عدنان طعمة
في التجربة العراقية خلال مواجهة داعش، لاحظنا ان أكثرية الذين أكثروا من الاستعراض بالبزات العسكرية وظهروا بالصور والفيديوهات في مواقع التواصل الاجتماعي لم يصابوا أو يستشهدوا ، بينما خسر الخط الأمامي عددا كبيرا من الشهداء الذين لم يظهر لهم أي حضور إعلامي. أكثر الذين يستعرضون غالبا يعملون في مناطق خلفية أو مهام دعم، فيتاح لهم الوقت والتصوير، أما وحدات الاقتحام والمواجهة الدامية فتنشغل بالمعارك ولا أهمية عندها للظهور الإعلامي. كما تؤدي الذاكرة الجماعية دورا في تضخيم من يظهرون واعتبارهم الأكثر حضوراً ، في حين يتجاهل العقل من لم يصور أصلا، وهي الظاهرة المعروفة بالـ Survivorship Bias أو تحيز النجاة.
ما بدا وكأنه نجاة غريبة لمقاتلي الصور وفيديوهات ليس إلا نتيجة اختلاف المهام بين من هم أمام الكاميرا ومن هم أمام النيران، وهي تجربة للعراقيين لهم قصب السبق فيها حسب علمي…
وهناك المجاهد الكلاوجي الذي عرض عنترياته الفارغة بالصور والفيديوهات وسمعنا منه جعجعة ولم نر طحينا….