الإطار هو الكتلة الاكبر، نعيم الخفاجي
تحدث مئات الكتاب والصحفيين والمحللين العراقيين حول الانتخابات العراقية البرلمانية الاخيرة، وكتب آلاف المغردين من النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي عن الانتخابات، وعن فوز كتل الإطار الشيعي بغالبية المقاعد البرلمانية على مستوى العراق.
تحدث الكثير منهم عن وجود نية إلى مرشح الإطار بالحكومة السابقة السيد محمد شياع السوداني بتشكيل كتلة أكبر ويترك رفاق دربه من قوى الإطار الذين اوصلوه لمنصب رئيس الوزراء، هناك حقيقة لولا قادة الإطار لما تبؤ السيد محمد شياع السوداني منصب رئاسة الحكومة، ولولا المكون الشيعي لما تقلد السوداني المنصب، لأن الأعراف التي تشكلت عليها الحكومات العراقية بعد سقوط نظام صدام جرذ العوجة تعطي منصب السلطة التنفيذية رئاسة الوزراء للشيعة، ورئاسة الجمهورية الأكراد والبرلمان للسنة..
احد الكتاب من قوى الاطار وصف عودة السوداني إلى حضور اجتماع قادة الإطار الشيعي بما يلي( رجوع السوداني للإطار التنسيقي الشيعي، هو هبوط اضطراري بعد أن حلّق بعيداً في طائرة الأحلام والأوهام، قبل الانتخابات، هو وبعض أعضاء ائتلافه الذين توقعوا أن ائتلاف السوداني سيحصد من 90 إلى 100 من المقاعد البرلمانية).
تحدث الكثير من الكتاب والمغردين من اتباع قوى الإطار الشيعي، أن السيد السوداني كان يطمح لتكوين كتلة نيابية، تتخطى مقاعدها مقاعد كتل الإطار مجتمعة، للانشقاق بشكل رسمي عن الإطار، ولفرض نفسه ككتلة أكبر بعد استمالة بعض الكتل الشيعية الصغيرة وبعد التحالف مع كتل سنية وكردية، وقالوا أن سبب عودة السيد السوداني إلى قوى الاطار، بعد ان فشل بكسب المائة مقعد برلماني، وأن عودته ليس لكي يكون هو المرشح، حسب قولهم السوداني أدرك أنه غير مرشح، لكنه يريد الحصول على منصب ……الخ، وهناك من المحللين منهم السيد الاستاذ احمد عبد السادة قال،( لحسن الحظ، جرت رياح الانتخابات بما لا تشتهي سفن الأحلام، ولهذا شعر السوداني بأن البراغماتية السياسية تحتم عليه العودة للجلوس تحت مظلة الإطار ليس بهدف ترشيح نفسه لرئاسة الوزراء، لأن الولاية الثانية أصبحت مستحيلة في ظل وجود إجماع شيعي لعدم التجديد له، بل بهدف حجز حصة له في الكابينة الحكومية المقبلة، بعد استلامه لإشارات مؤكدة بأن أكبر حلفائه الشيعة في ائتلافه سيلتحقون بالإطار وسيتركونه بمواجهة مصير العزلة السياسية، بعد تحوله إلى كتلة صغيرة لن يكون لديها أي وزن وأي تأثير حتى في مضمار المعارضة البرلمانية).
انا شخصيا لايهمني سواء اعيد تكليف السيد السوداني رئيسا للوزراء أو عدم تكليفة، المهم الجماهير الشيعية في بغداد وديالى سدت الفراغ الذي تركه أنصار السيد مقتدى الصدر الذين قاطعوا الانتخابات، خسر المكون الشيعي في بغداد وديالى أكثر من مليون صوت انتخابي لانصار سماحة السيد مقتدى الصدر، السيد الصدر له رؤيته، انا اتكلم بخصوص المخاطر التي هددت المكون الشيعي لوجود شركاء بالوطن مجرمين قتلة فاقدي الضمير، يعلنوها بشكل صريح اذا عادوا للحكم يقومون في إبادة المكون الشيعي بشكل نهائي، من حقنا أن نأخذ تهديدات فلول البعث وهابي وخاصة رأينا ماحدث ويحدث في سوريا، من قتل وابادة وسبي وبيع لنساء الشيعة العلويين بظل موافقة عربية ونفاق عالمي بما يحدث في سوريا.
الشيء المهم حقق الناخبون الشيعة نجاح كبير في بغداد وديالى وصلاح الدين والموصل وكركوك وحصلوا على أكثر من عشرين مقعد إضافي، بظل حصول القوى الشيعية على أكثر من ١٨٧ مقعدا بالبرلمان بات من الصعب على الشركاء بالوطن ابتزاز المكون الشيعي العراقي.
