر الداخلي العراقي، حيث يستغل الصدر القمة لتعزيز بلاغته المضادة للحكومة قبل الانتخابات البرلمانية في 2025، مؤكدا على المقاومة الشيعية كبديل عن التبعية الأمريكية. من ناحية أخرى، يعرض الإعلان الحكومي بغداد لخطر العزلة الدبلوماسية، حيث تأتي القمة في أعقاب خطاب ترامب في الكنيست، وتشمل مناقشات حول إعادة إعمار غزة وتحجيم المليشيات في العراق، ما يجعل غياب العراق خسارة سياسية كبيرة. حتى الآن، لم يصدر رد من مصر أو واشنطن، لكن مصادر دبلوماسية تتوقع أن يحضر السوداني القمة ويتجنب أي لقاء مباشر مع نتنياهو، لحفظ المواجه. هذه الأحداث تبين كيف يتحول الجدل الداخلي إلى أزمة إقليمية، وتستدعي إعادة تفكير في سياسة الخارجية العراقية لتكون أكثر استقلالا واستراتيجية.

وفيما أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صباح اليوم أنه لن يشارك في قمة “شرم الشيخ للسلام”، التي تُعقد الآن في المنتجع المصري على الساحل الأحمر، برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي تهدف إلى توقيع المرحلة الأولى من “خطة السلام” الأمريكية لإنهاء الحرب في غزة. السبب الرسمي: “الانشغال بالأعياد الدينية اليهودية”، وتحديدًا عيد “سِمْحَةْ تُورَاهْ” (Simchat Torah)، الذي يبدأ مساء اليوم. لكن الرواية الرسمية تُثير تساؤلات، حيث تشير مصادر دبلوماسية إلى أن نتنياهو “شخص غير مرحب به” في القمة، وأن هذه الحجة مجرد “مخرج دبلوماسي” لتجنب الفضيحة، بعد حملة سريعة قادها قادة تركيا وقطر ومصر والسعودية خلال الساعات الـ24 الماضية، حثوا فيها السيسي على الاتصال المباشر بترامب لإبلاغه بالرفض، وإيجاد حل يحفظ ماء الوجه للجميع. وهذا الغياب، الذي جاء بعد إعلان مصري أولي عن مشاركته، يُعدّ دليلًا على التوترات الخفية في الدبلوماسية الإقليمية، حيث تُفَضِّلْ دول عربية كبرى تجنب أي “تطبيع علني” مع إسرائيل في الوقت الحالي، رغم الاحتفاء بالصفقة التي أدَّت إلى إطلاق سراح 20 أسيرًا إسرائيليًا مقابل 2000 فلسطيني ولكن الإعلان المصري الأولي، الذي صدر قبل ساعات قليلة، أكَّدَ مشاركة نتنياهو، بعد “اتصال هاتفي” بين السيسي وترامب، مما يُشير إلى تغيير مفاجئ في الجدول. الآن، أكد المتحدث الرئاسي المصري محمد الشناوي أن “نتنياهو لن يحضر بسبب العيد الديني”، محافظًا على وجهة نظر دبلوماسية هادئة وفقًا لمصادر دبلوماسية عربية وغربية، لم يكن الغياب قرارًا إسرائيليًا مستقلًا، بل نتيجة “حراك سريع” قاده قادة تركيا (رجب طيب أردوغان)، وقطر (تميم بن حمد)، ومصر (السيسي)، والسعودية (محمد بن سلمان) خلال الساعات الـ24 الماضية. هؤلاء القادة، الذين يُعَدُّونْ مفتاح السلام في غزة بفضل دورهم في الوساطة بين حماس والولايات المتحدة، أبدوا رفضًا قاطعًا لمشاركة نتنياهو، معتبرين أن حضوره سيُحوِّلْ القمة إلى “مسرح تطبيع” غير مرغوب، خاصة بعد التوترات الأخيرة حول غزة والضفة الغربية وفي اتصالات هاتفية مكثفة، حثَّ هؤلاء القادة السيسي على الاتصال المباشر بترامب لإبلاغه بالرفض، وطلب “مخرج دبلوماسي” يحفظ ماء الوجه للجميع، لتجنب “فضيحة” قد تُعْرِضْ الخطة الأمريكية للخطر. تركيا وقطر، اللتان لعبتا دورًا رئيسيًا في إطلاق سراح الأسرى، أكَّدَتَا أن “الحضور الإسرائيلي سيُفْسِدْ التوازن”، بينما أشارت السعودية إلى أن “التطبيع يحتاج وقتًا أطول”. السيسي، الذي يُعَدّْ مضيفًا، استجاب بسرعة، مُؤَكِّدًا في مكالمة مع ترامب (الذي وصل إلى شرم الشيخ بعد الظهر) أن “القمة تركز على السلام، لا على الإحراجات