مازن الولائي
كثير من المراقبين يدركون حجم التغيير في “سايكلوجية” الناخب العراقي، والذي كان مهددا بفعل فاعل بقناعة “المقاطعة” التي سرّبها إليه الإعلام بطريق محترف! لأن حجم المادة المقنعة التي توفرت من البعض المفسدين وأصبحت مادة لا تقاوم والبلد قسم إلى طبقات مترفة وأخرى تحت الصفر معيشيا.
في القصر أغنية على شفة الهوى
والكوخ دمع في المحاجر يلذع.
الأمر الذي ساعد على بث روح اليأس من التغيير وحصول انتقالة يمكن أن تساهم في تخليص الشيعة من أسر الخمول والإحباط وعدم الرغبة في الذهاب “لصندوق الإقتراع” معتمدا على آخر اعاره عقله ليفكر مكانه به! حتى إذا ما قربت الانتخابات وحمى وطيس التنافس هنا بدأت تطرأ عوامل كانت من أهم الأسباب في تغير القناعة شبه المَيْؤُوس منها ويمكن جعلها على النقاط التالية:
١- الخطاب الطائفي التحريضي والذي يستبطن التهديد الذي مارسه مثل الخنجر والحلبوسي! وهو الخطأ الفادح والغباء والجهل السياسي الذي اعتمد على أيقاظ جماهير السنة بمثل هذا الخطاب الذي يمثّل أسوء مراحل عاشها الشيعة في زمن البعث وفترة د١عش المؤلمة، وهنا تتجلى مقولة “الحمد لله الذي جعل أعدائنا من الحمقى”.
٢- التحرك السريع لبعض طلبة الحوزة العلمية ممن استشعروا الخطر من سكون كان مخيفا إذا لم تتبنى الحوزة مبادرة تكسر سكون الشيعة التي عينها على المرجعية، وتم ذلك بفضل جهود كثيرة تحركت حتى أعلنت الحوزة تعطيل الدروس وهو الأمر الذي دائما يفهم منه أهمية المناسبة التي تم التعطيل من أجلها.
٣- مشروع المقاطعة الذي يفتقر للبديل المقنع والذي فهمته الجماهير على أنه مجازفة ومثل أصوات السفارة ومشغليهم يحرضون على تبني المقاطعة وفقط للشيعة دون الغربية والشمال، الأمر الذي دفع الكثير ولو في وقت متأخر إلى خيار التغيير عبر الصندوق الحل الوحيد المنطقي والقانوني.
٤- كثرة الوجوه التي لها تأريخ نظيف وعمل ملموس رغم أنها أول مرة تطرح نفسها للترشيح مما ققل ذهاب الأصوات هدرا أو في الهواء الطلق فانتج مجاميع سوف تلتحق بالبيت الشيعي الذي جرب أبنائه في الدورة السابقة حيث كانوا قلة لكنهم حققوا ما تعجز عنه الكثرة ( كَم مِّن فِئَةࣲ قَلِیلَةٍ غَلَبَتۡ فِئَةࣰ كَثِیرَةَۢ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِینَ ) البقرة ٢٤٩.
٥- العامل الأهم والذي سفه رهان السفارة والمخططات العربية والغربية والمحلية هو توجه الشباب الشيعي نحو المرجعية الرشيدة ومطالبتهم بالتدخل عبر الآلاف الصفحات المناشدة، وهذا معناه قوة الارتباط الذي حاولت جهات كثيرة فكه وكسر اواصره.
٦- اليقظة ولو المتأخرة لكن وجودها بلحظة إدراك امل كبير يعوّل عليه في قادم السنوات خاصة إذا حسب الإخوة له حساب بعد الإحراج الذي وقع به من قضية إقناع الناخب العازف بسبب عدم وجود المنجز الفكري والثقافي الذي يحول من وقوعهم بيد المخططات.
٧- على كل المسؤولين من الشيعة أن لا يكرروا خطأ الإهمال لشبابهم وعوائل الشهداء والمضحين وغيرهم الكثير ولنبدأ من اليوم بناء صروح فكرية بنوايا مخلصة وحقيقة بعيدا عن نظرية الدكاكين وتسجيل النشاط لأجل المال والمنصب والجاه ووو!