سبق لي أن كتبت حول تكرار ظاهرة خطأ قادة القوى الشيعية في تقديم شخص عن طريقهم لتبوء منصب رئاسة الوزراء، وبعد توليه المنصب يكتشفون أن ثقتهم قد تركهم وبدأ يبحث عن مصالحه الخاصة، حدث ذلك مع مصطفى مشتت، وقرأت مقالات كثيرة من كتاب قوى الإطار الشيعي يقولون أن السيد محمد شياع السوداني قد غدر بقوى الإطار؟ اذا كان هذا الكلام صحيح، أين يكمن الخلل؟ اقولها وبصراحة يتحمل قادة الإطار المسؤولية الكاملة بسبب اختيارهم لأشخاص يقدمون مصالحهم الشخصية على مصلحة المكون.
يفترض بقادة القوى الشيعية جعل التحالف الوطني الشيعي أو الائتلاف العراقي الشيعي مؤسسة، وسبق أن تحدث سيد عمار الحكيم أن الائتلاف الوطني الشيعي سوف يصبح مؤسسة، تختار رؤساء الوزارات والوزراء، هذا الكلام صدر من سماحة السيد عمار الحكيم على ما اظن بعام ٢٠١٠ أو ٢٠١٤، من حقنا نتذكر الماضي لا لمحاسبة أحد وإنما لذكر أمور حدثت أضعفت المكون الشيعي، اعتقد تشكيل قائمة فرض القانون كان أو عملية انشقاق عن التحالف الوطني الشيعي، ربما قائمة السيد السوداني كان يعتقد كسب مائة مقعد مثل ما حصل السيد المالكي على ١٠٥ مقاعد في انتخابات عام ٢٠١٠، بكل الأحوال يفترض بقادة الإطار الشيعي، جعل الإطار مؤسسة تصدر قرارات ملزمة لكل شخص ترشحه لتولي منصب بالدولة العراقية ممثلا عن المكون الشيعي، نحن بحاجة لعمل مؤسسات يقطع الطريق بالمستقبل على كل شخص يتم إعطائه الثقة لكي يمثل المكون الشيعي لتقلد منصب رئاسة الوزراء أو تقلد اي منصب وزاري، وحكومي ولا يقوم في خدمة أبناء الشعب العراقي بشكل عام، وأبناء المكون الشيعي العراقي بشكل خاص.
وبما ذكرنا الانتخابات، على كتاب القوى الشيعية العمل على لملمة البيت الشيعي والكف عن مهاجمة بعض الأطراف الشيعية الاخرى، التعاون هو الكفيل على نجاة ونجاح الشيعة في مواجهة الأخطار التي تهددهم، قرأت مقالات وتحليلات عن سبب خسارة الشيوعيين بهذه الانتخابات، وهناك من قال سبب الخسارة بسبب تحالف الشيوعيين مع التيار الصدري في انتخابات عام ٢٠٢١، هذا الكلام غير صحيح، بل سر فوز نواب شيوعيين في انتخابات عام ٢٠٢١ وانا رأيت ذلك بنفسي تصويت الكثير من أبناء التيار الصدري لنواب شيوعيين، في هذه المرة التيار الصدري لم يشاركوا بالانتخابات لذلك رأينا خسارة كل النواب الشيوعيين، اعرف هذا الكلام يجلب لي السباب والشتائم واتهامي بالجهل من قبل بعض الكتاب الشيوعيبن، لكنها ورب كارل ماركس كلامي صحيح واعرف شباب من معارفي صدرين صوتوا في الانتخابات السابقة لمرشحين شيوعيين، بل عندي صديق وجار لي شيوعي عراقي في انتخابات عام ٢٠٢١ قال لي جاي تشوف ربعي الشيوعيين بعد أن حصلوا على مقاعد في الناصرية وغيرها، وقفوا ضد التحالف مع التيار الصدري، لولا الجمهور الصدري لما فاز نوابنا الشيوعيين، كلام هذا الصديق ثبت انه صحيح، لننظر لهذه الانتخابات، غاب التيار الصدري ولم يحصل الشيوعيين ولا على مقعد واحد في البرلمان العراقي، اختصر الطريق اعرف هناك من يقوم بمهاجمتي من كتاب شيوعيين وربما يسيئون لي بكلمات قاسية لكنني قلت الحقيقة التي انا رأيتها بنفسي، حتى أحداث تشرين عندما انسحب التيار الصدري بعد أن تم كشف دعم خارجي، باليوم التالي انتهت صفحة تشرين التي دمرت محافظات الشيعة بشكل خاص، قرار سماحة السيد مقتدى الصدر بالانسحاب من مظاهرات تشرين ساهم بشكل كبير في كشف القوى المرتبطة بالدول الخارجية، والف تحية لسماحة السيد مقتدى الصدر بموقفه الوطني الشريف في افشال مؤامرة تشرين التي خرقتها مخابرات اقليمية ودولية مع خالص التحية والتقدير.
نعيم عاتي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
19/11/2025